حباك الله بالنعما لنشكر
وأصل جميع الورى نقطة | على عين أمر بدت أحرفا |
ورشدك أن أتاك وصرت تحضر |
|
وتلك الحروف غدت كلمة | فكانت مشوق الحشى المدنفا |
تأمل في خلال الأرض وانظر | إلى آثار ما صنع المليك |
فإن قلت لا شيء قلنا نعم | هو الحق والشيء فيه اختفى |
فإنّ الروض فيه فائحات |
|
نوافج نرجس مستعطرات |
|
وإن قلت شيء نقول الذي | له الحق اثبت كيف انتفى |
وضج الحسود ولم يتئد | ولام العذول وما انصفا |
إذا شيهتها قل نابتات |
|
وقد حال بينك يا عاذلي | وبيني بأنك لن تعرفا |
عيون من لجين شاخصات | بأحداق هي الذهب السبيك |
وكم الله في الدنيا نبات |
|
وأين ضلوعي التي في لظى | وأين زفيري الذي ما انطفا |
وأين دموعي تلك التي | تسيل وجفني الذي ما غفا |
بآيته لوحدته ثبات |
|
وأزهار تلوح ملونات |
|
ألم تر أن المحبين لا | يرون النعيم بغير الجفا |
فمهلا رويدك إني امرؤ | تركت سلوى لمن عنفا |
على قضب الزبر جد شاهدات | بأن الله ليس له شريك |
وخلفت خلقي جميع الورى | وقلبي على قلبه أشرفا |
بنور المصطفى ظهرت خبايا |
|
بها كان المحقق في زوايا |
|
وفوقي تحتي ولا تحت لي | وبعدي هو القبل يا من وفى |
ولما شربت كؤوس الهوى | وذقت المدامة والقرقفا |
وإن النور كشاف الحبابا |
|
أزيلت صفاتي فلا وصف لي | وعني جميعي مضى واختفى |
وإن محمد خيرا البرايا | إلى الثقلين أرسله المليك |
وما أنا إلا هيولى الورى | ولمحة نور من المصطفى |
خليليّ قوما بنا للحمى | عسانا نرى الرشأ إلا هيفا |