وَذِي حَدَبٍ يَلْتَجُّ بِالسُّفْنِ كُلَّمَا
وَذِي حَدَبٍ يَلْتَجُّ بِالسُّفْنِ كُلَّمَا | زَفَتْهُ نَئُوجٌ؛ فَهْوَ يَعْلُو وَيَسْفُلُ |
كأنَّ اطرادَ الموجِ فوقَ سراتهِ | نعائمُ في عرض السماوة ِ جفلُ |
إِذَا شَاغَبَتْهُ الرِّيحُ جَاشَ عُبَابُهُ | وَ ظلَّ أعالي موجهِ يتجفلُ |
يهيجُ ؛ فيرغو ، أوْ يعجُّ ، كأنما | تَخَبَّطَهُ مِنْ أَوْلَقِ الضِّغْنِ أَزْفَلُ |
تَقَسَّمَهُ خُلْقَانِ: لِينٌ، وَشِدَّة ٌ | بِعَصْفَة ِ رِيحٍ، فَهْوَ دَاهٍ؛ وَأَرْفَلُ |
علونا مطاهُ وَ هوَ ساجٍ ، فما انبرتْ | لَهُ الرِّيحُ حَتَّى ظَلَّ يَهْفُو، وَيَرْفُلُ |
كأنا على أرجوحة ٍ ، كلما ونتْ | أحالَ عليها قائمٌ ، ليسَ يغفلُ |
فَطَوْراً لَنَا في غَمْرَة ِ اللُّجِّ مَسْبَحٌ | وَطَوْراً لَنَا بَيْنَ السِّمَاكَيْنِ مَحْفِلُ |
فَلاَ هُوَ إِنْ رُعْنَاهُ بِالْجِدِّ يَرْعَوِي | وَ لاَ إنْ سألناهُ الهوادة َ يحفلُ |
عرونا – فأبخلناهُ – فضلَ حبائهِ | وَ منْ عجبٍ إمساكهُ وَ هوَ نوفلُ |
قَلِيلٌ عَلى عَهْدِ الإِخَاءِ ثَبَاتُهُ | فَأَسْفَلُهُ عَالٍ، وَعَالِيهِ سَافِلُ |
إذا حركتهُ غضبة ٌ ماتَ حلمهُ | وَظَلَّ عَلَى أَضْيَافِهِ يَتَأَفَّلُ |
شَدِيدُ الْحُمَيَّا؛ يَرْهَبُ النَّاسُ بَطْشَهُ | وَلَكِنَّهُ مِنْ نَفْخَة ِ الرِّيحِ يُجْفِلُ |
كَأَنَّ أَعَالِي الْمَوْجِ عِهْنٌ مُشَعَّثٌ | بِهِ، وَانْحِدَارَ السَّيْحِ شَعْرٌ مُفَلْفَلُ |
ذَكَرْنَا بِهِ مَا قَدْ مَضَى مِنْ ذُنُوبِنَا | وَفِي النَّاسِ إِنْ لَمْ يَرْحَمِ اللَّهُ غُفَّلُ |
وَكَيْفَ تُرَانَا صَانِعِينَ، وَكُلُّنَا | بِقَارُورَة ٍ صَمَّاءَ، وَالْبَابُ مُقْفَلُ؟ |
فلا تبتئسْ إنْ فاتَ حظٌّ ، فربما | أضاءتْ مصابيحُ الدجى وَ هيَ أفل |
فَقَدْ يَبْرَأُ الدَّاءُ الْعُضَالُ، وَيَنْجَلِي | ضَبَابُ الرَّزَايَا، وَالْمُسَافِرُ يَقْفِلُ |
وَكَيْفَ يَخَافُ الْمَرْءُ حَيْفاً، وَرَبُّهُ | بِأَحْسَنِ ما يَرْجُو مِنَ الرِّزْقِ يَكْفُلُ؟ |