www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

((الإعلام بين التدنيس والتدليس ))/بقلم د.يوسف الحاضري

0

– الكل يعلم ويعترف بأن الأعلام في عصرنا الحديث وما قبله حتى له تأثير كالسحر وأقوى بل أنه أصبح في عصرنا هذا السلطة الرابعة وأحيانا يتجاوز كل السلطات ليصبح الأولى وأصبحت كلمته مسموعة أكثر من بقيه السلطات الثلاث الأخرى وتأثيره على الشعوب

((الإعلام بين التدنيس والتدليس ))

بقلم د.يوسف الحاضريalhadree_yusef@hotmail.com

 – الكل يعلم ويعترف بأن الأعلام في عصرنا الحديث وما قبله حتى له تأثير كالسحر وأقوى بل أنه أصبح في عصرنا هذا السلطة الرابعة وأحيانا يتجاوز كل السلطات ليصبح الأولى وأصبحت كلمته مسموعة أكثر من بقيه السلطات الثلاث الأخرى وتأثيره على الشعوب أشد وأنكي من أي تأثير  فقد استفاد الأعلام من فكر الحكام العرب في طريقة التعامل مع المحكوم حيث يبدأ الأعلام كما يبدأ الحاكم بداية حياته السلطوية بالصدق والصراحة والوضوح والمصداقية وبمجرد أن تتسلط سيوفه على رقاب وعقول الآخرين حتى يبدأ في ممارسة سلطته وفق رغباته ونزواته فيبدأ في تدنيس ما كان طاهرا من أفكار ورؤى وعبر ووفقا لسياسة من يدفع أكثر ينال ما يريد سواء كان المشتري لها يساري أو يميني شرقي أو غربي ومهما كان إنتماءة الديني والحزبي فمن ينفق على هذا الأعلام أو ذاك فسيقال له سمعنا وأطعنا ومستعد تمام الاستعداد للتدليس في كل خبر يراد أن يبثه ذا أو ذاك وفقا لسياسة ومنهاج محدد حتى لو كانت النتائج خراب ودمار مدن ودول وحضارات ولو لزم الأمر حتى لزعزعة العقيدة فلن يتوانوا لحظة مادام المشتري يدفع أكثر في ربط خطير وخبيث بين سياسة التدنيس للتدليس أو التدليس للتدنيس والسعي لإثارة النزعات للتلبيس ومن هذا المنطلق سعت كل الدول والجماعات والمذاهب والأحزاب في تقويه هذا الجانب كفكر رائع وسهل وسلس لنشر ثقافتهم ورؤاهم وأهدافهم وبرامجهم في أقطار العالم أجمع لأنها أصبحت ذات تأثير شديد وسريع من التعامل المباشر أو التجمعات أو الندوات أو مؤتمرات (وإن كانت هذه الأساليب ذات تأثير أيضا ) فانتقلت الحروب بين هؤلاء إلى الإعلام ففي وقت أن الإعلام الوطني يتبع سياسة وفكر واحد هي سياسة السلطة دون غيرها فقد وجدت قنوات معارضه لهذه القنوات لتظهر للشعوب ما أخفته القنوات الحكومية وبالمقابل وجدت قنوات ذات ميول طائفي وقنوات أخرى ذات ميول ديني منها ذات فكر مسلم وأخرى مسيحي وأخرى يهودي وغيرها بل أن الأمر تعدى هذا ليصل إلى داخل الملة الوحدة فهناك قنوات ذات رؤية سنية وأخرى شيعية وما تتضمنها هذه الطوائف من طوائف اصغر فانتقلت الصراعات من الميادين إلى الفضاء في يسمى بحرب الفضائيات ,ومن جهة أخرى هناك رجال أعمال ذات فكر مالي رهيب جدا فلم يتركوا هذا المجال لرجال الساسة والمذاهب بل أنهم اقتحموه بقوة منهم تخصص في هدم القيم الاجتماعية من خلال الأغاني الماجنة الهابطة التي تنشر في قنواتهم آناء الليل وأطراف النهار ومنهم من خصصها للأفلام وما يبث منها فكر غربي منحط ومنهم خصصها للتعارف بين محبي الرذيلة من الجنسين تحت شعار تقريب وجهات النظر أو التخاطب الاجتماعي الراقي وحوار الحضارات ومنهم من جعلها متخصصة للأعلام وفتح مجال المزايدات والمناقصات لرجال الساسة والاقتصاد وكلهم مجمعون على أن الهدف والضحية والفئة المستهدفة هي المشاهد والمتابع في جل الأوطان وبهم ومنهم وفيهم وعليهم تقام الثروات والثورات وهم من يدفع بالمال والأرواح ومن هنا يكمن دور الإعلام وخطورته وفائدته ولشدت تاثيرة ووقعة القوي الشديد على الجميع وتأثيراته السلبية على المعتقدات والأفراد والمجتمعات والأوطان فقد نبهنا الله جل وعلا وحذرنا من هذا وشدد علينا في أخذ الحيطة مما يرد علينا من أنباء وأخبار من هنا وهناك بقوله  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6 ولا أظن أن هناك ما هو أكثر فسق في النبأ من معظم القنوات التي تزخر بها تلفزيوناتنا التي تخلط بين التدليس والتدنيس في إخبار الأخبار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.