إنّي منَ القومِ الذينَ إذا
إنّي منَ القومِ الذينَ إذا | أزِمَ الشّتَاءُ ودوخِلَتْ حُجَرُهْ |
يوماً ودونيتِ البيوتُ له | فثنى قبيلَ ربيعِهمْ قررهْ |
رَفَعُوا المَنِيحَ، وكانَ رِزْقَهُمُ | في المنقياتِ يقيمُهُ يسرُهْ |
شَرْطاً قَويماً ليس يَحْبِسُهُ، | لمّا تَتَابَعَ وِجْهَة ً، عُسُرُه |
تَلقى الجِفانَ بكُلّ صادِقَة ٍ، | ثُمّتْ تُرَدَّدُ بَيْنهُمْ حِيَرُهْ |
وترى الجفانَ لدى مجالسِنا | متحيَّراتٍ بينهم سؤُرهْ |
فكأنَّها عقْرى لدى قُلبٍ | بصفرُّ منْ اغرابِها صقرُه |
إنَّا لنعلمُ أن سيدركُنَا | غَيْثٌ يُصِيبُ سَوامَنا مَطَرُه |
وإذا المغيرة ُ للهياجِ غدتْ | بسُعارِ موتٍ، ظاهِرٍ ذُعُرُه |
ولّوا وأعطَونا الذي سئلُوا | من بعدِ موتٍ ساقطٍ أزرُهُ |
إنَّا لنكسوهُمْ وإنْ كرهُوا | ضرْباً، يَطيرُ، خِلالَهُ، شرَرُه |
والمَجْدُ نَنْمِيه ونُتْلِدُه، | والحمدُ في الاكفاءِ ندَّخرُه |
نَعْفو، كما تَعْفو الجِيادُ، على | العلَّاتِ والمخذولُ لانذرُه |
إِنْ غابَ عنهُ الأَقربونَ ولم | يصبحْ بريقِّ مائهِ شجرُه |
إنّ التّباليَ في الحياة ، ولا | يُغْني نَوائِبَ ماجِدٍ عُذَرُه |
كلُّ امرئ فبماالمَّ به | يَوْماً، يَبِينُ منَ الغِنى فُقُرُه |