غازي…
سهولُ العراق وكثبانُهُ | وروحُ العراقِ وريحانُهُ |
ودجلةُ خمراً وشُهداً تسيلُ | وزهوُ الفُراتِ وطُغيانه |
وصَفصافهُ وظِلالُ النخيل | على ضَفَّتَيه ورُمانه |
تحييكَ جذلانةً طلقةً | وخيرُ الهوى الصِدقِ جذلانه |
يحييك جَوٌّ وطيّارةٌ | وبحرٌ ركبت وربانه |
تكاد لـ” لندن ِ ” شوقاً تطيرُ | لترجعَ بالضيف ” بَغدانه “ |
ولو تستطيعُ نُهُوضاً سَعَت | قُراه اللِطافُ وبُلدانه |
يحييك ” فخر شباب العراق “ | شِيبُ العراق وشُبّانه |
قدومُك ” غازي ” يَزين الأوانَ | وكم قادمٍ زانَه آنه |
على حينَ عَجَّت لنأي المليكِ | حُداة البيانِ ورُكبْانه |
سلمت فهذا أوانُ القَريض | ويومُ الشُعور ومَيدانه |
وما أنا مَن سِيمَ في شعرِه | ولا أنا مَن ضيمَ وجدانه |
ولكنه نَفَسٌ طاهرٌ | قديمُ القصائد بُرهانه |
“حسين ” و” قبرصُه ” يعرفانِ | و ” عبد الاله ” و “عَمّانه “ |
مَن الشاعرُ المستثيرُ الشجونَ | اذا هزَّت الصدرَ أشجانه |
اذا ما ” دواويننا ” نُشِّرت | فكلٌّ وما ضَمَّ ” ديوانه “ |
فديتُك خَلِّ الأسى راقداً | فقد يَقتُلُ المرءَ يَقظانه |
ولا تَستَثرْ شاعراً إنه | مَخوفٌ إذا جاشَ بُركانه |
فلو كلُّ ما الحرُّ يدري ، يقول ، | لضاقَتْ على الحرِّ أوطانه |
لقد فَقَدَ العُرْبُ حريةٍ | كما الروحُ خلاّه جُثمانه |
زمانُ الوفود مضَى وانقضَى | وما قال كِسرى ونُعمانه |
وإذ سيِّدُ العَرَبِ الأولينَ | يتمِّمُ بالسيف نُقصانه |
وَكَانَ لَهَا فِي أَوَّلِ الدَّهْرِ فَارِسٌ | إذا ما رأى قيدَ المئينَ يعانقهْ |
أجدّتْ مراغاً كالملاءِ وأرزمتْ | بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائِقُهْ |
فما نهلتْ حتّى أجاءتْ جمامهُ | إلى خَرِبٍ لاَقَى الْخَسِيفَة َ خَارِقُهْ |
وأزهرَ سخّى نفسهُ عنْ تلادهِ | حنايا حديدٍ مقفلٍ وسوارقهْ |
فَإنْ يُودِ رِبْعِيُّ الشَّبَابِ فَقَدْ أُرَى | ببطانهِ قدّامَ سربٍ أوافقهْ |
… فما تنفكُّ دلوٌ تواهقهْ | ……………. |