وجود كوني من تجلي الجواد
وجود كوني من تجلي الجواد | هذا عطا ما له من نفاد |
يا عدما أحرفه خطها | كاتبه النور بنور المداد |
أنت شؤون الحق لا يلتبس | عليك معبود هنا بالعباد |
وبينه فافرق وبين الورى | وبالغنى والفقر فالفرق باد |
واجمع فشيء واحد ما به | تعدد في نظر الاقتصاد |
واكتب به بالأبيض المجتلي | والناس دعهم يكتبوا بالسواد |
واشهد بما تعرف فيما ترى | شهادة الحق بغير استناد |
وأيقظ الخاطر من غفلة | وامسح من الأغيار كحل الرقاد |
من لي بمن يبدو بأسمائه | فيفعل الغي بها والرشاد |
والكل مفعول له مطلق | عن قيد حرف جامع للتضاد |
صاد جميعي بظهوراته | لصدغه والعين دال وصاد |
يحكم ما شا بنا داما | لا جور منه كيفما قد أراد |
وعشقه صيرنا كالهبا | وزادنا فرط البكا والسهاد |
بالله يا سئق ركباننا | قل لسليمى طال هذا البعاد |
إني على العهد مقيم لها | وإنني عنها كصوب العهاد |
يا طالما نلت بها خلوة | وفزت منها بلذيذ المراد |
كانت تناجيني على ذلتي | وعزها باللطف والأتحاد |
واليوم لما ذبت في حبها | والروح والجسم مضى والفؤاد |
وصار كلي مقتضى كلها | وقوبل العالي لها بالوهاد |
واختطفت ذاتي بذات لها | وزال ذاك الكد والإجتهاد |
وانطفت النار بنور اللقا | وللهوى لم يبق غير الرماد |
غابت فلم أدر لها من نبا | وأدرك الزرع وصار الحصاد |
كأنني في كونها لم أكن | وهي التي كانت بحكم انفراد |
وإن هذا في الهوى قولها | على لساني لمرادي أفاد |
لا أنني قلت فحمدي لها | منها عليها زاد والشكر زاد |
وهي التي تعرفني مثل ما | كنت قديما شررا في زناد |
واقتدحتني بإرادتها | فلحت مثل البرق شيا يراد |
وعدت لا برقا ولا بارقا | والشمس عنها الغيم في الأفق حاد |
فتارة عني بما قد مضى | تترجم الأحوال بالافتقاد |
وتارة تترك لا تعتني | حسب الذي منها يكون المراد |
وهكذا الكل لها راجع | والكون كون والبلاد البلاد لا تحسب التحقيق غير الذي أنت له تدرك يا ذا العناد |
لكنك المحكوم منها بها | عليك بالجهل بانتقاد |
وهي على ما هي في حضر | بصدر عنها ذو ضلال وهاد |
بمقتضى أسمائها للذي | شاءت من الإبهام في الاعتقاد |