المنعطف
الحمد لله يبقى المجد ، والشرفُ | ان العراق أمامي حيثما اقفُ |
وأن عيني بها من ضوئه ألق | هدبي عليه طوال الليل يأتلفُ |
وأن لي أدمعا فيه ومبتسما | ولي دم مثلما أبناؤه نزفوا |
الحمد لله أني ما ازال الى | وجه العراق اصلي حين اعتكفُ |
الحمد لله اني ما يزال على | مياهه كل غصن فيّ ينعطفُ |
وأننى ، لو عظامي كلها يبست | يجري العراق لها ماء فترتشفُ |
الحمد لله أني بالعراق ارى | وأنني بالعراقيين التحفُ |
فليس لي غيره عين ، ولا رئة | وهم ازاري الذي لولاه انكشف ُ |
ولا وحق عراق الكبر لا وهنا | ولا هروبا اليك الآن ازدلفُ |
لكننى في مما فيك معجزة | اني بجرحي عند الزهو اعترفُ |
يا سيد الارض يا ضعفي ، ويا هوسي | وبعض ضعفي اني مغرم دنف |
لي فيك الف هوى ، حبيك سيدها | وحب نفسي في طياتها يجف |
حتى اذا كان في عينيك بعض رضا | عني ، فعن كلهم الاك انصرف |
يا سيدي ، كل حرف فيك أكتبه | احسه من نياط القلب يغترف |
وقد تعاتبني اني على شغفي | تضيق حينا بي الدنيا ، وتختلف |
يا سيدي الف ايك وارف عرفت | روحي ، وظل انيسي الاوحد السعف |
عرقي بعرقك مشدود ، فلو نهضا | أبقى فسيلا ، وتعلو هذه الالف |
تصير صارية عمق السما وانا | عراق ، عرق صغير فيك يرتجف |
يشده الف نبع فيك راودها | نبعا فنبعا الى ان مسه التلف |
وقيل يكفر وانفاسا جريرتها | بأنها لضفاف الله تنجرف |
من ذا يقول لهذي الدائرات قفى | لكان كل الذين استعجلوا وقفوا |
يا سيد الارض يا ضعفي ، ويا هوسي | يا كبريائي التي ما شابها صلف |
يا ضحكة باب قلبي ، لا تبارحه | ودمعة حد هدبي ، ليس تنذرف |
بيني وبينك صوت الله اسمعه | يصيح بي موحشا ، والليل ينتصف |
يا أيها المالي الاوراق من دمه | وفر دماك ، فليس الحب ما تصف |
الحب حب الذين استنفروا دمهم | فابتلّت الارض ما ابتلّت به الصحف |
حب الذين بلا صوت ، ولا عظة | القوا ودائعهم للارض وانصرفوا |
الحب حب الذين الموت صال بهم | وعندما قيل صولوا باسمه نكفوا |
فهم يصولون باسم الحب لا جزعا | لكن يد الحب اقوى حين تنتصف |
يا سيدي ، هب يدي حولا سوى قلمي | وهب جناني ثباتا كالذي عرفوا |
لعلني والردى لا بد مخترمي | اختاره انا لا تختاره الصدف |
هبني فديتك موتا لا اموت به | فالتمر ان جف في اعذاقه حشف |
ولست من شغفي بالموت ارصده | لكنني بكمال الموت انشغف |
وهل اتم كمالا من شهادة من | ظلت دماه على رشاشه تكف |
وكان آخر صوت صوت اخوته | واسم العراق واغفى بعدما هتفوا |
يا سيد الارض يا عملاق يا وطني | يا ايها الموغر المستنفر الانف |
يا مستفزا وسيف الله في يده | ونصب عينيه بيت الله والنجف |
مالت موازين كل الارض وهو على | قطبيه ، هولة صبر ليس ينحرف |
ما شابكت هدبها عين ولا انقبضت | كف ولا سقطت عن اختها كتف |
بل واقفا جبلا ساقاه تحتهما | تكاد اقسى رواسي الارض تنخسف ُ |
هذا انا بين ميلادي ومنعطفي | سبع وستون خطف العين تنخطف |
كأنما حلما كانت وها انذا | يجري بي العمر انهارا ولا جرف |
اسرفت ؟ ادري بأهوائي ، بمعصيتي | بأمنياتي بما اوحي بما اصفُ |
ادري وادري بأني لم يعد لدمي | تلك الجموحات ، فليغفر لي السرف |
الحمد لله اني لا يراودني | خوف ولا عاد يدمي فرحتي اسفُ |
الحمد لله نفسي لا اجادلها | ولست احلف غيري ربما حلفوا |
لقد حباني عراق الكبر تزكية | أني به ، وله ، مستنفر كلفُ |
وان لي فيه ظلا لو وقفت ولا | شمس ، لابصرت ظلي فوقه يرف |
وذاك ان له هو ضوء مشمسة | ولي أنا تحتها رسم ولي كنفُ |