www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

تلك المنازل

0

تلك المنازل

تلك المنازل … كيف حال مقيمها إنّا قنعنا بعدها ….برسومها
تمشي على صور الطيور لحاظنا نشوى ، كمن يصغى إلى ترنيمها
و نكاد نعشق في الأزاهير الدمى أزهارها ، و نحسّ نفخ شميمها
نشتاقها ، في بؤسنا و نعيمنا و نحبّها ، في بؤسها و نعيمها
لولا الخيال يعين أنفسنا لمّا سكنت ، و لم يهدأ صراخ كلومها
و لكان شهد الأرض في أفواهنا و هو اللّذيذ أمرّ من زقّمها
يا حاملا في نفسه و حديثه أحلام أرزتها و لطف نسيمها
حدّث بنيها شيخهم و فتاهمو عن ليث غابتها و ظبي صريمها
خبّرهم أنّ الكواكب لم تزل تحنو على العشّاق بين كرومها
ما زال بلبلها يغنّي للربى و السّحر تنفثه لواحظ ريمها
و الريح تلتقط الشّذى و تذيعه من شيحها طورا و من قيصومها
و هضابها يلبسن عسجد شمسها حينا ، و أحيانا لجين نجومها
و الفجر يرقص في السهول و في الذرى متمهّلا فتهشّ بعد وجوهما
إن بدّلت منها التخوم فإنّها ما بدّلت و الله غير تخومها
حدّثهم عن ليلها و نجومها و عن الهوى في ليلها و نجومها
و عن الشّطوط الحالمات بعوده للغائبين ، و رجعة لنعيمها
و عن الروابي الشاخصات إلى السما ألعالقات رؤوسها بغيومها
فكأنّها سحب هوت من حالق ورست على وجه الثّرى بهمومها
و عن الحياة جميلها و قبيحها ، و عن النفوس صحيحها و سقيمها
و عن الألى ملكوا فلم يتورّعوا عن سلب أعزلها و ظلم يتيمها
و عن الثعابين التي في أرضها ، و عن الذئاب العصل خلف تخومها
ألجاهليّة ، آه من أصنامها بوركت ، يا من جدّ في تحطيمها
و الطائفيّة أنت أوّل معول في سورها ، ثابرعلى تهديمها
حتّى تعود وواحد أقنومها و يحلّ روح الله في أقنومها
قل للشبيبة أن تبين وجودها و تعزّ أنفسها بهون جسومها
كم ذا تشعّ و لا تضيء علومها سرج الظلام إذن جليل علومها
يا واحد منها يحمّل نفسه آلام عانيها وليل سليمها
إن أكرمتك نفوسنا في ليلة فلكم قضيت العمر في تكريمها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.