فداحة الخطب أبكتني عليك دما أليس
فداحة الخطب أبكتني عليك دما أليس | ينصب دمع المرء إن هرما |
غلياس ليس بسهل ما ألم بنا | لما هويت وكنت المفرد العلما |
أي الرجال فقدنا يا بني وطني | بفقدنا الأريحي الصادق الفهما |
الكاسب الرزق مشغولا بقسمته | كأنه لذوي الحاجات قد قسما |
سل كل منقبة عنه ومحمدة | سل الهدى والندى والصفح والكرما |
جلت مراميه عن فخر يقلده | وقصده عن أباطيل الحياة سما |
في كل حال تراه راضيا لبقا | ولا تراه بحال ممنقا برما |
وقد يباديء بالحسنى مناوئه | ولم يكن من مسيء قط منتقما |
وما يكافح إلا الؤس حيث بدا | وما ينافح إلا لشكل واليتما |
تجيب سائله عنه فإائلة | وما يعد عليه السامع الكلما |
وقد يكون كبير القوم محتشما | ولا يكون صغير القوم محتشما |
بني حبيب أعزيكم ولي كبد | مقروحة وفؤاد يشتكي السقما |
حزني كحزنكم لكن لي أملا | فيكم يلطف حزن النفس والألما |
أنتم لنا قدوة في كل تبصرة | وفي الطليعة منا إن سر قدما |
إلياس ما دمتم والله يحفظكم | باق بأعقابه فالعقد ما انفصما |
ولا انفصام إذا ابناؤه ورثوا | تلك الشمائل والآداب والشيما |
ردوا إلى حكمة المولى ضمائركم | وهل مرد لحكم الله إن حكما |
فالله أكرم أن يعجل بثوبته | والله ارحم للعبد الذي رحما |