الحمد لله لا جاه ومال
الحمد لله لا جاه ومال | وإنما هو علم الله والحال |
فلا أخاف على جاه يزول ولا | مال عليه يد تبغى وتحتال |
عندي علوم وما عندي لها أحد | في عصرنا اليوم بين الناس حمال |
أبثها بين أقوام فيوهمني | بعض بإيمانه والبعض نقال |
وهم يلومون في إفشائها وأنا | أخاف تدركني بالكتم أنكال |
لعن من الله في القرآن جاء لمن | أخفى بيانا له في الذكر إنزال |
وإنما أنا أبديها فيؤمن ذو | هدى وينكرها من فيه إضلال |
يا ويحهم كلما أصغوا لها وجدوا | قبولها فدهتهم منه أثقال |
فيعرضون اكتفاء بالذي فهموا | والفهم فيها بدون الذوق بطال |
وغاية الأمر أن البعض ليس له | منها على الجدّ إلا القيل والقال |
عقيدتي كلها القرآن جملته | وسنة المصطفى علم وأعمال |
والله لي منهما بالكشف يوضح ما | لم تستعدّ له في القوم إبطال |
ذوق أكاد به أدرى الغيوب بلا | دراية لكن الإيمان فعال |
والذل والانكسار القلب مشتمل | عليهما دائما ما فيه إخلال |
وفي الأذية لي صبر ولي جلد | وليس لي في انتظار النصر إهمال |
عندي التفاصيل من علم الإله ترى | وغيرنا عنده في العلم إجمال |
دين هو الشرع باد والحقيقة قد | دارت به فأحاطت وهي أحوال |
برّ وبحر هما دين الإله فلا | تكفر بواحدة منهنّ تغتال |
كن مؤمنا بهما إن لم يكن لهما | فيك اقتدار فللرحمن إقبال |
بالشرع مؤمنهم لا بالحقيقة قل | أو بالحقيقة لا بالشرع دجال |
ومؤمن بهما في جنة وعلى | لكن له عن تجلي الحق أشغال |
لأنه ماله ذوق يحققه | بالحق والقلب منه فيه إغفال |
وصاحب الذوق سرّ لا يباح به | ما عنده قط في الأشياء إشكال |
الله أكبر هذا الدين فهت به | جميعه ولغيري فيه أقوال |
فمن يجد عنده رشدا يدين به | أولا فذلك للباغين تمثال |