في رثاء الشيخ بن باز
كبير أن تكون لنا.. المصابا | لقد متعتنا.. حِججا.. عذابا |
ألست ضمير أمتنا أمينا | ترد ضلال من في الغي شابا |
كبرت مجاهدا ورعا تقيا | مضيئا في تألقه شهابا |
عظيما في تواضعكم.. حليما | بسطت لكل معضلة جوابا |
لقد فزَّعت.. كل الناس حبا | فكيف وأنت أزمعت الغيابا |
رحلت.. وأمة الإسلام.. تشكو | من الأحداث.. أنكاها.. عذابا |
خبت روح الجهاد.. وبئس قوم | أمالوا عن جهادهم.. الركابا |
أبا العلماء.. والفقراء.. إنا | نكاد نعيش دنيانا.. اغترابا |
حلتت شغافها حبا.. وعفت | – عن الدنيا – خلائقك احتسابا |
وألقيت المهابة.. في جلال | على العلما.. فأصبحت المهابا |
أرى.. كرسي فتواك.. استجاشت | به العبرات.. ينتظر الإيابا |
وطلاب.. تحروك اشتياقا | تعلمهم.. وتلقيهم خطابا |
كأنهم إلى لقياك ساروا | لتسمعهم من التشريع بابا |
يتاماك.. المنابر مطرقات | ومن عشقوا إلى العلم الكتابا |
قلوب المسلمين تزف نعشا | إلى من لا يخيِّب.. من أنابا |
لئن رفعوا على الأكتاف نعشا | فقد حملت قلوبهم المصابا |
.. وأن له.. إلى الرحمن وفدا | -بإذن الله- لن يخشى الحسابا |
إمام العلم والرأي المجلي | لك العتبى ولم تأت العتابا |
وألقيت المهابة.. في جلال | على العلما.. فأصبحت المهابا |
وداعك.. في النفوس له أوار | وفقدك هز من حزن شبابا |
أرى.. كرسي فتواك.. استجاشت | به العبرات.. ينتظر الإيابا |
ومحراب.. تعطره.. بآي | من الذكر الحكيم.. إليك ثابا |
وطلاب.. تحروك اشتياقا | تعلمهم.. وتلقيهم خطابا |
أرى الجمع العظيم بكل فج | تسيل جموعهم فيه انصبابا |
كأنهم إلى لقياك ساروا | لتسمعهم من التشريع بابا |
وتفتيهم.. وتقرئهم دروسا | وتمنحهم من العلم اللبابا |
يتاماك.. المنابر مطرقات | ومن عشقوا إلى العلم الكتابا |
بذلت لهم.. مواعظ نيرات | أزالت عن بصائرهم حجابا |
قلوب المسلمين تزف نعشا | إلى من لا يخيِّب.. من أنابا |
أرى “الحرم الشريف” يموج خلقا | كأن هديرهم.. عجبا عجابا |
لئن رفعوا على الأكتاف نعشا | فقد حملت قلوبهم المصابا |
أليس إمام سنتهم مسجى | وأن رحيله.. قد صار قابا |
.. وأن له.. إلى الرحمن وفدا | -بإذن الله- لن يخشى الحسابا |
قلوبهم.. إذا يحثون تُربا | لتغبط في محبته.. الترابا |
إمام العلم والرأي المجلي | لك العتبى ولم تأت العتابا |
وداعا – يا حبيب الناس- إنا | بفقدك.. نسأل الله الثوابا |