صدام
اضرِبُوهُ بِخْنجَرِ بَيْن عَيْنَيْه | وقُولوا له.. تَبارَكْتَ رُكْنا! |
قد رفَعْتَ العِراق مَيْناً إلى النَّجْم فأَمْسى لِجارحِ الطَّيْرِ وَكْنا! |
|
وتَدَجَّجْتَ بالسِّلاح فأَرْداكَ وبالْ | جيْشِ فَأَخْزى.. ولَم يكُنْ لكَ حِصْنا! |
وادَّخَرْتَ السُّمومَ تُخْفِي مناياها | لِمن كانَ في خُطُوبِكَ.. عَوْنا! |
قدَّموا ما الْتَهَمْتَه مِن سلاح | وحُطام جَزْلٍ.. أَعَزَّ وأغْنى! |
دُونَ مَنٍّ عَلَيْكَ.. يا أيُّها الباغي فإِنَّ الكِرامَ يَأْبَوْنَ مَنَّا! |
|
أَفَكُنْتَ المُمْتّنَّ مِنْهم؟! وحاشاك | فقد كنْتَ تَمْلأُ الصَّدْرَ ضَغْنا! |
ولقد كنْتُ تُضْمِرُ الغَدْرَ لِلْمُحْسِنِ منهم وكنْتَ تُضْمِر طَعْنا ..! |
|
وترى فَضْلَهُمُ عليْكَ أَذاةً وتَرى مِنْهُمُ السَّواطِعَ دَجْنا! |
|
إنَّ مَغْناكَ لا العراق فما كان لَيَكْفِي .. بَلْ كلهم لَكَ مَغْنى! |
|
فَلَدَيْهِمْ خَيْرٌ وَفِيرٌ وأَوْلى | أَنْتَ مِنْهم بِهِ ولَنْ تَتَجنَّى! |
كيف تَرْضى يا سَيِّدَ القَدْرِ والخِسَّةِ هذا وكان ظُلْماً وغَبْنا؟! |
|
فَتَوثَّبْتَ بالجِحافِلِ تُزْجِيها | إِليْنا تُمَزِّقُ الشَّمْلَ مِنَّا..! |
تَسْتَبِيحُ العِرْضَ الطَّهُورَ | وما يُخْزِيك هذا.. ولا تَرى فيه لَعْنا! |
ثم تَزْهو بالسَّطْوِ والنَّهْبِ | مُخْتالاً عَلَيْنا. وما تَرَى فيه جُبْنا! |
الضَّحايا .. يا أَيُّها الفاتِكُ الوَغْدُ | سَتُرْدِيكَ دِماها فَتَسْتَذِلَّ وتَفْنى! |
ما الَّذي نِلْتَهُ من الغَزْو تَيَّاهاً | ظلوماً إلاَّ انْخِذالاً وَوَهْنا! |
والعِراقُ المَوْتُورُ ما كانَ | يُرْضِيه اعْتِسافٌ.. صَيَّرتَهُ أَنْتَ دَيْنا! |
ناءَ منه لكنَّه كان مَغْلوباً | هَلُوعاً يَخافُ قَيْداً وسِجْنا! |
أنْتَ صَيَّرْتَهُ تِباباً .. وقد | كانَ جِناناً تَرِفُّ طِيباً وحُسْنا! |
دَجْلَةُ والفُراتُ.. والنَّخْلُ والغَرْسُ اسْتَحالَتْ بِأعْيُن النَّاسِ حَزْنا! |
|
فإذا مَا تَرَكْتَها عادَتِ البَهْجَةُ واليُسْرُ إِليها لَفْظاً شَجِيّاً ومَعْنى! |
|
وشَدا الطَّيْرُ في المناهِلِ مِن بَعْدِ حُرُوبٍ أَدمَتْ وأَشْجَتْ.. وغَنَّى! |
|
عَجِبَ النَّاسُ مِن تَمَسُّكَ الأحْمَقِ بالحُكْمِ.. أكانَ العراقُ عِنْدَكَ رَهْنا؟! |
|
دَعْ لأهْلِ العراق أرْضاً وأَمْناً.. | بَعْدَ إِرْهابِهِمُ .. ولِلطَّيْرِ وَكْنا! |
كلُّهُم ناقِمٌ وحُرٌّ كَرِيمُ | فَأَحَلْتَ الجَميعَ عَبْداً وقِنَّا! |
لَعَنَتْكَ البِحارُ والجَوُّ والطَّيْرُ | وصاغَتْ مِن لَعْنِها لكَ لَحْنا! |
شادِياً بالنُّضُورِ منْك.. وبالخَيْبَةِ | حتَّى تَغِيبَ عَنْها وعَنَّا! |
وتمنَّتْ لكَ الحرائِقُ أَنْ تَدْخُلَ في نارِها.. وأَنْ تَطْمَئِنَّا..! |
|
فاقْرَعِ السِّنَّ نادِماً.. واتْرُكِ الرَّبْعَ إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ. فهو مُضْنى! |
|
مَسَّهُ الضُّرُّ.. فاسْتَعِنْ بالشَّياطين | ودَعْهُ يَفيضُ سلْوى ومَنَّا! |
سَتُلاقي بَيْنَ الشَّياطِين إخوانِكَ دَرْكاً يُرْضِي الضَّلالَ.. وخِدْنا! |
|
سَتُلاقي هُناكَ يَوْماً عَصِيباً | مُسْتَطِيلاً كأَنَّهُ عادَ قَرْنا..! |
ونُلاقي نحن السَّلامَةَ والأَمْنَ | ونَجْني غُصْناً رَطِيباً.. وغُصْنا! |
*** |
|
إِنَّ في هذه الحياةِ دُرُوساً | كُنْتَ مِنْها دَرْساً إلى الكُفْرِ أَدْنى |