www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

دور النخبة في ظل التحديات الراهنة/بقلم الأستاذ : بيزيد يوسف

0

في عالم التكنولوجيا و التطور العلمي حيث تتسارع التقنيات لاكتساح حياتنا و الهيمنة عليها ، في عصر النمطية و التسارعية و التقنية يبقى دائما دور الإنسان ضروريا و حيويا و لكن أي إنسان ، إنسان يتمتع بمميزات و خصائص روحية معرفية و مادية تمكنه من التحكم في مختلف المجالات و السيطرة على حاضره و مستقبله متصلا بماضيه ، هذا الإنسان الذي يتأثر و يؤثر ، يتفاعل و يغيّر أو يسعى إلى التغيير هو ما يطلق عليه النخبة و النخبة بطبيعة الحال أقلية في المجتمع تتميز بجملة من المميزات و الخصائص و كما جاء في لسان العرب ” انتخب الشيء : اختاره ؛

دور النخبة في ظل التحديات الراهنة

بقلم الأستاذ : بيزيد يوسف

في عالم التكنولوجيا و التطور العلمي حيث تتسارع التقنيات لاكتساح حياتنا و الهيمنة عليها ، في عصر النمطية و التسارعية و التقنية يبقى دائما دور الإنسان ضروريا و حيويا و لكن أي إنسان ، إنسان يتمتع  بمميزات و خصائص روحية معرفية و مادية تمكنه من التحكم في مختلف المجالات و السيطرة على حاضره و مستقبله متصلا بماضيه ، هذا الإنسان الذي يتأثر و يؤثر ، يتفاعل و يغيّر أو يسعى إلى التغيير هو  ما يطلق عليه النخبة  و النخبة بطبيعة الحال أقلية  في المجتمع تتميز بجملة من المميزات  و الخصائص و كما جاء  في لسان العرب ” انتخب الشيء : اختاره ؛ 
و النخبة  ما اختاره منه  و نخبة القوم خيارهم ” و غيرها من التعاريف التي تميز النخبة على أنها صفوة  المجتمع التي يفترض فيها أن تقود المجتمع وفق ثقافة  و هوية و مبدأ و هدف محدّد.
و النخب تختلف من عسكرية إلى سياسية وثقافية و دينية و علمية .. و بما أنّ هذه النخب تحتك بالمجتمع و المحيط الخارجي مباشرة فإن تفاعلها قد يكون ايجابيا أو سلبيا  و تواجه تحديات على مستويات عديدة و منها :
* مستوى تكوينها  : أي مدى ما تلقته من معارف و ثقافات  و علوم تستطيع أن تكسبها القدرة على الصمود .
* المحيط الخارجي : مدى تجاوب المحيط  الخارجي أي المجتمع ، هل يقبل أفكارها أو يرفضها ؟.، متعلم أو جاهل ؟.نسب الأمية ؟. المستوى التعليمي و المعيشي و الصحي ..
أ- إن المستوى الأول هو المستوى التكويني  و المستوى الثاني  هو المحيط الخارجي أي البيئة المحيطة و لا يقصد به هنا المجتمع الدولي و يمكن تصنيفهما ضمن التحديات الداخلية على المجتمع أو الدولة  ككل إذا تعدّت العلاقة من الأفراد إلى السلطة و المؤسسات لتكون وحدة متماسكة  و هي الدولة التي تضطلع النخبة بقيادتها .
ب- أما المستوى الثاني من التحديات و هي خارجية و تتمثل في علاقة النخبة بالمحيط الدولي أو بالثقافات الأخرى ، بالمؤسسات ، مكانتها و دورها و مدى محافظتها على هويتها و أصالتها.
   و لذا علينا أن نتطرق للموضوع محل الدراسة من حيث التحديات الداخلية و الخارجية :
أولا : تحديات النخبة على المستويات الداخلية :
  علاقة النخبة بالمجتمع و هي علاقة ترابطية تتعدى التكويني إلى السلوكي ، فالفرد في مراحله المختلفة ينشأ وسط المحيط الأسري ثم يتلقى معارفه في  المدرسة إلى الجامعة ثم يحتك بالمحيط العملي و منه ينشأ هذا الفرد و تتم عملية بناء الإنسان و لكن ليس أي إنسان ، إنه الإنسان المؤهل

لأنه يصنّف ضمن النخبة، فهناك جملة من المواصفات يجب أن تتوفر فيه حتى يكون نخبة أو صفوة.
  تتم هذه العملية ضمن مراحل يمكن معرفتها من خلال هذا المخطط البياني :
أولا: مرحلة التنشئة:

   1-تلقي المعارف الأولية: *أسرية – عقائدية -فكرية – الهدف منها التمسك بالقيم و المبادئ الأصلية للمجتمع و المحافظة و على وحدتها.
 

 ثانيا : مرحلة النضج :-

 2- اكتساب سلوكيات و تطورات و أفعال مبنية على أفكار و قناعات ايجابية للمساهمة في بناء المجتمع ، كل نخبة حسب شريحتها و اختصاصها – بناء إنسان يتفاعل مع المجتمع ايجابيا .

ثالثا : مرحلة التأثير و التحدي :

3-بناء أفكار مستقبلية  مبنية على مبادئ و قناعات وطنية ، الاستعداد للتحدي و الدفاع على الغير و المبادئ و الأفكار – الإنتاج و الإبداع المعرفي و الفكري و العلمي

مع ملاحظة أن هذه النخبة  لا يمكنها التأثير الايجابي  ما لم تكن معتمدة على  تقدم علمي و صناعي و قاعدة تكنولوجية قوية للمحافظة على الدور القيادي .
  علما أن أصعب أدوار النخبة هو المضي قدما بالمجتمع إلى التطور، و لكن في ظل الواقع العربي المتردي، فإن النخبة تشعر بغربتها عن الواقع حتى أن هذا الدور أصبح جانبيا و غير مؤثر.
  و يرجع ذلك لعوامل كثيرة،و منها :

– ضعف التكوين الإيديولوجي و التعليمي للنخب و الذي يهمل عادة كون الإنسان كمورد أساسي للتنمية البشرية ، و يذكرنا هذا بأفكار مالك بن النبي عن معادلة الناتج الحضاري و التي تؤدي إلى الإقلاع : إنسان +تراب+زمن = نهضة .
-المواجهة بين ثقافة النخبة و تطلعاتها و أفكارها و آمالها الحضارية و بين السلطة المتأثرة  بقيود خارجية و التزامات و مصالح ، و قد يؤدي هذا إلى تهميش هذه النخبة و إن كان دورها يظهر في بعض الأحيان كردّ فعل في تظاهرات أو وسائل الإعلام كلما واجهت الأمة التحديات الخارجية كردّ فعل و ليس كفعل مؤثر .
-عدم توفر المرتكزات  و الدعائم الفعالة لتوجبه دور النخبة للمساهمة ، و بالتالي شعورها بالتهميش و الإحباط .
-عدم إشراكها في اتخاذ القرار الثقافي و السياسي و بالتالي إبعادها عن المشاركة في تحديد معالم الحاضر و بناء المستقبل و خاصة المناصب السياسية العليا
-نوعية النخبة المسيطرة على القرار و التي تكون عادة متأثرة بأفكار غريبة على مقولة ابن خلدون ” المغلوب مولع بتقليد الغالب “.
  و عليه إذا أردنا رسم مؤشرات  لمدى مغالبة المثقف الحقيقي من النخبة في المساهمة  في رسم سياسة المجتمع ثقافيا نجدها ضئيلة  حيث تسيطر المؤسسات الثقافية في الكثير من البلاد العربية بيروقراطية المؤسسات ، فأغلب أصحاب القرار الثقافي بعيدون عن الثقافة تفكيرا و ممارسة و يمكن قياس ذلك في مجالات أخرى .
  و بالتالي تصبح هذه النخبة متأثرة غير قادرة على البناء الثقافي، فما بالك بالإنتاج الحضاري ؟. و غير قادرة على التحدي أو المواجهة  و بالتالي الذوبان في ثقافات أخرى  و التبعية التي تتولد عنها تدريجيا تبعية اقتصادية و سياسية و عسكرية
 و بالتالي  ذوبان المجتمع و الحضارة  في مجتمعات أخرى و من ثمة الاضمحلال في العالمية أو ما اصطلح عليه( العولمة ) بدلا من التمازج و التبادل الحضاري و الثقافي
 و يصبح مفهوم النخبة الموجهة و القائدة معدوم و غائبا.
  أما التحدي الآخر فهو الغزو الثقافي  و هو مفهوم حقيقي و ليس تضخيميا أو للدعاية الايديولوجية ، لأن صراع الحضارت في استمرار و يتضح ذلك من خلال الحروب
 و النزاعات و الصراعات التي جوهرها حضاري و ظاهرها صراع مصالح حيوية أو مادية -استراتيجية – و لكنها في حقيقتها كما ذكرنا عقائدية و ثقافية و تظهر من خلال وسائل الاتصال و الأقمار الصناعية و القنوات الفضائية فقد أصبح اليوم من يملك وسائل الإعلام يسيطر على العالم ..فهي السلطة الرابعة فعلا . و خاصة مع انتشار التكنولوجية المذهلة .فالخبر يصل في نفس اللحظة حين حدوثه في أي مكان على سطح الأرض  ، فضلا عن الكم الهائل و الزخم المتزايد من الأخبار و الأحداث و المبادرة الإعلامية التي تؤثر في سيكولوجيا الفرد و المجتمع و التي عادة ما تعكس ثقافة من يملك هذه الوسائل  و التي يوجهها طبعا لخدمة مصالحه .علما أن الفلسفة الصهيونية تعمل بهذا المبدأ و تؤثر يصوره مباشرة أو غير مباشرة على الشركات العالمية الكبرى
-و عليه فإذا كانت النخبة محصنة و مكونة ثقافيا فإنها بالتالي تخاف على الهوية الوطنية و الدينية.
-تؤثر في بناء المجتمع و المحافظة على وحدته .
-التحدي و المواجهة لما يمكن أن يمحو معالم الشخصية و الهوية.
– تكوين نخبة فاعلة و ناشطة ايجابيا لها دور قيادي و فعال .
.. و من ثمة التعايش مع العصر ، فلا يمكن بناء نخبة تتمسك بالهوية  و الأصالة
  و لكن تعيش في قرون ماضية فكرا  و واقعا ، و الواقع أن النخبة الحقيقية هي التي تتمسك  بالأصالة ، و لكنها تحارب الواقع المفروض عليها و الذي لا يتماشى مع طموحاتها و بمفهوم آخر ترفض التغريب . و لكنها تستفيد من التكنولوجيا و التطورات العلمية و الحضارية. و من جهة أخرى تحاول الحفاظ على بقائها و مكوناتها .
و التعايش مع الحضارات الأخرى بدل التصادم ..فالتدافع سنة الله في الكون و لكن يجب أن يكون ايجابيا.
-التخلص من عقدة الأدنى و بناء شخصية وطنية ، فقد أثبت الواقع أن العقل العربي  ليس أقل ذكاء من العقول الأخرى ، إنما سبب التخلف يرجع إلى عوامل و منها التكوين و التنشئة و  الإمكانيات و البيئة بكل مكوناتها .
-أما العامل الآخر و الذي يمثل تحديا راهنا و حقيقيا و منه نقص الاهتمام بالبحث العلمي و التكنولوجي، بحيث تشير الكثير من الدراسات و البحوث إلى أن البلدان العربية لا تخصص إلاّ جزءا ضئيلا من ميزانياتها للبحث العلمي و التكنولوجي إذ لا يتعدى
1 بالمائة من ميزانياتها و هي دول مستهلكة و ليست منتجة و هذا يشكل خطرا على نمو المجتمعات و خاصة في عصر التكنولوجيا في القرن الـ 21 م ، فمثلا كوريا الجنوبية لوحدها تترجم عشرة أضعاف ما تترجمه الدول العربية مجتمعة  سنويا في مختلف المجالات ، كما أن نسبة الجامعات و المعاهد  و المراكز العلمية قليلة ، إضافة إلى تخبطها في مشاكل جمة . إضافة إلى ارتفاع نسب الأمية في عصر أصبحت فيه الأمية أمية لغة التكنولوجيا و الكمبيوتر.
..لا يزال ملايين العرب  لا يعرفون القراءة ..
حتى أن أحد زعماء الصهيونية سخر من العرب قائلا :
إن العرب لا يقرؤون  و إن قرأووا فلا يفهمون و إن فهموا  فلا يطبقون ..
علما أن التكنولوجيا هي البنية الرئيسية للمرتكز الحضاري ، علاوة على تحديات لا حصر لها  و لا يمكن عرضها في هذا المجال و لكن الوصفة الفاعلة لتخطي هذه التحديات  و الخروج من الأزمة تكون من خلال المثقف ذاته و من خلال :
-زيادة الإنتاج و النشاط الثقافي.
1    -تفعيل التنظيمات الثقافية و العلمية .
-استغلال الهياكل الموجودة استغلالا عقلانيا.
-ربط العلاقة بين السلطة و المثقف  و تشجيع النخب  المثقفة  على ممارسة الدور الحقيقي .
– توفير الإمكانيات اللازمة و استغلال المؤسسات استغلالا علميا حتى لا تكون روحا دون جسد.
و من هنا يمكن للنخبة بناء مجتمع متماسك و لكن مع ذلك لا تزال تحديات أخرى خارجية تواجه النخبة  في ظل العولمة و تمازج الحضارت إن صحّ المفهـــوم
 و المصطلح . أو بعبارة أخرى الثقافة العالمية .

ثانيا : تحديات النخبة على المساويات الخارجية : المحيط الدولي
و يمكن حصرها في مجموعة من التحديات و منها :
1-تزايد الإرهاب  2-اختراق القوميات  3-اضمحلال دور الدول الصغيرة ضمن النظام الدولي الجديد . 4-انتشار أسلحة الدمار الشامل. 5-تزايد ظاهرة التبعية
 و تفاقم المديونية 6- الاتجاه نحو الخوصصة . 7- التنازل عن بعض الإيديولوجيات
  و الحقيقة لن نتناول كل هذه النقاط بل سنركز على البعض منها و علاقته بالنخبة.
أولا- تزايد الإرهاب : تختلف التعاريف حول هذه الظاهرة التي تستقطب إهتمام مختلف الأوساط و التي عادة ما يتعارف عليها بأنها ” العنف المسلح الذي  تستخدمه قوى سياسية منظمة لتحقيق أهداف سياسية “
  هذا و تستخدم مختلف الاتجاهات السياسية  اليسارية و اليمينية  سواء أكانت حركات دينية أو علمانية  أو تعبير عن حركات مناهضة للاستعمار أو حركات مرتبطة بدول كبرى أو صغرى و تشمل معظم المجتمع الدولي  و طبعا لها وسائل دعم لوجستيكية و إيديولوجية  بشبكات اتصال و قواعد الارتكاز و مصادر تمويل
 و تدريب و إعادة تدريب  و مستوى تعليمي و ثقافي و تكويني  جيد و تستخدم وسائل مختلفة متقدمة ، و قد تبين بعد أحداث 11 سبتمبر  التي هزّت الولايات المتحدة و العالم بأسره  توجيه التهم للنخب المثقفة الإسلامية و دورها في تنامي موجة العداء ضد الولايات المتحدة و العالم العربي و خاصة بعد حرب الخليج الأخيرة .
و من خلال الكرنولوجيا التاريخية يتبين مدى تطور هذه الظاهرة خلال العقدين الستينات و السبعينات فقد تزايدت ب 11 بالمائة  و خلال سنة 2000 م تطورت من 80 إلى 86 حادثة ..
ب-تزايد التطرف و الإرهاب لخدمة قضايا سياسية و دينية و الذي ينسب عادة إلى نخب معينة و خاصة العربية و الإسلامية.
ج-تزايد عدد التنظيمات الإرهابية في البلاد العربية و الإسلامية و التي تستند إلى مرجعية دينية أو فكرية أو سياسية قد تكون واهمة في تصوراتها لتغيير الواقع المتردي بطرق عنيفة نتيجة صدمتها و خيبة أملها ، و يمكن حصر العوامل المساعدة على انتشارها فيما يلي :
*-عدم  تسوية القضايا الجوهرية مثل القضية الفلسطينية.
*-التوسع الأمريكي في الخليج العربي و بالضبط احتلال العراق .
*-انعدام الثقة و افتقاد المصداقية في الكثير من الحكومات و الشركات المتعددة الجنسيات و خاصة في بلدان العالم الثالث .
*-تزايد البغض و الإحباط و اليأس من الواقع التردي.
و يرى بعض المحللين و الاستراتيجيين أنه يمكن التقليص من هذه الظاهرة و تفعيل دور النخب المثقفة  ، و ذلك بتوجيهها  إلى ثقافة واعية و فاعلة :

*- إفساح المجال أمام الأحزاب الصغرى و المعارضة .
*-تحسين مستوى التطابق بين النخبة السياسية و المجتمع المدني .
*-التأثير على تركيبة  النخبة السياسية .
ثانيا:اختراق القوميات: تعاني الكثير من دول العالم الثالث و خاصة العالم العربي من ظاهرة عدم التناغم في النسيج الاجتماعي و الثقافي نتيجة الظاهرة الاستعمارية
( الازدواجية الثقافية ) -( ظهور الحركات الانفصالية ) -( أقليات تطالب بالحريات أو الاستقلال ) .
و ذلك نتيجة التحول إلى النظام العالمي الجديد أي إلى الأحادية القطبية  و منه إثارة النزعات القومية و النعرات  و الطائفية لمحاربة الأنظمة المعارضة  و التي توصف بالثائرة في العلاقات الدولية.
ثالثا : اضمحلال دور الدول الصغرى : حيث تتزايد أزماتها و مشاكلها الداخلية في ظل النظام العالمي الجديد و تضطر إلى التحالف مع قوة واحدة مهيمنة -تحالف لا متكافئ – على حساب تطلعات و مبادئ النخب مقابل دعم وإبقاء النظام السلطوي مما يؤدي إلى مضاعفة القطيعة بين الحاكم و المحكوم . و بالتالي الانصياع من قبل دول المحيط لدول المحور .
  و تستغل هذه الدول إما لموقعها الاستراتيجي أو لثرائها بالثروات الطبيعية (المحروقات ) ، و خاصة منطقة الخليج العربي  و استخدامها ضمن المجال الحيوي  الاستراتيجي في الصراع و طبعا ينعدم دور النخبة لتصبح تابعة ليس لها أي أهمية
هذا  إضافة إلى مساهمة العامل التاريخي من استعمار عسكري تقليدي توسعي ، استغلالي للقضاء على روح المقاومة لدى النخب المثقفة و محاربة مكونات النظام فيها .(أنظمة ، مؤسسات ،جماعات ، وحدات ) .للحفاظ على ما يدعى الأمن القومي
علما أن دولة مثل الولايات المتحدة تعتبر أن أمنها القومي لا ينتهي عند حدودها الجغرافية بل عند مصالحها.
و هذه النظرة يتزعمها أمريكيون من أمثال روبرت ماهان الذي يقول : “أن الهيمنة تخلق الاستقرار بواسطة احترام مجموعة من القواعد (قواعد اللعبة )، إنه المنحى الذي يضفي على المشروع مشروعيته ، و تجاهل القواعد الدولية التي استقر عليها العالم بداهة ، أي ستجد قواعد اللعبة لها زعماء و قادة و جمعيات و أحزاب … “
  و انطلاقا من هذه النقاط هناك مرتكزات لاستمرار هذا النظام على حساب الوحدات الصغيرة . و منه :
1- استخدام العنف و الحروب  للقضاء على الأنظمة الثائرة باستخدام الشرعية الدولية و بالتالي القضاء على تلك النخب و من أنصار الحرب (المدرسة الأمريكية و منها خاصة الصقور و بعض أنصار الحرب في المدرسة البريطانية ).
2-بقوة الآلة الحربية الأمريكية.
إضافة إلى مجموعة من التحديات جوهرها مدى فعالية و تأثير هذه النخب في العلاقات الدولية و التي لا يمكن أن تكون ذات فاعلية إلاّ إذا تم الاستناد إلى القوة التكنولوجية الحقيقية التي لها تأثير في مختلف المجالات و طبعا هذا راجع لهيمنة الدول الكبرى سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و عسكريا ، و في ظل غياب قرارات سياسية مدروسة فاعلة و مؤثرة مبنية على أحكام لا على انطباعات و انفعالات أو أهواء أو ردود أفعال ، مبنية على دراسات إستراتيجية محكمة و التخلص من قيود التبعية و التهميش ،فإن هذه الدول و النخبة  فيها خاصة لن تستطيع مواجهة التحديات الخارجية قبل أن تواجه التحديات الداخلية و قبل أن تبني تخبا حقيقية .

المــراجع :
1-د. وليد عبد الحي   -الدراسات المستقبلية في العلاقات الدولية    -شركة الشهاب   -الجزائر   – 1991.
2-مجلة المستقبل العربي   – عدد 218.  – 3/1999.
3-د. جمال حمدان     – إستراتيجية الاستعمار  و التحرير    – بيروت  – لبنان .1993.
4-ابن منظور المصري    – لسان العرب  – المجلد :1.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.