وقام من بعده الصديق مقتديا
وقام من بعده الصديق مقتديا | بهديه تابعا للحق إذ خلفا |
ما هاله ذلك الخطب الذي عظمت | فيه الخروق ولم يوهن وما ضعفا |
سل الحسام على من زاغ حين أبو | عن الزكاة وللخرق العظيم رفا |
حتى استقام به دين الهدى وسما | ورد من كان مرتدا ومنحرفا |
وفي ثلاثة عشر مات مجتهدا | وقلد الأمر أقواهم بغير خفا |
أعني به عمر الفاروق من فتحت | به الفتوح وعز الدين وانتصفا |
بعدله ضرب الأمثال ساكنها | ورأيه وافق التنزيل إذ وصفا |
وهو الذي سلب الأملاك ملكهم | أباد كسرى وأجلى قيصر ونفا |
وفي ثلاث وعشرين الشهادة قد | سيقت إليه بفرض الصبح إذ وقفا |
ثم الخليفة عثمان ومقتله | في عام ويك بلا ذنب له اقترفا |
أضحى قتيلا بأيدي عصبة خرجت | عن الهدى وأتوا من أمرهم سرفا |
ضحوا بأشمط عنوان السجود به | يقطع الليل تسبيحا له كلفا |
ذو الهجرتين وذو النورين محتسبا | كف القتال ولو سل الحسام شفا |
أصيب يتلو كتاب الله إذ قطرت | منه الدماء على يكفيكهم فكفا |
في الأربعين علي كان مقتله | بكف ذي شقوة عن ديننا صدفا |
أضحى كأشقى ثمود حين أوردهم | بذنبه إذ أذلق الناقة التلفا |
أما علي فلا تحصى مناقبه | كأنها الشمس إذ تبدو بغير خفا |
زوج البتول ابن عم المصطفى أسد | يوم الهياج فكم من مشكل كشفا |
فخذهم خلفاء الرشد أربعة | من يقف هديهم هدى النبي قفا |
وفي ثلاثين حولا كان مدتهم | فيها الهدى بين أهل الأرض قد عكفا |