شكوى وآمال
أعاتب فيك الدهر لو كان يسمع | وأشكو الليالي ، لو لشكواي تسمع |
أكل زماني فيك هم ولوعة | وكل نصيبي منك قلب مروع |
ولي زفرة لا يوسع القلب ردها | وكيف وتيار الأسى يتدفع |
أغرك مني في الرزايا تجلدي | ولم تدر ما يخفي الفؤاد الملوع |
خليلي قد شف السها فرط سهدها | فهل للسها مثلي فؤاد وأضلع |
كأني وقد رمت المواساة في الورى | أخو ظمأ مناه بالورد بلقع |
كأن ولاه الأمر في الأرض حرمت | سياستهم أن يجمع الحر مجمع |
كأن الدراري حملت ما أبثه | إلى الليل من شكوى الأسى فهي ضلع |
كأن بلاد الحر سجن لمجرم | وما جرمه إلا العلى والترفع |
ستحملني عن مسكن الذل عزمة | باسعافه دون البرية أطمع |
أرى لك في هذا التورع مقصداً | وإلا فما ضب الفلا والتورع |
تلفعت بالتقوى وثوبك غيره | فلله ذياك الضلال الملفع |
لعل زماناً ضيعتني صروفه | يرق فيرعى فيه قدر مضيع |
وخلاً أساء الظن بي إن بدت له | حقيقة ما أخفي عن الشر يقلع |
إليك زماني خذ حياة سئمتها | هي السم في ذوب الحشاشة ينقع |
وإني وإن كنت القليل حماقة | فلي مبدأ عنه أحامي وأدفع |
ولو أنني أعجلت خيفت بوادري | ولكن صبر الحر للحر أنفع |