يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ
يبتنَ سجودًا منْ نهيتِ مصدّرٍ | بِذَكْوَة َ إطْرَاقَ الظِّبَاءِ مِنَ الْوَبْلِ |
فلا ردّها ربّي إلى مرجِ راهطٍ | وَلاَ أَصْبَحَتْ تَمْشِي بِسَكَّاءَ فِي وَحْلِ |
لا عيب فيها سوى إخلاف موعدها | أو أنها لم تجد يوما بميسور |
كم واعدت بمزار غير موفية | والخلف للوعد معدود من الزور |
فقلت وجدا بها إن كنت كاذبة | عليك آثام عثمان بن منصور |
غدا يهاجي إلى التوحيد مشتغلا | بمدح قوم خبيث فعلهم بور |
قد خالفوا السنة الغراء وابتدعوا | والشرك جاءوا بخط منه موفور |
لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا | بكل ذي حدث في اللحد مقبور |
هذا يطوف وهذا في تقربه | يأتي إليه بمنحور ومنذور |
وذا به مستغيث في شدائده | يرجو الإجابة في تيسير معسور |
فاحكم بتكفير شخص لا يكفرهم | فالحق شمس وهذا غير معذور |
واقذف جنود ابن جرجيس وشيعته | بكل هجو بمنظوم ومنثور |
وقل جزى الله شيخ المسلمين بما | أبدى فجلى ظلام الشرك بالنور |
بالعلم بصر قوما قد عموا فهدوا | وأنقذ الله منهم كل مغرور |
ليس العيون التي للحق مبصرة | كالأعين العمى أو كالأعين العور |
أدلة جامع التوحيد أودعها | من كل نص قرآني ومأثور |
لا يستطيع لها دفعا مخاصمة | ولا يحرفها تأويل ذي زور |
غزا بها عصبا للشرك قد نصروا | فأصبحوا بين مقتول ومأسور |
فكم جلا بضياء العلم من شبه | بها أضل النصارى حزب نسطور |
وأخلص الشيخ للرحمن دعوته | لا للعلو ولا أخذ الدنانير |
حتى غدت سبل التوحيد عامرة | وكل مشهد شرك غير معمور |
فقام أبناؤه من بعده فدعوا | إلى الهدى ونهوا عن كل محذور |
فمن هجاهم بأفك غير ضائرهم | لا ترهب الأسد نبح الكلب في الدور |
وهاك نظما بديعا فائقا حسنا | والحمد لله حمدا غير محصور |
ثم الصلاة وتسليم الإله على | من قد وعى فضله موسى على الطور |
محمد خير مبعوث وشيعته | وصحبه الغر حتى النفخ في الصور |