إليك من البعد قلبي دنا
أتيناك بالفقر يا ذا الغنى | وأنت الذي لم تزل محسنا |
وعند الصباح وعند المسا |
|
نهيم اشتياقا بفرط الأسى |
|
عهدناك برّابنا مؤنسا |
|
وعودتنا كل فضل عسى | يعود الذي منك عوّدتنا |
سراة الهوى بالهوى ولهوا |
|
وفيك عن الغير قد توهموا |
|
إليك كفوف الدعا وجهوا |
|
مساكينك الشعث قد موّهوا | بحبك إذ هو أقصى المنى |
لقد جاء من فرعنا أصلكم |
|
ونحن الذي عمنا فضلكم |
|
وهيهات أنا نكافي لكم |
|
فما في الغنى واحد مثلكم | وفي الفقر لا عصبة مثلنا |
فنينا بمن لم يزل سرمدا |
|
ومنه به قد سمعنا الندا |
|
ويا من خفى عن عيون العدى |
|
رأيناك في كل أمر بدا | وليس من الأمر شيء لنا |
طمسنا بأنواركم والسنا |
|
وآل الورى عندنا للفنا |
|
وقد ارص لي حبكم ديدنا |
|
سترت اسمكم غيرة ها أنا | أموه بالشعب والمنحنى |
جرت خوف هذا الجفا أدمعي |
|
وشوقي به التهبت أضلعي |
|
وأنت الذي لا سواه أعي |
|
إذا كنت في كل حال معي | فعن حمل زادي أنا في غنى |
على سيرنا لم يزل سيركم |
|
وفي روض قلبي شدا طيركم |
|
وخير جميع الورى خيركم |
|
فأنتم هم الحق لا غيركم | فيا ليت شعري أنا من أنا |