هو الكون والسداء هو الأمر
هو الكون والسداء هو الأمر | ولحمته الخلق اقتضى نهيه الأمر |
وحائكه الأسماء أسماء ربنا | تعالى بمكوك الوجود به الضفر |
وما غزله إلا من العدم الذي | تقدر في العلم القديم له القدر ملونة أطرافه في حباكها فبيض وسود تلك والخضر والحمر |
ولابس ذاك الثوب حائكه على | نهاية تنزيه وهذا هو الستر |
فيخلعه طورا ويلبس تارة | كلمعة برق ما له أبدا حصر |
تنزل حق في غيابه ذاته | إلى فعله بالعلم سر هو الجهر |
إلا هكذا الآفاق فانظر جميعها | ونفسك لا يغررك زيد ولا عمرو |
وحقق وجود الحق في الكون وحده | ولا كون لا شفع هناك ولا وتر |
ولكنها الأقدار منه تقدرت | فلا تلغها واعرف فإلغاؤها كفر |
ودع عنك أقواما عليها تزندقوا | يقولون بالتوحيد توحيدهم نكر |
فينفون لا بالحس والذوق كل ما | يرون من الأكوان عندهم المكر |
يقولون غير الله ما في قلوبنا | بزور وبهتان وكذب هو الوزر |
يريدون إسقاط التكاليف بالفنا | فنا الوهم والدعوى وما عندهم خبر |
ولو صدقوا ماتوا وزالت نفوسهم | ولم يبق فيهم قائل وله فكر |
بلى يدعون الموت والحال كاذب | وما الصحو عند الناس يخفى ولا السكر |
وهيهات أين الفتح والكشف والهدى | وأين علوم الله يقذفها البحر وهم يزعمون اللب ما اعتقدوه من ضلالاتهم والناس عندهم القشر |
وأقوال محيي الدين بالجهل غيروا | وقد ألحدوا فيها وهم كلهم غمر |
وأقوالنا أيضا يظنون أنها | يوافقهم من لفظها النظم والنثر |
ومنهم بريء إنني وإن انتموا | إلى على كره لدي ولي زجر |
عوام ولا علم لديهم يردهم | ولا عقل ينهاهم وليس لهم عذر |