عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى
عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى | لما به قصري على الماء استوى |
نهر جرى ويقال عنه أعوج | وإن استقام كماله الراوي روى |
فجلست في قصري عليه وكان لي | قلب به ولكل قلب ما نوى |
ونظرت فيه إلى جهات أربع | إطلاقها لي مطلق كل القوى |
ونسيمها ذاك اللطيف كأنه | روح على جسد الفلاة قد احتوى |
والماء عذب رائق متدفق | يطفى حرارات القلوب من الجوى |
نعمت ليالينا هناك مسرّة | وانحلّ قيد القلب من أسر السوى |
وكأنما أيامنا أعيادنا | في سفح كاظمة على ذاك اللوى |
حيث السماع تهيجنا ناياته | بالنفخ من داء الهموم هو الدوا |
حيث الغناء يكاد يبصر سامع | بخطابه القدسيّ في وادي طوى |
وتتابعت بشري السرور لجمعنا | والقرب جاء وقد مضى يوم النوى |
لولا الهوى ما طاب لي عيش بها | ما طاب لي عيش بها لولا الهوى |
والوقت عني للجماعة قائل | ما ضلّ صاحبكم هناك وما غوى |