www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

على أعتاب رمضان التغيير.”الأحادية” /بقلم : محمد عدنان سالم

0

هكذا يشكل الآخر المختلف ضرورة للنمو والتقدم والارتقاء، على المرء أن يبحث عنه ليكمل به؛ إنه المرآة التي تكشف له عيوبه ونواقصه، ولن يتمكن من اكتشاف ذلك من دونها، فالإنسان مصمم كالمرآة تعكس كل شيء إلا ذاتها، فعيناه لا تلتقطان إلا صور الآخرين،

 
 
 
  هكذا يشكل الآخر المختلف ضرورة للنمو والتقدم والارتقاء، على المرء أن يبحث عنه ليكمل به؛ إنه المرآة التي تكشف له عيوبه ونواقصه، ولن يتمكن من اكتشاف ذلك من دونها، فالإنسان مصمم كالمرآة تعكس كل شيء إلا ذاتها، فعيناه لا تلتقطان إلا صور الآخرين،
أما وجهه فلا يستطيع أن يراه إلا بعدسات الآخرين وفي أعينهم. هذا عن وجهه أما قفاه فسوف يحتاج نظره إليه إلى مرآتين اثنتين، ولسوف يحتاج إلى عدة مرايا لينظر في سائر جوانبه ومن كل الاتجاهات، ثم إن هذه المرايا ذاتها قد لا تكون صافية وقد يعتريها نوع من الغبش والعتمة والتآكل والانكسار وعيوب أخرى؛ تشوه الصورة وتطمس بعض الحقيقة إن لم تغيبها كلها أو تقلبها رأساً على عقب، فلا بد للإنسان من تعداد المرايا والعدسات، والنظر في سائر الصور الملتقطة له، وتحليلها والمقارنة بينها ليكتشف نفسه، ومن دون ذلك سيبقى النمش على وجهه، والشعث في رأسه، وبقعة زيت على ظهره، ولطخة على مقعدته احتملها من كرسيه، ولو نبه إلى شيء من ذلك لتوارى من القوم ريثما يصلح حاله ويزيل شوائبه ويقوِّم اعوجاجه.
 
وهكذا يبدو لي أنَّ التعدد والتنوع هو الأصل في نظام الكون والحياة، والاختلاف والجدل والتضاد ضرورة لتقدم الإنسان على درب الارتقاء الذي خطه الخالق له للخلاص من الفساد وسفك الدماء ({} [هود: 11/118-119] خلقهم بيديه، صناعة يدوية ميز كل نسخة منها ببصمة بنان وعين لا يشاركه فيها أحد، وأطلق له العنان في سباق الحياة {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: 67/2] ، ولو شاء لخلقهم صناعة آلية في مصنع ينتج نسخاً متطابقة تسير على نهج واحد لا تريمه؛ بإمكانات موحدة، لا تفاوت فيها يفسح المجال للسباق والتنافس.
 
قد يبلغ الاختلاف بينها درجة الصراع والتنازع المفضي إلى الفشل.. لا حرج، فالتجربة ومعاناة الأشواك تدمي اليدين قبل اقتطاف الورود، ولهيب النار يحرق الأصابع قبل إنضاج الطعام؛ سوف يرده إلى سواء السبيل، ويعلمه التزام طريق الحوار المفضي إلى التكامل والتعارف..
 
من أجل هذه المعاناة استحق آدم أن تَسجُدَ الملائكة له، فهو إنما يسلك طريق الخير بمحض اختياره بعد اقتحامه (العقبة)؛ عقبة الإغراءات المتعددة؛ تزينها له أهواء النفس الأمارة بالسوء، ونزغات الشيطان الموكل بإغوائه، وصعوبة العروج إلى السماء إزاء سهولة الإخلاد إلى الأرض..
 
لقد تصدى لحمل الأمانة فما يزال في كبد وكدح حتى يلاقي ربه متحملا كامل المسؤولية عن اختياره.
 
إنه يجتهد ويعمل، ويخطئ ويصيب، ويتعثر وينهض، ويغفو ويصحو، ويؤثر الطاعة على الرغم من قدرته على المعصية، خلافاً للملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم، لأنهم مبرمجون على فعل ما يؤمرون به لا فضل لهم في طاعته لعدم قدرتهم على معصيته.
 
ومن أجل ترسيخ حق الاختلاف، استوعب اصطفاء الله تعالى عباده المؤمنين؛ على اختلاف سابقتهم وأعمالهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 35/32] فحتى الظالم لنفسه مشمول باصطفاء الله تعالى له، يجزيه ويكافئه على قدر اجتهاده، ولعلنا لا نجد ديناً أو مذهباً في الدنيا يكافئ على الاجتهاد ولو كان خاطئاً كالإسلام يكافئ المجتهد إن لم يوفق في اجتهاده إلى الصواب مرة، فإن هو أصاب ضاعف له الأجر مرتين.
وممّا يؤكد قانون التنوُّع، أن القرآن الكريم عدَّهُ آية من آيات الله مثل خلق السماوات والأرض {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 30/22] ، وخلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وأقام السباق والتفاضل بينهم على التقوى والعمل الأحسن، ملغياً كل قيمة للفروق القائمة على اختلاف الأجناس والأعراق والألوان والألسن، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
هكذا يشكل الآخر المختلف ضرورة للنمو والتقدم والارتقاء، على المرء أن يبحث عنه ليكمل به؛ إنه المرآة التي تكشف له عيوبه ونواقصه، ولن يتمكن من اكتشاف ذلك من دونها، فالإنسان مصمم كالمرآة تعكس كل شيء إلا ذاتها، فعيناه لا تلتقطان إلا صور الآخرين، أما وجهه فلا يستطيع أن يراه إلا بعدسات الآخرين وفي أعينهم. هذا عن وجهه أما قفاه فسوف يحتاج نظره إليه إلى مرآتين اثنتين، ولسوف يحتاج إلى عدة مرايا لينظر في سائر جوانبه ومن كل الاتجاهات، ثم إن هذه المرايا ذاتها قد لا تكون صافية وقد يعتريها نوع من الغبش والعتمة والتآكل والانكسار وعيوب أخرى؛ تشوه الصورة وتطمس بعض الحقيقة إن لم تغيبها كلها أو تقلبها رأساً على عقب، فلا بد للإنسان من تعداد المرايا والعدسات، والنظر في سائر الصور الملتقطة له، وتحليلها والمقارنة بينها ليكتشف نفسه، ومن دون ذلك سيبقى النمش على وجهه، والشعث في رأسه، وبقعة زيت على ظهره، ولطخة على مقعدته احتملها من كرسيه، ولو نبه إلى شيء من ذلك لتوارى من القوم ريثما يصلح حاله ويزيل شوائبه ويقوِّم اعوجاجه.
 
وهكذا يبدو لي أنَّ التعدد والتنوع هو الأصل في نظام الكون والحياة، والاختلاف والجدل والتضاد ضرورة لتقدم الإنسان على درب الارتقاء الذي خطه الخالق له للخلاص من الفساد وسفك الدماء ({} [هود: 11/118-119] خلقهم بيديه، صناعة يدوية ميز كل نسخة منها ببصمة بنان وعين لا يشاركه فيها أحد، وأطلق له العنان في سباق الحياة {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: 67/2] ، ولو شاء لخلقهم صناعة آلية في مصنع ينتج نسخاً متطابقة تسير على نهج واحد لا تريمه؛ بإمكانات موحدة، لا تفاوت فيها يفسح المجال للسباق والتنافس.
 
قد يبلغ الاختلاف بينها درجة الصراع والتنازع المفضي إلى الفشل.. لا حرج، فالتجربة ومعاناة الأشواك تدمي اليدين قبل اقتطاف الورود، ولهيب النار يحرق الأصابع قبل إنضاج الطعام؛ سوف يرده إلى سواء السبيل، ويعلمه التزام طريق الحوار المفضي إلى التكامل والتعارف..
 
من أجل هذه المعاناة استحق آدم أن تَسجُدَ الملائكة له، فهو إنما يسلك طريق الخير بمحض اختياره بعد اقتحامه (العقبة)؛ عقبة الإغراءات المتعددة؛ تزينها له أهواء النفس الأمارة بالسوء، ونزغات الشيطان الموكل بإغوائه، وصعوبة العروج إلى السماء إزاء سهولة الإخلاد إلى الأرض..
 
لقد تصدى لحمل الأمانة فما يزال في كبد وكدح حتى يلاقي ربه متحملا كامل المسؤولية عن اختياره.
 
إنه يجتهد ويعمل، ويخطئ ويصيب، ويتعثر وينهض، ويغفو ويصحو، ويؤثر الطاعة على الرغم من قدرته على المعصية، خلافاً للملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم، لأنهم مبرمجون على فعل ما يؤمرون به لا فضل لهم في طاعته لعدم قدرتهم على معصيته.
 
ومن أجل ترسيخ حق الاختلاف، استوعب اصطفاء الله تعالى عباده المؤمنين؛ على اختلاف سابقتهم وأعمالهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 35/32] فحتى الظالم لنفسه مشمول باصطفاء الله تعالى له، يجزيه ويكافئه على قدر اجتهاده، ولعلنا لا نجد ديناً أو مذهباً في الدنيا يكافئ على الاجتهاد ولو كان خاطئاً كالإسلام يكافئ المجتهد إن لم يوفق في اجتهاده إلى الصواب مرة، فإن هو أصاب ضاعف له الأجر مرتين.
وممّا يؤكد قانون التنوُّع، أن القرآن الكريم عدَّهُ آية من آيات الله مثل خلق السماوات والأرض {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 30/22] ، وخلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وأقام السباق والتفاضل بينهم على التقوى والعمل الأحسن، ملغياً كل قيمة للفروق القائمة على اختلاف الأجناس والأعراق والألوان والألسن، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
هكذا يشكل الآخر المختلف ضرورة للنمو والتقدم والارتقاء، على المرء أن يبحث عنه ليكمل به؛ إنه المرآة التي تكشف له عيوبه ونواقصه، ولن يتمكن من اكتشاف ذلك من دونها، فالإنسان مصمم كالمرآة تعكس كل شيء إلا ذاتها، فعيناه لا تلتقطان إلا صور الآخرين، أما وجهه فلا يستطيع أن يراه إلا بعدسات الآخرين وفي أعينهم. هذا عن وجهه أما قفاه فسوف يحتاج نظره إليه إلى مرآتين اثنتين، ولسوف يحتاج إلى عدة مرايا لينظر في سائر جوانبه ومن كل الاتجاهات، ثم إن هذه المرايا ذاتها قد لا تكون صافية وقد يعتريها نوع من الغبش والعتمة والتآكل والانكسار وعيوب أخرى؛ تشوه الصورة وتطمس بعض الحقيقة إن لم تغيبها كلها أو تقلبها رأساً على عقب، فلا بد للإنسان من تعداد المرايا والعدسات، والنظر في سائر الصور الملتقطة له، وتحليلها والمقارنة بينها ليكتشف نفسه، ومن دون ذلك سيبقى النمش على وجهه، والشعث في رأسه، وبقعة زيت على ظهره، ولطخة على مقعدته احتملها من كرسيه، ولو نبه إلى شيء من ذلك لتوارى من القوم ريثما يصلح حاله ويزيل شوائبه ويقوِّم اعوجاجه.
 
وهكذا يبدو لي أنَّ التعدد والتنوع هو الأصل في نظام الكون والحياة، والاختلاف والجدل والتضاد ضرورة لتقدم الإنسان على درب الارتقاء الذي خطه الخالق له للخلاص من الفساد وسفك الدماء ({} [هود: 11/118-119] خلقهم بيديه، صناعة يدوية ميز كل نسخة منها ببصمة بنان وعين لا يشاركه فيها أحد، وأطلق له العنان في سباق الحياة {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك: 67/2] ، ولو شاء لخلقهم صناعة آلية في مصنع ينتج نسخاً متطابقة تسير على نهج واحد لا تريمه؛ بإمكانات موحدة، لا تفاوت فيها يفسح المجال للسباق والتنافس.
 
قد يبلغ الاختلاف بينها درجة الصراع والتنازع المفضي إلى الفشل.. لا حرج، فالتجربة ومعاناة الأشواك تدمي اليدين قبل اقتطاف الورود، ولهيب النار يحرق الأصابع قبل إنضاج الطعام؛ سوف يرده إلى سواء السبيل، ويعلمه التزام طريق الحوار المفضي إلى التكامل والتعارف..
 
من أجل هذه المعاناة استحق آدم أن تَسجُدَ الملائكة له، فهو إنما يسلك طريق الخير بمحض اختياره بعد اقتحامه (العقبة)؛ عقبة الإغراءات المتعددة؛ تزينها له أهواء النفس الأمارة بالسوء، ونزغات الشيطان الموكل بإغوائه، وصعوبة العروج إلى السماء إزاء سهولة الإخلاد إلى الأرض..
 
لقد تصدى لحمل الأمانة فما يزال في كبد وكدح حتى يلاقي ربه متحملا كامل المسؤولية عن اختياره.
 
إنه يجتهد ويعمل، ويخطئ ويصيب، ويتعثر وينهض، ويغفو ويصحو، ويؤثر الطاعة على الرغم من قدرته على المعصية، خلافاً للملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم، لأنهم مبرمجون على فعل ما يؤمرون به لا فضل لهم في طاعته لعدم قدرتهم على معصيته.
 
ومن أجل ترسيخ حق الاختلاف، استوعب اصطفاء الله تعالى عباده المؤمنين؛ على اختلاف سابقتهم وأعمالهم {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 35/32] فحتى الظالم لنفسه مشمول باصطفاء الله تعالى له، يجزيه ويكافئه على قدر اجتهاده، ولعلنا لا نجد ديناً أو مذهباً في الدنيا يكافئ على الاجتهاد ولو كان خاطئاً كالإسلام يكافئ المجتهد إن لم يوفق في اجتهاده إلى الصواب مرة، فإن هو أصاب ضاعف له الأجر مرتين.
وممّا يؤكد قانون التنوُّع، أن القرآن الكريم عدَّهُ آية من آيات الله مثل خلق السماوات والأرض {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم: 30/22] ، وخلق الناس من ذكر وأنثى وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وأقام السباق والتفاضل بينهم على التقوى والعمل الأحسن، ملغياً كل قيمة للفروق القائمة على اختلاف الأجناس والأعراق والألوان والألسن، فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.