www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الماهدون في المهجر

0

الماهدون في المهجر

ألا و بعون لو أنّها تتكلّم لروت لنا قصص للعظام عنكم
و لحدّثتنا عن أعشاشكم طرتم بأجنحة المنى إذ طرتم
يوم الفراق كظمتم آلامكم و أخفّ من ألم الفراق جهنّم
و بكى الأحبّة حولكم و جفونكم تعصى البكا ؛ حزن الجبابر أبكم
أيد تودّع موطنا و عشيرة و مطامح خلف البحار تسلّم
ضاقت على أحلامهم تلك القرى فاخترتم الدنيا الوساع لتحلموا
و غزوتم الآفاق لا زاد لكم إلاّ الصّبا المتوثّب المتضرّم
كاللّيث ليس سلاح في السّرى مخالبه التي لا تلثم
تتخيّلون البحر شقّ لتعبروا و انداح بين الشّاطئين لتسلموا
و الدّرّ مخبوءا لكم في قاعة كي تخرجوه و تغنموا ما شئتم
و الموج ‘ذ يطغى و يهدر حولكم جوقا لطرد همومكم يترنّم
و إذا النجموم تألّقت تحت الدجى خلتم لأجلكم تضيء الأنجم
و حسبتم شمّ الجبال سلالما نصبت لكم كي تصعدوا فصعدتم
و الشمس منجم عسجد متكشّف لذوي الطموح و أنتم أنتم هم
و لكم تلثّمت الحقائق بالرؤى كالأرض يغشاها السراب الموهم
لتطلّ من أرواحنا أشواقها فنطوف حول خدورها و نحوّم
لم تقنعوا كالخاملين بأنّكم لكم شراب في الحياة و مطعم
لو أن تكون حياتكم كحياتهم عبثا يموت به الوقار و يعدم
و تأففا في اللّيل و هو منوّر و تبرّماا في الصّبح و هو تبسّم
لو أن يكون ترثكم كتراثهم قصر عفا أو هيكل متردّم
و حديث أسلاف قد التحفوا الفنا فهم سواء فقي القياس و جرهم
من يقترب من أمس يبعد عن غد و يعش مع الموتى و يصبح منهم !
و كرهتم أن تنقضي أيامكم شكوى لمن يرثي و من لا يرحم
أو أن يبيت على احضيض مقامكم و الدود يزحف فوقه و الأرقم
فنفرتم كالنحل ، ما من زهرة فيها جنى ، إلاّ و فيها مغنم
في كلّ شطّ مارد ، في كلّ طود قشعم ، في كلّ واد ضيغم
المجد مطلبكم و أنتم سهّد و المجد حلمكم و أنتم نوّم
لا شيء صعب عندكم حتى الردى ألصعب عند نفوسكم أن تحجموا
يا بضعة من أمّة هي أمّة
فيكم جميع صفاتها و خلالها و الروض يحويه عطورا قمقم
إنّ الألى الجهاد عليكم علكوا مداركهم و لم يستطعموا …
طلبوا السلامة في القعود ففاقهم درك الثراء و بعد ذا لم يسلموا
هؤلاء دود القزّ أحسن منهم و أجلّ في نظر الحياة و أفهم !
قالوا كهول قد تصرّم عصرهم ليت الشّباب من الكهول تعلّموا !
إن لم تشيدوا كالأوائل ” تدمرا “ أو ” بعلبك ّ ” فإنّكم لم تهدموا
و لكم غد و جماله و بهاؤه و لكم من الأمس النفيس القيّم

***

حدثت نفسي و القطار يخبّ بي عجلان يخترق الدذجى و يدمدم
فسألها مستفهما ، لربما سأل العليم سواه عمّا يعلم
ما أحسن الأيّام ؟ قالت : يومكم ! و النّاس ؟ فابتدرت و قالت : أنتم
و الدور ؟ قالت : دوركم . و المال ؟ قالت : إنّ أحسنه الذي أنفقتم
و الحسن ؟ قالت : كلّ ما أحببتم و الأرض ؟ قالت : أينما استوطنتم
ما كان أكمل يومكم و أتمّه لو لم يكن في مهد عيسى مأتم
و كذا الحياة ، قديمها وحديثها ، ذكرى نسرّ بها و ذكرى تؤلم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.