حي الميدان من أقدم أحياء دمشق، يتمتع سكان هذا الحي بالشهامة (نبل وكرامة وعزة نفس ورجولة)، عرف هذا الحي وعلى مر الزمن بالطابع الديني في الحياة الاجتماعية كما عرف عن ساكنيه بالذكاء والفطنة ،إذا كان حي الميدان مستقراً فإن دمشق مستقرة وإن كان متوتراً تصبح متوترة.
إيدي بزنارك
آداب عبد الهادي
حي الميدان من أقدم أحياء دمشق، يتمتع سكان هذا الحي بالشهامة (نبل وكرامة وعزة نفس ورجولة)، عرف هذا الحي وعلى مر الزمن بالطابع الديني في الحياة الاجتماعية كما عرف عن ساكنيه بالذكاء والفطنة ،إذا كان حي الميدان مستقراً فإن دمشق مستقرة وإن كان متوتراً تصبح متوترة.ونظراً لشهامة وفتوة رجال هذا الحي كثرت بعض المشاكل وأعمال العنف بين فتيته في بعض الأحيان، وعندما كانت المشاكل تحتد وتحتدم لا تقتصر فقط على الشخصين المتقاتلين بل كانت تطال عائلتي الشخصين، حينها كان يتدخل كبار الحي من رجال ومشائخ كبار لفض النزاع وإنهاء المشكلة، لكن كيف كان يتم ذلك.حدثني أحد رجال هذا الحي الطاعنين في السن قائلاً: ما أن تتفاقم المشكلة وتحتد حتى يهرع الرجال أو رجل كبير في السن من وجهاء الحي إلى الجانب الآخر من المتقاتلين أو بالضبط أي وجهاء الجانب الآخر، يدخل إلى هؤلاء الوجهاء ويقول كلمة واحدة فقط لينتهي النزاع وتعود المياه إلى مجاريها وهذه الكلمة هي فقط (إيدي بزنارك)، وما أن يقولها الرجل وهو يدس يده تحت زنار أحد الوجهاء حتى يبادره بكلمة واحدة هي ، انتهى الخلاف.لأن هذه (الإيدي بزنارك) تعني الكثير للوجهاء، ولا يفهم معناها إلا أصحاب الكرم والكرامة والشهامة والرجولة، لأنهم يعتبرونها لجوءاً يلجأ إليه الطرف الآخر مستنجداً ومستغيثاً، ونجدة المستغيث شرف وعظمة وشهامة لا يملكها إلا الأبطال والفرسان، ولم يكن وجهاء ذلك الحي يرتضون لأنفسهم إلا أن يكونون أبطالاً وفرساناً وشجعاناً، وذاع صيت شرف وشهامة حي الميدان منذ تلك الأزمان ومازالت إلى الآن.لكن ما انقرض ليس في حي الميدان وحسب بل في عالمنا العربي وحياتنا الاجتماعية إلا ما قل وندر هو (إيدي بزنارك) لأننا وفي هذه الأيام عندما نقول لأحدهم ( إيدي بزنارك) يبادرك على الفور(حل عني) أي اذهب بعيداً عني.اليوم نحن بحاجة ماسة للعودة إلى تلك الأيام الخوالي ، أيام الشهامة والكرامة والشجاعة والفروسية، أيام إن قلنا فيها لأحدهم إيدي بزنارك يهرع لنجدتنا وإغاثتنا إغاثة الملهوف والمستغيث والمستجير.ومازلت إلى هذه اللحظة أعتقد في أعماقي أنه مازال هناك مكان للفرسان وأصحاب الشهامة والكرامة، لأنه كما يقال (إن خليت خربت) لذلك أظن بل أكاد أكون متأكدة أن الفرسان والمغيثون مازال لهم وجوداً كبيراً، لكن المشكلة لم نبادرهم بالاستغاثة ليغيثونا، ولم نقل لهم إيدي بزناركم ليقولون لنا (انتهت المشكلة ).أقول هذا لأنني أصرخ ملء صوتي للجميع إيدي بزناركم، أغيثونا وأعني بالجميع هؤلاء.إيدي بزنارك يا حكومتنا العتيدة خففي حدة الصراع والعنف الدائر بين أبناء الشعب وقوى الأمن.إيدي بزنارك يا سيادة الرئيس القائد المفدى بشار الأسد، لا يضرك إن ذهبت إلى شوارع درعا وشوارع حمص وشوارع بانياس وجبلة وطرطوس والرقة ودير الزور واستنجدت بوجهاء تلك المدن وغيرها وقلت لهم إيدي بزناركم أنهوا لنا هذا الخلاف.ليس عيباً أن تنادي الشعب وتقول له ، إيدي بزنارك يا شعب سوريا البطل ، يا شعب سوريا الشجاع، عودوا إلى منازلكم لنتفق ونتصالح ونتسامح ونتفاكر ونحل أزماتنا ونضع حلاً لقضايانا.إيدي بزنارك يا شعب سوريا العظيم تعالى وقف مع النظام والحكومة لنخرج من هذه الورطة هذه الأزمة هذه المؤامرة التي عدت وحيكت ضدي وضدكم وضدنا جميعاً.إيدي بزناركم يا أهل سوريا تعالوا نواجه آله الغدر والهمجية الأمريكية الصهيونية الغربية وأذيالها لننقذ سوريا معاً ونحافظ على هيبتها وأمنها وآمانها.إيدي بزناركم يا شعبنا البطل وافق على حل الخلاف وإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والآمان إلى بلدنا الحبيب، الآمان الذي كدنا نفتقده أو ربما فقدناه.إيدي بزناركم دعونا نقضي هذا الصيف كما كنا نقضيه في السابق، في السيارين والتنزه والاستمتاع بطبيعة سوريا الساحرة.إيدي بزناركم يا رجال أمننا تريثوا قليلاً وفكروا للحظة قبل إطلاق رصاصة واحدة ترعبنا ونحن نيام في أسرتنا فكيف بمن يواجهونها.إيدي بزناركم ياحماة الديار تريثوا وفكروا كيف تحمون البلاد والعباد من الضياع ومن جحيم إن دخلنا به لن يخرجنا منه إلا قدرة قادر قد تكون وقد لا تكون.إيدي بزناركم لا تفهموني غلط، أنا مواطنة قلقة مرعوبة استبد بي الخوف لدرجة أني أستغيثكم واستنجدكم واستحلفكم بالله أن تحلوا هذه الأزمة، حتى وإن اضطر بكم الأمر لترك الكرسي ولو مرة واحدة في حياتكم.