عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ
عَمَّ الْحَيَا، وَاسْتَنَّتِ الْجَدَاوِلُ | وَفَاضَتِ الْغُدْرَانُ وَالْمَنَاهِلُ |
وَازَّيَّنَتْ بِنَوْرِهَا الْخَمَائِلُ | وَ غردتْ في أيكها البلابلُ |
وَ شملَ البقاعَ خيرٌ شاملُ | فصفحة ُ الأرضِ نباتٌ خائلُ |
وَجَبْهَة ُ الْجَوِّ غَمَامٌ حَافِلُ | وَ بينَ هذينِ نسيمٌ جائلُ |
تندى بهِ الأسحارُ وَ الأصائلُ | كأنما النباتُ بحرٌ هائلُ |
وَلَيْسَ إِلاَّ الأَكَمَاتِ سَاحِلُ | و شامخُ الدوحِ سفينٌ جافلُ |
مُعْتَدِلٌ طَوْراً، وَطَوْراً مَائِلُ | تهفو بهِ الجنوبُ والشمائلُ |
وَالْبَاسِقَاتُ الشُّمَّخُ الْحَوَامِلُ | مشمورة ٌ عنْ سوقها الذلاذلُ |
ملوية ٌ في جيدها العثاكلُ | معقودة ٌ في رأسها الفلائلُ |
للبسرِ فيها قانئٌ وَ ناصلُ | مُخَضَّبٌ، كَأَنَّهُ الأَنَامِلُ |
كَأَنَّهُ مِنْ ذَهَبٍ قَنَادِلُ | منَ العراجينِ لها سلاسلُ |
للمجنونِ بينها أزاملُ | تخالها محزونة ً تسائلُ |
لَهَا دُمُوعٌ ذُرَّفٌ هَوَامِلُ | كأنها أمُّ بنينَ ثاكلُ |
فِي جِيدِهَا مِنْ ضَفْرِهَا حَبَائِلُ | منَ القواديسِ ، لها جلاجلُ |
تَدُورُ كَالشُّهْبِ لَهَا مَنَازِلُ | فَصَاعِدٌ، وَدَافِقٌ، وَنَازِلُ |
وَ الماءُ ما بينَ الغياض سائلُ | تحنو على شطانهِ الغياطلُ |
كَأَنَّهَا حَوَائِمُ نَوَاهِلُ | وَالطَّيْرُ فِي أَفْنَانِهَا هَوَادِلُ |
تزهو بها الأسحارُ وَ الأصائلُ | فانهض إلى نيلِ المنى يا غافلُ |
وَ انعمْ ، فأيامُ الصبا قلائلُ | وَ المرءُ في الدنيا خيالٌ زائلُ |
وَ الدهرُ للإنسانِ يوماً آكلُ | وَ كلُّ شيءٍ في الزمانِ باطلُ |