www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

فراغ العالم بعد بن لادن/آداب عبد الهادي

0

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما………….. رقصت على جثث الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها………….. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب تبقى الأسود مخيفة في أسرها …………….. حتى و إن نبحت عليها كلاب تموت الأسد في الغابات جوعاً… …………….ولحم الضأن تأكله الكــلاب

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما………….. رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها………….. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها …………….. حتى و إن نبحت عليها كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعاً… …………….ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر …………………… و ذو نسب مفارشه التــراب ذكر لي أحدهم أن هذه الأبيات كان يرددها الرئيس الراحل صدام حسين أثناء محاكمته ويوجهها حصراً إلى قاضي التحقيق.أذكر ذلك لأن القادة العظام والزعماء سيما المطاردون من قبل أمريكا ، من الصعب جداً أن يقع أمثال هؤلاء في أيدي أعدائهم  ببساطة ، ليس بسبب الحيطة والحذر في تنقلاتهم ، بل بسبب إيمانهم وعقيدتهم الراسخة هم ومن معهم، هذه العقيدة وهذا التلاحم والصدق الكبير بين أعضاء الجماعات المشابهة هو الذي يحميها من الوقوع فريسة في أيدي العدو.و في حالة وقعوها فلا شك أن هناك اختراق بين صفوفها.لم يلق الأمريكان القبض على صدام حسين بذكائهم ولا بسبب قدراتهم القتالية العالية بل بسبب خائن وعميل أوشى به وقبض الثمن.وهنا بالنسبة لبن لادن، تقول المصادر الأمريكية التالي: (( وأسفرت العملية بحسب المصادر نفسها عن مقتل بن لادن وأحد أبنائه والمراسل الموثوق من قبل زعيم تنظيم القاعدة الذي يعتقد بأنه كان رأس الخيط في كشف مخبأ بن لادن)).إذن كان هناك خائن هو (المراسل الموثوق)رأس الخيط، الذي أوصلهم إلى بن لادن في حال كانت رواية مقتله صحيحة، مازلت أشكك بهذه الرواية سيما بعد أن تحدثت عن المبنى الذي تم قصفه حيث كان يقيم بن لادن وطبقاً للرواية الأميركية(( كان المبنى محاطا بأسوار يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار تعلوها الأسلاك الشائكة وتحرسه بوابتان أمنيتان، وهناك جدار بسماكة تصل إلى 21 سم تقريبا يحجب شرفة في الطابق الثاني مع خلو المبنى من أي أجهزة اتصال متطورة مثل الهاتف أو ما شابه)).لا أظن أن يسكن أسامة بن لادن في مبنى مواصفاته كما ذكرت الرواية الأمريكية، وكأنه يقول لهم أنا هنا تعالوا إلي، في مسكن مشبوه وواضح أنه ليس لمواطن عادي أو مسؤول رسمي. إن الأمريكيين كاذبون حتماً، فإما أنهم توصلوا وتأكدوا من أن بن لادن مختفياً تماماً أو أنهم قتلوه من عدة سنوات وأرادوا اليوم نشر هذا الخبر لرفع شعبية أوباما التي كادت تنحسر سيما مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية هذا من جهة ومن جهة أخرى ليتم التأثير على ثورة الشارع العربي المندلعة منذ بداية العام الحالي لضربها سيما بعد أن ادعت بعض الأنظمة العربية أن من يحرك الشارع العربي هم خلايا تنظيم القاعدة المنتشرة في كل دول الوطن العربي ليساعدوا بطريقة ما على إسقاطها سيما الأنظمة التي لا يرغبون بها.إضافة إلى ذلك أرى أن الرواية الأمريكية التي تم تحضير السيناريو لها منذ أمد بعيد شبيهة إلى حد ما بسيناريوهات الأفلام الهندية المثيرة للضحك والخيالية تماماً.حيث أنه من غير المعقول والمنطقي أن تحلق طائرات أمريكية فوق سماء باكستان ولا تتنبه لها الرادارات الباكستانية، إلى أن يقوم أوباما شخصياً بإبلاغ الرئيس الباكستاني الخبر العظيم.ولا أحد يشك أنه لو مر حمار غريباً في أي أرض ستتنبه إليه مخابرات هذا البلد أو ذاك، فكيف بأربع طائرات تحلق فوق سماء بلد نووي ولا يراها أحد، هذه مهزلة ما بعدها مهزلة.ثم أن الأمر الأكثر مهزلة هو أن الأمريكيين يدعون في روايتهم الكاذبة أنهم كانوا يتبعون أبو أحمد الكويتي منذ أربع سنوات وبما أنهم كانوا يتبعونه فهم بلا أدنى شك كانوا يعرفون مكان إقامة بن لادن، فلماذا انتظروا أربع سنوات ولم ينفذوا هجومهم عليه وهم يمتلكون هذه القدرة القتالية الهائلة والإمكانيات الاستخباراتية العالية،والتفسير الصحيح لذلك- هو أنهم كاذبون لم تكن لديهم المعلومات ولا الأدلة فيما يتعلق بابن لادن، وهدفهم من كل ذلك هو دب الشك وخلق زعزعة وعدم ثقة بين أفراد التنظيم ليشك كل شخص في التنظيم برفيقه ويرتاب منه مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تفكك التنظيم وإضعافه وهذا لن يحدث ابداً سيما في تنظيم عقائدي كتنظيم القاعدة.وأيضا يقول الأمريكيون أنهم قتلوا بن لادن ووضعوا جثته في حقيبة وألقوا بها في البحر، هل هذا كلام يدخل العقل، وإن كان قد تم ذلك بالفعل لماذا لم يقم القتلة بتصوير الجثة وعرضها على الملأ لنتأكد من أنهم بالفعل قتلوه، أم أنهم كما يدعون حرصوا على مشاعر المسلمين، وهنا المهزلة الأخرى كيف يحرصون على مشاعر المسلمين من وضع صوراً أمامهم ولا يحرصون على مشاعرهم جراء قتلهم لرمز إسلامي نصف مسلمي العالم يؤمنون به ويتبنون عقيدته الجهادية.على العرب والمسلمين ألا يصدقوا هذا الهراء الأمريكي، لأن الأمريكيين مشهود لهم وعبر التاريخ بالكذب والنفاق.وإن كان بن لادن قد مات أو بالأصح استشهد ، فيكون قد أنعم الله عليه بالشهادة من سنوات عدة ، واليوم وفقط اليوم تأكد الأمريكيون بما لا يدع مجالاً للشك من  أن بن لادن لم يعد موجوداً، فقاموا على استغلال عدم وجوده بهذه الراوية الساذجة التي تستهين بعقول كافة البشر في العالم وخاصة العقول العربية والإسلامية.وفي حالة أن بن لادن لم يعد موجوداً فهذا الغياب لن يقدم ولن يؤخر شيئاً، لا بالسياسة الأمريكية ولا لأنصاره وأتباعه، لأن بن لادن ليس مجرد رجل وقتل بل إنه أصبح فكراً وعقيدة، يؤمن بها الكثيرون والهدف ليس التخلص من بن لادن بل التخلص من الإسلام قولاً واحداً، ولذلك ستتابع أمريكة مخططاتها وحروبها وهجماتها ضد أي بلد أو جماعة إسلامية تحت شعار(مكافحة الإرهاب).وبغض النظر عن إيماني بتنظيم القاعدة كتنظيم ومع اختلافي الكبير مع معظم طروحاته، إلا أنني أحب أسامة بن لادن وطالما أعجبت به ورأيت فيه فارساً لن يأتي شبيه له في التاريخ على الأقل خلال المائة عام القادمة، أنا أرى وأجد نفسي حرة فيما أراه، أن أسامة بن لادن من أنبل رجال الأرض، رجل ترك العيش الرغيد واختار طواعية حياة التقشف والجهاد وحارب أعداء الله والظالمين المتجبرين في الأرض لدرجة أنه أصبح كرجل واحد العدو الأول والرئيسي لأكبر دولة في العالم وأشرسها وأقواها، دولة ظالمة متجبرة، مستعمرة، ترى نفسها فوق الله، بن لادن كرجل واجه هذا الجبروت وحاربه في عقر داره، ولم يكن يحارب لنفسه وعن نفسه بل كان يحارب بالنيابة عن أحرار العالم كله، ورحيل بن لادن خسارة لكل حر ولاشك أن العالم بعده أصبح فارغاً ، خالياً من فارس حر، فارس شغل العالم بأسره به على مدى عقود طويلة، وكم أعجب من أمة المسلمين التي شاركت الشيطان الأكبر فرحتها وهللت لرحيل هذا النبيل الذي أعطى ماله وحياته من أجل الحرية ومن أجل الإنسانية.كما أعجب لكل من  ينال من سمعة بن لادن مكرراً كببغاء أنه صناعة أمريكية، هذا ظلم وإجحاف بحق هذا الرجل الذي كان على أقل تقدير شوكة في عيون أعداء الأمة العربية ، كان شوكة بعيون وقلوب من احتل العراق وشرد أهله، كان شوكة بعيون بمن احتل فلسطين وقتل أهلها وحاصر غزة وأهل غزة ، كان شوكة بعين هذا الجبروت الذي يتحكم بكل دول العالم مهدداً لها جاعلاً إياها كفأر صغير تحت أقدامه، نعم لقد فقدت كل دول العالم حريتها وأمنها وآمانها بسبب أمريكا وإسرائيل اللتان لا تتحكمان بها وحسب بل وتحركاها كما ترغب وتشاء داخلياً وخارجياً، وطوبى لدولة أو لشخص قادراً على أن يقف بوجههما صارخاً بأعلى فيه ….لا .. لا لا أمريكا ولا لإسرائيل، لكن أين هذه الدولة وأين هذا الشخص …..لقد كان هو وحده … بن لادن….. وهاهو قد رحل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.