حِكَم
منازل النفس لاتدرى حقائقها | واخطأ الزعم من قد قال يدريها |
العين تدرك إلا ذاتها نظرا | والكف تقبض الا معصمها فيها |
يباعد النفس عن ادراكها ملق | والنفس مغرورة ممن يداجيها |
ان التملق للالباب يجبهها | مثل الغشاوة للأبصار يعميها |
قد اخلص الحب من اهداك عيبك لا | مطر مداج على العواراء تمويها |
واعقل الناس من ابدى تواضعه | من نفسه لانتقاد الخل ما فيها |
والحمق في سد باب الانتقاد بما | للنفس من عنفوان في دعاويها |
رأيت ما لا ترى في النفس لو سمعت | مغتابها وقلت خلا ّ يدانيها |
ورب رأي عدو فيك أجمل من | ذي خلة قارض للنفس يغريها |
فغض طرفك اكبارا لو انكشفت | لك السرائر عن اشياء تطويها |
ولتعذرنهم من حيث تنصفهم | في رأيهم فيك من آراء تخفيها |
وانبذ غرورك بالنفس التي عجبت | بغير شيء واقلع من تماديها |
وأسعد الناس حظا من فضيلته | ذو الانتقاد الى التفضيل يهديها |
ومن رأى نفسه مرءى رآه به | سواه فالنفس في اسنى مقاليها |