www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الاعلامية ميساء نعامة/ملدا شويكاني

0

الاعلامية ميساء نعامة… مضمون برامج التلفزيون تتفوق على تقنيتها الفنية… والبرامج الثقافية تفتقر لعنصر الجذب والتشويق

وجه إعلامي متميز أثبتت حضورها الإعلامي والثقافي وشغلت مساحة كبيرة في الوسط الإعلامي المقروء والمرئي تميزت بقدرتها الكبيرة على الارتجال والتحاور مع الضيف بأسلوب مباشر بعيداً عن التكلف والتعقيد ومنح الضيف فرصة للتعبير عن آرائه وأفكاره… عملت على التجديد بكل برامجها التي قدمتها فاستضافت كبار الشخصيات في عالم الفكر والأدب والثقافة في (الأدب والحياة والوجه الآخر وحديث الناس وصحافة متلفزة وأقلام وآراء).

تشغل حالياً مديرة المكتب الصحفي في وزارة الإعلام وتكتب في العديد من الصحف والدوريات.

أصدرت ثلاثة كتب: الزواج والأسرة، وكتاب المشهد الإعلامي السوري والعربي، وكتاب أقلام تكتب لغزة، نشرت العديد من القصص في المواقع والصحف.

وتُعّد رواية عن واقع المرأة السورية في ظل تخلف قانون الأحوال الشخصية… كتبت سيناريو فيلم تلفزيوني عن المرأة بعنوان (للعدالة وجه آخر) شاركت في مهرجان المبدعات العربيات في سوسة وفي مهرجان أنطاكية ومؤتمر الأدبيات العربيات.

شيء مختلف في رمضان منورنا

* قدمتِ الكثير من البرامج الثقافية المنوعة فما الشيء الجديد في برنامج «رمضان منورنا»؟؟

** حاولتُ في رمضان منورنا أن نرتقي بأبعاد ومحاور البرنامج فنجمع ما بين الفن والأدب والثقافة، إذ نستضيف أحد نجوم الدراما السورية إلى شخصية أدبية وشخصية غنائية «مطرب» عبر أربع حلقات تبث أسبوعياً، استضفنا السيدة منى واصف والسيدة وفاء موصللي والفنان وفيق الزعيم، والفنان عباس النوري ،والأديبة د. ناديا خوست، والمفكر د. عبد الحسين شعبان «مفكر عراقي»، وفي مجال الغناء استضفنا كنان القصير، وحسام مدنية ورشا رزق، الشيء الجديد بالبرنامج هو إعطاء مساحة كبيرة للضيوف للاشتراك بالحوار، وإضفاء سمة الحوار الجماعي وحاولتُ أن أجمع بين القديم والحديث ونعود بذاكرتنا إلى التراث القديم، لاسيما فيما يتعلق بالموروث الشعبي الخاص بعادات رمضان، وأن نستفيد من وجود الضيوف لإغناء الذاكرة التراثية، الأمر الأساسي أن الحوارعفوي، إذ لا يلاحظ المشاهد وجود أوراق، لكن بالطبع البرنامج معد سابقاً إلا أنني كنت أحضر، وأختزن الأفكار بذاكرتي، وأبحث عن تفاصيل مميزة في حياة كل ضيف كانت المادة شاملة، وقد كانت شريكتي في الإعداد شقيقتي مها نعامة… الأمر الآخر الذي أضفته إلى البرنامج هو الديكور الخاص بالتراث ابتداءً من مظهري الخارجي، إذ ارتديت ثياباً تراثية فلكلورية، تعود إلى أزياء تراثية، وعملت على الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة للعمل ككل من حيث الديكور الذي خرجنا به من جدار الاستديو رلي التصوير الخارجي والإضاءة والزوايا المختارة.

فقدتم التصوير في لوكيشن خارجي «صورنا حلقتين في آرت هاوس وفي مطعم الخوالي وقصر العظم، وأنا سعيدة بالنتيجة التي وصلنا إليها.

 

 

غلبت سمة المنوعات

* كونكِ معدة برامج ومقدمة.. كيف وجدت برامج رمضان التي اتخذت سمة الثقافة والمنوعات؟

** في رمضان غلبت سمة المنوعات على الروح الثقافية بالدرجة الأولى اعتمدت البرامج على استضافة فناني الدراما يراهم المشاهد بوجه آخر، الوجه القريب من حياتهم الخاصة بعيداً عن الأضواء والأدوار، وقدمت بطريقة مباشرة «خفيفة» قريبة من النفس، وبرأيي اتخذت صفة إيجابية، وكانت ناجحة، بصورة خاصة أعجبني برنامج «مساكم باسم» ابتداء من اللوكيشن والديكور العام الذي بدت فيه اللوحة الدمشقية واضحة،   ووجود المقدم باسم ياخور الذي أضفى إلى العمل الكثير من الحبور والمرح، وشد انتباه المتلقي بأسلوبه الخاص، وأضفى وجود «راكورات» إضافية كبائع الصبار وصانع الحلويات دور تقديم البرنامج بطرح جديد مثل بائع الصبار، بشكل عام كان برنامجاً جيداً وفق بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وقد حُظي بأكبر رعاية إعلامية وهو من إشراف السيدة مديرة القناة الفضائية سهير سرميني.

غربلة أهم الأقلام

الآن نتكلم عن برنامجك المعتمد في الدورة الجديدة وهو أقلام وآراء فماذا عنه أقلام وآراء بديلاً عن الصحافة المتلفزة، إذ وجدنا بعد التقييم والعرض أن برنامج صحافة متلفزة يفتقد إلى المادة الصحفية التلفزيونية «أي المادة الفيلمية» فطوَّرنا العمل وصولاً إلى صيغة برنامج آراء وأقلام، وهو امتداد لبرنامج أقلام تكتب من غزة الذي عُرض أثناء العدوان على غزة، تقوم فكرة البرنامج على غربلة أهم الأفكار المطروحة بالصحف، وتتم طريقة العرض من خلال قراءة المقال والتعليق عليه… الشيء الجديد هو إضافة رأي المعد، طبعاً أغلب المواد المختارة سياسية ونختم العمل بمادة ثقافية كون الثقافة متداخلة مع السياسة إلى حد ما.

البرامج الثقافية بعيدة عن الجذب

* هل تفضلين برنامجاً ثقافياً معيناً من البرامج الثقافية التي تُعرض في مختلف المحطات الفضائية؟؟

** نادراً ما نجد برنامجاً ثقافياً يتصف بعامل جذب، ويشد انتباه المشاهدين إذ تتسم البرامج الثقافية بالجفاء غالباً مقارنةً مع البرامج الفنية التي تشكل عامل استقطاب هام للجماهير في مختلف المناطق من حيث الديكور والعرض والضيوف والإمكانات المادية التي تتاح لها، فتتوافر لديه عناصر العمل الفني كاملة… أتمنى أن يحدث تطور كبير في البرامج الثقافية لتشكل عامل جذب للمشاهدين، وترتقي بثقافة المتلقي إذا عدنا على سبيل المثال إلى برنامج الأدب والحياة الذي قدمته سابقاً نرى أن فيه توليفة على مستوى العرض من خلال الجمع بين الأدب والثقافة والفن، استضفنا نبيل المالح ونضال الأشقر الشخصية المسرحية المميزة في الوطن العربي، ونحن بحاجة إلى تقديم المسرح والسينما والدراما التلفزيونية وكل فروع الثقافة بطريقة مختلفة نستقصي فيها عوامل تقديم المعلومة بطريقة جذابة.

*ما المانع من التوسع بالمجال السينمائي والمسرحي والتلفزيوني لكن هذه فكرة معقدة، وتحتاج إلى تمويل، ومن الضروري أيضاً تسليط الضوء على  البرامج الثقافية فهي بحاجة إلى تقديم بطريقة جذابة بالدرجة الأولى، وإلى الاهتمام بالديكور ليضيف ناحية جمالية هامة، وأن تتوافر الإمكانات المادية المناسبة، إذ نجد أن بعض البرامج ذات مضمون جيد لكن تنقصها الإمكانات المادية الضخمة.

نقطة تحوّل شخصاني

* ما رأيك ببرنامج نقطة تحول الذي يستقطب انتباه المشاهدين؟

** يأخذ برنامج نقطة تحول الطابع الشخصاني إذ لا يتكلم عن حالة ثقافية موجودة، أي لا يحيط بالمشهد الثقافي، ونحن نفتقر إلى وجود هذه الحالة وإنما يتناول شخصية محددة، ومن وجهة نظر خاصة أتمنى أن تتوافر مثل هذه البرامج ذات التمويل الضخم لتتابع المشهد الثقافي العربي.

بحاجة إلى تمويل

* تعقيباً على كلامك تركزين على فكرة التمويل الضخم والاهتمام بالناحية الجمالية «الفنية» للبرنامج، فإلى أي مدى يساعد ذلك على تحقيق عامل النجاح؟

** في التلفزيون العربي السوري نحقق المضمون الجيد في أغلب البرامج إلا أننا نفتقر إلى الشكل والناحية الجمالية، وهذه المعادلة معكوسة في المحطات الأخرى، إذ نجد الشكل على حساب المضمون، ونحن بحاجة إلى إعادة هذا التوازن، وإلى تحقيق المعادلة الصعبة، ونحقق ذلك عن طريق ثقافة الإعلان، إننا بحاجة إلى ترويج هذه الثقافة للمعلنين من التجار ومديري المؤسسات والشركات، ثقافة الإعلان ضرورية جداً للتسويق، ونستطيع أن نحصل على التمويل من خلال الدعم الإعلاني أي برنامج يقوم على استضافة الضيوف المحليين، أو العرب بحاجة إلى تمويل ضخم ليخرج بالصورة المثلى، وإغناء الجانب الفني لـ الديكورات، والاعتماد على أحدث التقنيات الفنية الحديثة والمؤثرات بأنواعها، وهذا عُرف متبع في كل المحطات الفضائية أتمنى أن تحقق هذه المعادلة الصعبة في التلفزيون العربي السوري.

ثقافة الإعلان

* بما أنك تتكلمين عن ثقافة الإعلان ما رأيك ببرنامج (نكت حمصية) الذي قدمه الإعلامي محمد ذو الغنى وحظي بمتابعة شعبية؟

** صحيح كما ذكرت فإن البرنامج حظي بمتابعة شعبية، وبدعم الكثير من الجهات المعلنة، ولكن برأيي كان من الممكن أن تكون فكرته أعمق لاسيما الأسئلة وطريقة التواصل مع الناس، وهذا لا يسيىء للزميل العزيز محمد ذو الغنى الذي يتمتع بثقافة عالية وإنما من أجل الارتقاء لنا جميعاً.  

دراما 2010

* كيف تنظرين إلى واقع دراما 2010؟

** الدراما السورية في رمضان الحالي حققت نسبة نجاح لافتة وتقدمت خطوات باتجاه الأفضل، كما أشار بذلك السيد الدكتور وزير الإعلام د. محسن بلال «حققت الدراما السورية انتشاراً عربياً واسعاً».

وقد حظيت الدراما السورية بتأييد ودعم السيد الرئيس بشار الأسد،  وهذا الدعم ترجمه السيد الوزير من خلال افتتاح قناة الدراما والمؤسسة العامة للإنتاج الدرامي، وتخطت بعض الأقوال التي كانت تتوقع أن تحافظ على سوية نجاحها فقط، الدراما السورية ليست طفرة، وإنما إبداع حقيقي منذ زمن أسعد الوراق وحارة القصر في زمن المحطة الأرضية، أي منذ السبعينيات والانفتاح الذي حدث بعد افتتاح الفضائيات عمل على نشر الدراما في كل أرجاء الوطن العربي والعالم وما يعرض في مواسم رمضان الحالي يثبت ذلك، على سبيل الذكر مسلسل وراء الشمس الذي تناول مسألة الإعاقة ومرض التوحد، وحُظي بمتابعة واسعة… وسلط الضوء على حالات إنسانية، واستطاع أن يكسب تأييد الرأي العام، وقدم ما عجزت عنه الجهات الرسمية، إذ أقبل الناس بصورة ملفتة للانتباه على التبرع للمراكز التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك مسلسل قيود الروح، وعلى الصعيد الاجتماعي أيضاً نرى الجرأة في مسلسل ما ملكت أيمانكم الذي سلط الضوء على التطرف الديني والتطرف «الانفلاتي»، وأنا أقصد استخدام هذه الكلمة التي تعبر عن سلوكيات مرفوضة بالمجتمع، وبالطبع كلا الأمرين مرفوض اجتماعياً، وبعيد عن جوهر الدين الحقيقي وجوهر الأخلاق، لقد وضعت الدراما التلفزيونية المشاهد أمام المرآة مظهرةًالواقع الذي يعاني منه الآن.

عملي الإداري يزيد من ثقافتي، إضافة إلى الجانب الإعلامي فأنت مديرة المكتب الصحفي في وزارة الإعلام فهل يؤثر العمل الإعلامي على مسار العمل الإبداعي؟؟  

** أي عمل يقوم به الإنسان يزيد من ثقافته، ويوسع تراكماته المعرفية ومن موقع عملي في الوزارة أستفيد منه متابعة الأحداث السياسية، وأتابع كل ما يحيط بنا من مستجدات، وقضايا راهنة، وأستفيد منه أيضاً في كتاباتي الصحفية في مجلة الأزمنة والوطن، وبعض الدوريات، وبالعكس لا أرى أن العمل الإداري يشكل عبئاً على العمل الإبداعي بل هو  رديف له.

أصادق بناتي وأحب السباحة

على الصعيد الشخصي

* كيف تمضين أوقات فراغك؟؟

** أوقات الفراغ قليلة فبعيداً عن العمل أهتم بالاشراف على المنزل، وأكره الطبخ، أعتبره عقوبة للمرأة، وأرى نفسي مضطرة على ممارسة هذه العقوبة، وأحاول الهرب منها من حين لآخر… طبعاً بالدرجة الأولى أهتم ببناتي لا سيما أن الكبرى في مرحلة المراهقة، وهذا يتطلب أن أصادقها وأعيش مراحل حياتها، وأشرف على دراستها وممارسة هواياتها، واصطحبها مع ابنتي الصغرى إلى أماكن التسلية والتسوق والزيارات العائلية.. وأشكر زوجي لأنه حضاري جداً ويتفهم طبيعة عملي وأنا أجير أي نجاح ولو بسيطاً إلى أهلي (والدتي ووالدي).

أما فيما يتعلق بهواياتي الخاصة، فأنا من محبي ممارسة السباحة ورياضة الآيروبيك، وأحب قراءة الروايات الكلاسيكية، على سبيل الذكر آخر رواية أقرؤها هي (الحرير والأسود) للكاتبة الإعلامية أنيسة عبود، وأنا معجبة جداً بأسلوبها.. أزور باستمرار المعارض الفنية التشكيلية، وأقف مدهوشة عند اللوحة التي تثير في داخلي حلماً كامناً، لا تعنيني اللوحة إلى أية مدرسة تنتمي، المهم أن تشدني وتترك أثراً في أعماقي.

في المساء أتابع الأفلام السينمائية الرومانسية، وأحب أن أعرف إلى أين وصل الفن السابع، وطبعاً متابعة الأخبار وبعض المسلسلات.

في النهاية أتوجه ببطاقة معايدة إلى الأمتين العربية والإسلامية.

حوار: مِلده شويكاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.