www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الرواية العربية والغربية في الميزان2/ريمه الخاني

0

مازلنا نتتبع آثار الروائيين ومازال الموضوع يحتاج متابعة من جديد. ومازلت أعجب من مؤلفة هاري بوتر/جوان رولينج موراي / التي استطاعت تحقيق الشهرة والمجد من فانتازيا خلاقة وخيال يفوق الروعة رغم انعدام الهدف!!!

السلام عليكم
مازلنا نتتبع آثار الروائيين ومازال الموضوع يحتاج متابعة  من جديد.
ومازلت أعجب من مؤلفة هاري بوتر/جوان رولينج موراي / التي استطاعت تحقيق الشهرة والمجد من فانتازيا خلاقة وخيال يفوق الروعة رغم انعدام الهدف!!!
حيث كانت تحكي عن تجربتها في تأليف تلك الرواية المتسلسلة:
انها كانت كل يوم تضيف جديدا للرواية دون تحضير مسبق ولا تخطيط مرتب؟!!.
ماذا يعني هذا؟ ( وجبة سريعة بفكر غربي صرف).
إذن كيف مر واخترق الفكر بسرعة؟ هل لتنفيذ العمل سينمائيا؟ ام لاستجابته لعنصر الخيال الضامر في أدبنا؟
***********
الغاية والهدف:

يبقى السؤال الملح: ماذا قدمت للطفل؟ هل هو فعلا  الخيال الخلاق غير العلمي فقط؟؟ ولماذا بهرنا به ؟ ام هي الفرقعة الأعلامية التي تزلزل العالم بربقاتها؟.
أو ماذا قدمت أحلام مستغانمي في رواياتها كلها؟ أو ماذا قدمت رجاء عبد الله الصانع في بنات الرياض؟
يمكننا ان نقول أننا في أزمة قراء وجمهور حقيقية لا أزمة كتاب , ذلك أن الشهرة التي يحققها أي كتاب  وكاتب ,منوط بماهيته طبعا,
فهل نقول أن  ذوق الجماهير عامة  انحرف ذوقها وانزاح عن المسار المستقيم النظيف؟ ام هو التطور الزمني والمعرفي؟ أم هو التوق للتجديد حتى على حساب الهدف والنوعية ؟
******

يقول الأديب محمد العشري:
محمد العشري: هناك كتابة روائية تتسم بالرصانة، والعمق، ورهافة التناول السردي، تطرحها روائيات حاضرة الآن بقوة في المشهد الروائي العربي،
وأنا بصدد الإعداد لعمل نقدي خاص بروايات المرأة، بصفة خاصة من الجيل الشاب من الكاتبات، أهتم فيه بطرح رؤى تلك الكاتبات تجاه متجمعاتهن،
 وتشكيل الذات الواعية بقضايا الوطن العربي على امتداده، دون أن يقعن فريسة الحضور الأنثوي، أذكر منهن بعض الأسماء موضع الدراسة:
رانية خلاف من مصر، هالة كوثراني من لبنان، آسيا السخيري من تونس، سمر المقرن من السعودية، هبة بوخمسين من الكويت، وياسمينة صالح من الجزائر، وغيرهن.
ويقول:لمجلة أخبار الثقافة: أزمة الرواية العربية في الوقت الحالي أنها تحولت إلى سلعة لدى بعض الناشرين،  وهو ما عرّاها من الفن والعمق.
*********
ماذا يعني هذا؟
حقيقة أن الرواية العربية هوية  لصاحبها تقدم لنا فكره على طبق من ذهب وللأسف , فإن  معظم من يسلط الإعلام الضوء عليه لايحمل رسالة ولامايحزنون إنما علاقات اجتماعية مشوهة بغاية الإصلاح  المزيف , أو بجني أرباحا من خلال أفكار جديدة غير أيجابية.
وقلما نجد إصلاحا بمعنى الكلمة بصراحة تامة , وربما كان هناك من يحاربه في الخفاء لأسباب لانعرفها عين اليقين.
فنرى  من يقدم  تحركات اجتماعية فقط غايتها جذب الجمهور من خلال حكاية الرجل والمرأة  كان  يجب أن تكون مغطاة بغايات أكبر وأسمى.
لانريد طرح مشكلات اجتماعية ولامشكل تاريخي ولااحزان متتالية, نريد من الاديب ان يقول لنا: هل لك هدف سام من خلال طرح تلك الفكرة والمعضلة والرواية؟
************
عنصر التشويق:
*******
نأتي الآن إلى عنصر التشويق:
مالفرق بين الروايات التي تشدك من أولها لآخرها والتي تتصاعد وتتفرع للقمة ثم تلتقي بحدث واحد أخيرا؟
يقول الأديب الكبير عدنان كنفاني:
الرواية صنعة وليست إبداع لغوي وقصصي, تبدأ تصاعديا وتتفرع حدثا وشخصيات لتلتقي اخيرا في نهاية خاتمة .
******
ربما هذا ماعرفناه كرواية كلاسيكية لكننا أمام صنعة روائية مختلفة جدا تبدأ بالتشويق وتنتهي بالتشويق, وهذا عمق سردي نادر ,يتجسد مثالا في روايتي ذكرى محمد نادر المذكورة في الجزء الاول من الدراسة
وروايات يوسف زيدان وخاصة عزازيل.ويرفع من وتيرة الحدث العنصر التاريخي الهام والتوثيقي.
ويتبادر هنا السؤال:هل هذا نراه في الروايات الغربية؟ربما لايجتمع فيها كلها لما نراه من تفاصيل التفاصيل التي تجعلنا نمل حتى نصل إلى الذروة وتظهر في أحداث متفره تجعلنا نقفز من مقعدنا لنهبط مرة اخرى!!!
في رواية /طيور الجنوب /لاماني أبو الفضل نجد أنها مزجت بين روح السرد الغربي والشرقي  بحرفية موفقة إلى حد ما,عندما قدمت  تجرية مسلم في بلاد الغرب فقدمت  تشويقا معتدل الحرارة ,وبصرف النظر عن الآراء المتفردة ,
والتي جرت على لسان بطلها صلاح المصري الأعزب الذي دخل امريكا جاهلا لثنايا حياتها.ومتخبطا بمفارقات لم يكن ليتوقعها من خلال فكره البسيط.
نجد عبارة : هكذا درسنا في كتاب التاريخ /تهمة عميقة الغور واضحة المرامي, تضع الكتب والمربين والعامل الثقافي الوطني في قفص الاتهام إلى حد ما. .وقد تعودت قذف الجمل  وإظهارا لنا بغتة,وذات الوقع اللافت في الرواية متعمدة لتقول الحقيقة ولو كانت حارقة ,
لكنها لم تكن حذرة كفاية في حقل الألغام الذي تضع نفسها فيه , لذا يمكننا القول هنا :
انها فعلا كانت مخلصة للبيئة  الهجينة التي خرجت هناك في بلاد الغربة.
****
متعة القراءة:
يمكننا القول ان هناك فارقا شاسعا بين الروايات من حيث القراءة فقد تمر بالرواية بسرعة وسلاسة لسردها الأفقي للأحداث كصنعة روائية فقط,لاتحمل عمقا معرفيا ولا عنصر الإبداع اللغوي الحقيقي, فلم لانجمع بين الإبداع اللغوي والبلاغي والصنعة معا؟ ماالذي يمنع؟
حتى ليتوه بعضهم ,بكثير من الحوار الذي نعتبره في أحايين ذريعة لمد النص ,وإضاعة لفكرة الرواية المحورية.
يتفوق  بعد ذلك على عمقه الروائي والحكمي الذي يتفوه به الأبطال, ومن المتع الحقيقية أن تقرأ الرواية وتتلذذ بكل سطر ومعرفة وجوار من خلال أبطالها حتى لتخالك صرت في نفس ساحتهم ترى  مايروا وتشعر بما يشعرون تماما, وقد تدخل بفمك محاولا محاورة الأبطال .
وهذا لايتحقق لكثير من الروايات , وربما كان هناك من النماذج ماهو حل وسط امام كل ما نقرا ونتابع مثل /مشبوه مونباسا للروائية /ىداب عبد الهادي/التي كانت تحمل الحل الوسط بين كل الشروط والتفاصيل الروائية التي نطرحها.
وكم من الروائيين دخلوا هذا الموج العاتي الذي لاينجو منه الكثير؟ويعد هذا العنصر هو سر الصنعة وبراعة الفكر الروائي القوي  , بما يزرعه الراوي من فكر خلافي او حقائقي أو معرفي فيها, بصرف النظر إن وافق ذوق المتابعين أم لا.
******
وبعد :
ماذا يمكننا القول في هذا المقام ؟ مؤكد لايوجد رواية مثالية لأن أذواق البشر ورصيدهم الثقافي والتراثي مختلف , لكننا نناقش المسار الصنعي والفني والاخلاقي فنقول:
الرواية رسالة وهوية قبل كل شيئ ومن حق القارئ ان يقول :ماذا يريد الكاتب ان يقول لي هنا؟ وبعد ان قرات روايته؟ فإن لم تجد ما يهمك فاعلم انك لم تقرأ شيئا.
ريمه عبد الإله الخاني
24-4-2011

**********

الرواية العربية والغربية في الميزان 1 /ريمه الخاني

http://www.omferas.com/?id=1435

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.