إن رمت بالمثل التقريب مقتصدا
إن رمت بالمثل التقريب مقتصدا | فخذ مقالة من للحق قد وجدا |
هذا مثال ولم أقصد حقيقته | لديك فافهم مرادي واترك النكدا |
إذا تعارجت تحكي أعرجا فلقد | فعلت فعلا وذاك الفعل منك بدا |
وإنه عرض بل صورة ظهرت | وأنت قيومها تبقى لديك مدى |
وما لها من وجود غير فاعلها | والفاعل الحق لا تعدل به أحدا |
قامت به الخلق طرا حيث هم عرض | وهم حجاب عليه داما أبدا |
وكلهم فعله والوهم يجعلهم | أغياره وهو فعال كما وردا |
لذاك عن كل ما الفعال يفعله | فليس يسأل بل هم يسألون غدا |
وما الإله بجسم لا ولا عرض | فافهم كلامي ذا وامدد إليه يدا |
إن العوالم أعراض بأجمعها | كأنها في كلام الحق رجع صدى |
والكل فان وللحق الظهور بهم | ظهور ملتبس تلقاه متحدا |
وهم يقولون بالأجسام قائمة | أعراضه يوهمونا مذهبا فسدا وعند تعريفهم للجسم قد ذكروا مجموع أعراض أمر عندهم قصدا |
قالوا هو الجسم أعني ما تركب من | جواهر فردة قولا لأهل هدى |
والجوهر الفرد فيه الاختلاف وقد | نفاه قوم وقوم أثبتوه سدى |
وقال قوم بأن الجسم ذلك ذو | طول وعرض وعمق قول أهل ردا |
وكل ذلك غير الحق قد وصلوا | إليه بالعقل لا بالشرع مستندا |
مقالة عند أقوام فلاسفة | قد تابعوهم بها رأيا ومعتقدا |
وإنما قولنا هذا ومشبهه | دين النبي ابن عبد الله للسعدا |
ومن تأمل في الأقوال أجمعها | رأى الذي قد رأينا فاطلب المددا |