طفت والصبح طالبا في الجنان
طفت والصبح طالبا في الجنان | سلوة من نواصب الأشجان |
فنفى حسنها الأسى عن ضميري | وجلا ناظري وسر جناني |
ظنبق ناصع البياض نقي | ترتوي من بياضه العينان |
وجفون من نرجس داخلتها | صفرة الداء في محاجر عاني |
وورود كأنها ملكات | برزت في غلائل الأرجوان |
وافانين من شقيق ومن فل | ومن مضعف ومن ريحان |
كل ضرب شبيه سرب جميع | مفرد عن لداته في مكان |
طال فيها تأملي وكأني | كنت منها في روض عين حسان |
فتوخيت مشبها لأليس | بينها في صفاتها والمعاني |
فإذا الباهر النقي من الزنبق مرآة حسنها الفتان |
|
رسمها في سنائها وسناها | وصدى لا سمها أو اسم ثاني |
فيه منها البهاء والقامة الهيفاء | واللون صورة الوجدان |
والعبير الذي يحدث عما | في الضمير الأخفى بأذكى بيان |
والشعاع الذي به يرى الغبي زهرا | ويريها آزاهرا في آن |
فهي في الروض والنجوم قواص | وهي في الأوج والنجوم دواني |
تتراءى السماء والأرض كل | في سواها وتلتقي الجنتان |
إنما النرجس ابتسامة فجر | ألطفت نسجها يد الرحمن |
قام في حلة البياض فكانت | ثوب روح لا ثوب جسم فاني |
واستزاد الحلى سواها فجاءت | حيث زادت علائم النقصان |
هكذا سر كل حي نراه | خلل الشكل باديا للعيان |
فنرى أنفس الحسان حسانا | حيثما هن عن حلي غواني |
ونرى أنفس الأزاهر غرا | إذ نراها عفيفة الألوان |