أبو الإخلاص
أمِنت لوعدهم، ولقد خُدعت | وما أعُطيت لولا أن بذلتَ |
وكنت تظنُّ أنكَّ صِرت فيهم | كبيراً، فانقَطعت بما ظَننت |
أتَتك مُؤخراً رؤياك حقاً | وقد فهِم الحِمار، وما فهمت |
تُنادي الصَّبر! ويحك أنت فيه | أبيت فُراقه مُذ أن وُلدتَ |
تُنادي الصمت! طبعك أنت فيه | فريدٌ، لو ذُبحت لما نَطقت |
تُنادي من! ومن لا يأس فيه | وحولك ما سمعت وما علمتَ |
أبا الإِخلاص ما بالدَّهر أمنٌ | لمطلوبٍٍ، فحاذر ما استطَعت |
فإنّ الغَدر في ثوب الأماني | وثَوبُ الحِرص أضمن لو أردت |
وفي زَمن الدَّسَائس ليس عيباً | إذا ما قِيل بين النَّاس: خُنتَ |
فإنّ العَيب أن تلقى صِغاراً | وقد كبروا، وأنتَ بقيت أنتَ |
أإخلاصٌ وأهلك في كفافٍ | وبين يديك ما لو شئت نُلت! |
على الأغراب يلقون العطايا | وأنت إذا طلبت لقيت صَمتَ |
تصونُ بقاءهم وأراك تفنى | وهم لا يعلمون متى مَرضتَ |
وإنْ جَارَ الزَّمان وزَارَ حقٌ | لما سئَلوا بناتك كيف مُتََّ |
أبا الإخلاص هذا النُّصح مني | وقد أيقنت أنك ما سَمِعتَ!! |