علام تلوم في سلمي علا ما
علام تلوم في سلمي علا ما | وقد شغف الفؤاد بها وهاما |
وتكثر في الهوى العذري عذلي | ولو انصفت لم تبد الملاما |
فكرر ذكرها فلذاك عندي | ألذ من المدامة للنداما |
فمن لفتى إذا ما شام برقا | تألق هجعة هجر المناما |
وإن هبت صبا من أرض نجد | بعرف الشيح منها والخزامى |
تصابى قلبه واهتز وجدا | كأن هبوبها يسقى المداما |
تذكرني الخيام بأرض نجد | وقلبي عند من سكن الخياما |
فتاة لو رأى غيلان منها | محاسنها لما قال اهتياما |
تمام الحج أن تقف المطايا | بخرقا بعد أن تضع اللثاما |
طرقنا أهلها ليلا فقالت | من الأني وأهلونا نياما |
فقلت لها محب جاء ضيفا | فلا تجفى محبا مستهاما |
فقالت كيف زرت ودون وصلى | حروب نارها تذكي الضراما |
وقومي أشرعوا دوني رماحا | وسلوا البيض وانتثلوا السهاما |
فقلت أما سمعتي أو شعرتي | بأن امامنا أبدى الكماما |
تبدل بالثياب جلود نمر | وسل على أولي الظلم الحساما |
فصار الذئب للأغنام سلما | وصاحب في الفلا النعم النعاما |
إمام للهدى يدعو البرايا | ويبعث للعدى جيشا لهاما |
وإن ذكر الندى فيداه غوث | تسح الجود والمنن الجساما |
فكم أعطى السوابق مسرجات | وكم أعيت عطاياه الكراما |
وكم أصلى الأعادي نار حرب | فكان وقودها جثثا وهاما |
وإن ذكر علاه فلست أحصى | مزايا مناقبه عظاما |
همام فاضل فطن ذكي | إله الملك قد ألقى إلزماما |
لذلك قد تركنا أرض هجر | وراء والرياض لنا إماما |
فسرنا والأمير وما خشينا | من البرد المضرة والسقاما |
بأيدي العيس نطوي كل قفر | ونحدوها لكي تصل الإماما |
فلما أن نخناها جميعا | بساحته واقرينا السلاما |
بلغنا كل مأمول وقصد | ونلنا فوق ما نبغي المراما |
فقال لنا ملاطفة ورفقا | أجئتم والشتاء دهى الأناما |
فقلنا في موتكم أتينا | ولو ترك القطا لغفا وناما |
ونهدي كل آونة وحين | صلاة الله نتبعها السلاما |
مدى الأيام ما طلعت شموس | إلى من كان للرسل الختاما |
نبي عم بعثته البرايا | وأصحاب له كانوا كراما |