أمتي
أمة ٌ من رأسها منكســـــرة | و أمـانـيـهـا علـيـها قَـتَـــرة |
يا أخـيّا الحرفِ لا تكتبْ على | قبرهـا .. تخجلُ منها المقبـرة |
تأنفُ الأوراقُ من سيرتهـا | ويــعـاديـها مــدادُ المحبـرة |
ما كتبنا الشعرَ إلا كي نرى | ماردا ًينفـضُ عنها الـغَــــبَرَة |
أمةٌ يُغتالُ فيها مُقـعـــــــدٌ | فبـدتْ سوءتــها المستتـــــرة |
كان فيها قائماً وهي الـــتي | أقـعدتـها نخـوةٌ منبـتــــــرة |
ما سألنا الله نصرا ً وبهــــا | ألفُ سجان ٍ نفته المأثــــرة |
ورأتْ تاريخهُ مبتـَكَــــــرا ً | ومتى تجدي الرؤى المبتكرة |
يدهُ شلتْ وكم من عنـــــق ٍ | شامخَ الرأي عظيم المفخــرة |
ليس من جرمٍ سوى في رأيه | يدهُ أهدتهُ ظلم المعصــــــرة |
أمة ٌ أقصى مناها أن تـــرى | وَهَـمَ أيـامٍ لها مندثــــــــرة |
هرب الحسون من غاباتهــا | وشدا البومُ بها و القــــــبرة |
أمةٌ تأكل من أبنائهــــــــا | عظْمةَ الفكرِ ولحمَ التذكـــرة |
لا أرها الله من سوأتهـــا | قـصـة ً مسهبة ًمختصــرة |
هي من قرن ٍ وقرنين ومن | ألـف قـرنٍ للـسنا منتظـرة |
ما أرتنا من رؤاها عجبــا ً | وارتـنا الغصَّـةَ المعتبــــرة |
إنها أعجبُ مهزومٍ مضى | يرسمُ النصرَ بعـطر المغفـرة |
إنها مهزومة ٌ في عمقهـــا | إنـمـا ألحانـها منتــصــرة |
آيةٌ للعُجْبِ ما تبدعـــــهُ | مـن تـلاويـن لها مُستنكرة |
تهدأ الأحزانُ من خيبتها | وبـها أفـراحها مستـعـــرة |
هــذه أمــةُ لا حـولَ و لا | قـوةٍ نـدركُ حـتى الآخــرة |
إنها أمـتنا يا صاحـبـــي | إنـهـا أمتـنـا المحـتـضَـرة |