نحن عن شمس أمره كالشعاع
نحن عن شمس أمره كالشعاع | بافتراق في سرعة واجتماع |
يتجلى بنا فنعرف منه | ما عرفنا منا بغير نزاع |
وهو في أكمل الدنو إلينا | وهو عنا في غاية الارتفاع |
قربنا منه كلما كان شبرا | كان قرب منه لنا كذراع |
ثم قرب الذراع إن كان منا | فلنا منه كان قرب الباع |
هكذا أخبر المبلغ عنه | بانكشاف من وحيه واطلاع |
يا بني قومنا السراة إليه | بنفوس إلى لقاه جياع |
وعيون إذا الظلام أتاها | شخصت نحو برقه اللماع |
ههنا مغرم به قذفته | عنه أشواقه لخير بقاع |
بقعة النفس فهو دار حبيب القلب | مفروشة بحسن الطباع |
فرأى الباب مقفلا فأتاه الفتح | منه بالذل والاتضاع |
ومشى عنه فيه يقصد ذاتا | هي ملء العيون والأسماع |
فتعالت عليه حتى تدانى | سامعا من جهاتها صوت داع |
وبها خاض دونها بحر نور | ما له ساحل بغير شراع |
وسطا سطوة الشجاع وهل يقتحم | المعركات غير الشجاع |
ثم أضحى من بعد ذاك وهذا | مثل ما كان أسر أمر مطاع |
فهو ما تطلبونه وهو أيضا | ما تركتم له حذار خداع |
عظم الأمر ثم زاد التباسا | عند من لم يكن عن الحق واعي |
فانقلوا قصة المحبة عني | يا نداماي وافهموا أوضاعي |
هو هذا فأين أهل الترائي | وتغنى فأين أهل السماع |
صبغة الله بالوجود أجادت | صنعة الابتداع والاختراع |
هو شراب وما سواه سراب | شربه للشفا من الأوجاع |
خص قوما به وباعد قوما | ليس يوم اللقا كيوم الوداع |