www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الأرض الآمنة والشعب الطيب والعهد الأبيض… بقلم آرا سوفاليان

0

هناك أخبار تنشر في المواقع الالكترونية تجعلك تتسمر أمامها وعيناك على الشاشة وتخاف وتستشف الخطر بالغريزة لأنك صاحب تجربة سابقة، أما الخبر فهو الآتي: جهات مختصة تضبط شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من العراق لإثارة القلاقل والفوضى في سورية…

الأرض الآمنة والشعب الطيب والعهد الأبيض… بقلم آرا  سوفاليان
هناك أخبار تنشر في المواقع الالكترونية تجعلك تتسمر أمامها وعيناك على الشاشة  وتخاف  وتستشف الخطر بالغريزة لأنك صاحب تجربة سابقة، أما الخبر فهو الآتي: جهات مختصة  تضبط شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من العراق لإثارة القلاقل والفوضى في سورية…والخوف يأتي من كوني قد عاصرت حوادث الثمانينات وشهدت كتلة اللهب العملاقة في سماء دمشق منطقة الأزبكية وكنت استقل سيارة أجرة رأيت وسائقها من نافذتها الأمامية كتلة النار في السماء قبل وصول الصوت، وانعطف السائق بالسيارة من شدة الخوف ودخل من الحارة حيث مشفى الهلال الأحمر الآن، ووصلنا الى شارع الثورة بصعوبة وشاهدت ما شاهدت والسيارات عالقة في الفوضى، ونقل الجرحى والقتلى والأشلاء بطيء وغير مجدي بسبب الصدمة والعرقلة وعاصرت مقتل اساتذتي في الجامعة وعشت الترويع وعاصرته في التدريب الجامعي وفي خدمة العلم عندما كانت معسكراتنا مستهدفة في كل لحظة فننام بأعين نصف مغمضة والسلاح الى جانبنا، وكان مسلسل الرعب يبدأ عندما كنا نستخدم وسائط النقل للذهاب الى بيوتنا أيام المبيت والاجازة وللإلتحاق بمعسكراتنا بعد الاجازة، كنا نخاف ان يتم وضع متفجرة ضمن الحقائب فيطير الباص بمن فيه، وعلى الرغم من ان التفتيش في الكراج كان صارماً، فإن الخوف يأتي من الطريق فلقد كان السائق يخالف التعليمات ويتوقف في وسط الطريق وخاصة في الطرقات الفرعية وبين الضيع ليلتقط بعض الركاب يحشرهم في الباص المحشور أصلاً ، كنت أسأل نفسي ماذا لو نزل أحدهم في الطريق وترك في الباص حقيبة صغيرة، لذلك فقد كنت ومن معي شديدي الحرص و الملاحظة ننظر الى الراكب الذي صعد في وسط الطريق فنراقبه ونراقب أغراضه من نقطة الصعود الى نقطة النزول وكان هذا مرهقاً ومروعاً ويؤدي الى مشاجرات لا تنتهي مع السائق  الذي يتهمنا بقطع رزقه، حتى نصل الى أقرب نقطة يسمح فيها بالاقتراب من معسكراتنا فنترك الباص او الميكرو ونحن نشعر بأننا مررنا من تجربة خطرة، وسمعنا بإنفجار بولمانات وباصات وحوادث في بعض المعسكرات ولكن الله أراد ان يجنبنا الدخول في هذه التجربة.
كنت أعتقد ولا زلت أن هذه الأعمال هي من أقذر الأعمال وان مقترفوها هم بحر من النجاسة والقذارة، فأي قذارة تفوق أن يضع الانسان متفجرة في باص ويغادره ليلقى من فيه مصيرهم المحتوم؟؟؟!!! فأي ندالة هذه ومن أجل أي شيء ولإعلاء أي هدف ولخدمة أي رسالة غير رسالة الشيطان وخدمة اسرائيل… وذهبت تلك الأيام العصيبة وطويت صفحة رهيبة بعد ان دفعت سوريا ودفع شعبها ثمناً فادحاً.
اليوم وبعد كل هذه السنين اكتشفت ان مجرد تذكر تلك الأيام يثير في قلبي نفس الهلع ونفس الرعب، خاصة وانني لم أعد ذلك الشاب الغير مبالي فأنا الآن متزوج وأب لأسرة ولدي أولاد اتمنى لهم حياة حلوة في بلد هانئ شمسه مشرقة ومستقبله سعيد، ولهذا السبب بالذات  توقفت أمام هذا الخبر وانتابني الهلع والقنوط ومرت الاحداث التي اشرت  اليها  في المقالة كشريط سينمائي امام عيني … تلتها فسحة من الأمل والتفاؤل فكتبت التعليق الآتي على الخبر:
آرا سوفاليان2011-03-10 18:33:43
هكذا اذاً
كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد… مزيداً من التلاحم والالتفاف خلف قيادة حبيبنا الشاب أمل سوريا… وسيكون الوطن بخير ان شاء الله… هذه القصة متوقعة وسيكون هناك غيرها وتجاربنا السابقة مريرة ولكن … كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد … الأمن والأمان والبصيرة والتعقل والالتفاف خلف القيادة الحكيمة يمنح أملنا وحبيبنا العزم والعزيمة …والقادم اجمل ان شاء الله… ومزيداً من الحب لسوريا وقائدها الشاب صاحب العهد الأبيض كبياض الثلج                                                                             سوريا
وفتحت بريدي بعد عودتي ليلاً فكانت هذه المكافأة بإنتظاري:
Mohammad Al Bassel Shammoot
 لي
إظهار التفاصيل 01:08 م (قبل 0 دقيقة)
كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد…
أروع تعليق قرأته مذ أنشئت سيريا-نيوز
تعليقٌ رائعٌ…. صياغةً… معنىً… و روحاً
أحييك يا أخ آرا … أحييك
رد
إعادة توجيه
دعوة Mohammad Al Bassel Shammoot إلى الدردشة
ara souvalian 
01:27 م (قبل 0 دقيقة)
اعادة توجيه … تمت اعادة توجيه الرسالة للناس الذين أحببتهم لأنهم أصحاب الخبر وأصحاب نشر التعليق وأصحاب الفضل ولديّ عندهم كم هائل من المقالات كان آخرها  مقالة المناهج الحديثة
ara souvalian
 nedal، Hana، Afra، Elias
إظهار التفاصيل 01:29 م (قبل 0 دقيقة)
———- الرسالة المعاد توجيهها ———-
من: Mohammad Al Bassel Shammoot <bassel.shammoot@gmail.com>
التاريخ: 11 مارس, 2011 01:08 م
الموضوع:
إلى: ‫arasouvalian@gmail.com
أدركت بعد هذه الرسالة أن الأمل والتفاؤل الذي انتابني  قبل كتابة تعليقي له مقومات … ففي ضمير كل الشعب السوري هذه العبارة ( كل شبر من ثراها دونه حبل الوريد)… ولهذا السبب بالذات فإن…سوريا الله حاميها … وتحية محبة لمن يعزز هذه المقولة بالفكر والقول والعمل.
Ara  Souvalian
arasouvalian@gmail.com
 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.