يا وجودي إنني الصورة لك
يا وجودي إنني الصورة لك | أنت قد صورتها وهي ملك |
شهد الحق ولم يشهد سوى | إنه الشاهد سوى وملك |
صورتي فعل له وهو الذي | صاغها من عدم رب الفلك |
وكذا الأشياء طرّا قل كذا | حكمها شرعا لمن قد سألك |
يا ابنة العز إلى كم شغفي | أيّ يوم يعدم النور الحلك |
وأنا تلك كما تلك أنا | وهما الواحد والاثنان لك |
وكل الكون في الدنيا حجاب | وفي الأخرى عن الوجه الملاقي |
قلت لما هي قالت لي وقد | غلقت أبوابها لي هيت لك |
وأنت الكأس والأسرار خمر | ومجلسك التقى والله ساقي |
ومعاذ الله قولي عندما | ظهرت لي غيرها خذ أملك |
فما لك لا تطير هوى وسكرا | وقد حييت بالكاس الدهاق |
وبدا برهان ربي ظاهرا | واختفت أغياره عمن سلك |
جل ربي وتعالى فز به | يا رفيقي وتدارك من هلك |
أزل نومي بشدوك يا نديمي | وابدل لي خلافك بالوفاق |
هذه الغفلة نار أوقدت | فاطفها بالذكر واسبق أجلك |
وحيّ على المنى يا ابن المعاني | ولا تفتن بألفاظ رقاق |
وخذ مني وناولني إلى أن | تراني قد وصلت إلى التراقي |
ومن بالحق يقذف لاح جهرا | وما التفت له ساق بساق |
هناك تضمحل به رسومي | وأذهب بانسحاق وانمحاق |
ويبطل كل شيء كان حتى | مقالي ذا وفهمي مع مذاقي |
ويبقى مثل ما قد كان ربي | على ما كان وهو أجل واقي |
ويخفى الكون من غير اختفاء | ويبدو النور من غير انفهاق |