ياسيدي ساعي البريد
يا سيدي ساعي البريد | عندي خطاب من جديد |
فأنا سأكتب ما أشاء | وأنت تقرأ ما تريد |
لكنه خطر وقد | يلقيك في قفص الحديد |
كن ثائرا مثلي ولا | تخشى التهدد والوعيد |
فأنا شهيد إن أمت | فلما تخاف؟ ومت شهيد |
إحمل خطابي عاجلا | واذهب لهارون الرشيد |
فلدي الف قضية | ولديه الاف العبيد |
هو نائم في قصره | بين الجواري والعبيد |
وأنا أنام على رصيف | الفقر في وطني المجيد |
وطني الذي قد عشت فوق | ترابه طفلا وليد |
وطني الذي اسقيته | عبق الدماء من الوريد |
وطني الذي اصبحت فيه | أعيش صعلوكا طريد |
يا سيدي ساعي البريد | وطني يمزق من جديد |
حتى خريطته القديمة | غيروها من جديد |
لم يبقى من وطني سوى | علم وسارية وذياك النشيد |
يا سيدي ساعي البريد | وطني يباع بسعر كاس من نبيذ |
في اقذر الحانات | في حي الرشيد |
أتباع يا وطني على البارات | با الثمن الزهيد |
من باعك؟ المأمون؟ | أم هارون |
أم سلطاننا | عبد الحميد |
هم يسرقون الخبزمن افواهنا | ليقدموه الى البعيد |
هم يسكنون الماجنات بيوتهم | وانا أعيش هنا شريد |
الفقر يجلدني بسوط | من حديد |
وكأنني أنا من يقول | لسوطه هل من مزيد |
هم يقتلون الحب فينا | يقتلون الشعر |
يغتالون | ابيات القصيد |
حتى الحروف الابجدية | اصبحت ارهاب |
في زمن | الرشيد |
يا سيدي ساعي البريد | أصبحت كهلا لم أعد |
أقوى على | العيش الزهيد |
قسما بربك إنني | لم أعرف العيش الرغيد |
وأنا بلادي منبع الثروات | يا ساعي البريد |