رنة الخلخال
ها أنت أشعلت الحنين بخافقي | وسفحت من دمع العيون الغالي |
وأعدتني للأمس والعمر الذي | ذابت على أهدابه آمـــالي |
ما زلت اذكر ليلة قمريـــة | شهدت بكاء الناي في الموال ِ |
وتعطرت في فلها تلك الربا | بل أطربتها رنة الخلخــال ِ |
أرنو فيمنحني الشذى أنفاسه | فأحار بين حقيقتي وخيـالي |
سافرت فيها بين أمواج السنا | ومشاعري تنساب كالشـلال ِ |
وبزورق العطر الذي تمضي به | تهويمة الأشجان للأطـــلال ِ |
أبحرت أستاف العبير مــرددا | لحني وأشرعة الرؤى تطوي لي |
حتى بلغت جزائر الشعر التي | سطرت في شطآنها أقوالـي |
لملت من الق الحروف توهجي | ووجدت في نبض القلوب مجالي |
يا روضة قد كنت في أحضانها | انساب بين خميلة وظـــلال ِ |
تهمي الورود على مشارف فرحتي | وعلى ضفاف الجدول السلسال ِ |
كم قد قضيت نهار عمري ساهما | وسهرت وحدي في الظلام ليالي |
وكم امتطيت خيال فكري عازفا | ترنيمة الأشواق في الآصـال ِ |
يا من أثرت اللحن في قيثارتي | وتركتني في اصعب الأحوال ِ |
أنا ما نسيت الذكريات فلم تزل | غم السنين الخاليات ببالـي |