أكبر كذبة بشرية!!
إني وهذا الليل متفقان | أن الهوى ضرب من الهذيان |
والليل يعرف ما يقول لسانه | وأنا أميز ما يقول لساني |
فا الحب اكبر كذبة بشـرية | تهدى من الانسان للانسان |
ماذا جنيت من الهوى وحصيلتي | حزنا يـضاف لسـائر الاحزان |
أجريت حبك في الفواد فلم يزل | يجري مـن الشـريـان للشريـان |
راهنت انك لن تخوني أحرفي | فخذلتني ! ها قد خسرت رهاني |
قد عشت عاما كاملا مـتنبئا | في قصر سـيف الدولة الحـمداني |
ومدحته بقصـائدي وجعلته | ملكا يثير الرعب في الرومان |
ورحلت لما قل منه وفاؤه | وغنيمتي سرجي وظهر حصاني |
ومضيت للفسـطاط فيه لعلني | القى من الايام ما اغراني |
فلربما الاسـتاذ يبلغني الذي | ارجوه رغم تعاقب الحدثان |
فكتبت في كافور الف قصيدة | اعطيته درري فما اعطـاني |
فهجوته ومضيت فوق رواحلي | والسيف خلي والصديق سـناني |
ووجدت اني رغم كل بلاغتي | وفصاحتي ضرب من الهذيان |
فعبثت واسـتنسخت نفسـي علني | أمـضي لازمنة تـفوق زماني |
فوجدت في الشعر الحديث ماربي | محمود درويـش او القباني |
فـاعدت تشكيل الحروف فاصبحت | تمضي برهن اشـارتي وبناني |
وصنعت منها الف الف سفينة | وتركتها ترسو على شـطاني |
وكتبت اشياء تفوق تخيلي | وفصاحة العقاد والهمذاني |
ووجدت اني رغم روعة احرفي | وفصاحتي ضرب من الهذيان |
فعرفت اني لم احبك هكذا | كبقية الشعراء والاقران |
وبانني وبرغم اعجابي بهم | الا باني مـغرم ببياني |
حاولت وقف النهر عن جريانه | لكنه قد عاد للجريان |
حتى اذا سويت منك قصيدتي | عجبوا لفرط جمالها الثقلان |