رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،
رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ، | تجددُ أنسَ خلانِ الوفاءِ |
وأربابُ الوَدادِ لهم قلوبٌ، | يُذيبُ صَميمَها فَرطُ الجَفاءِ |
فشَرّفْ بالحُضورِ، فإنّ قَلبي | يُؤمِّلُ منك ساعاتِ اللّقَاءِ |
وحيّ على المدامِ، ولا تبعِها | بما فوقَ الثرى لكَ من ثراءِ |
فقَد وَشّى الرّبيعُ لَنا رُبُوعاً، | فوَشّعَها كتَوشيعِ الرّداءِ |
ونحنُ بمنزلٍ لا نقصَ فيهِ، | رَحيبَ الرَّبعِ مُرتَفِعِ البِناءِ |
وفي داري بُخارِيٌّ وخَيشٌ، | أُعِدّا للمَصيفِ وللشّتاءِ |
فهذا فيهِ شاذروانُ نارٍ، | وهذا فيهِ شاذروانُ ماءِ |
ومَنظَرَة ٍ بها شبّاكُ جامِ | رقيقِ الجرم معتدلِ الصفاءِ |
يردّ البَردَ والأهواءَ عَنّا، | ويأذنُ للأشعة ِ والضياءِ |
وبركتنا بها فوارُ ماءٍ | يُجيدُ القَصدَ في طَلَبِ السّماءِ |
إذا سَفَرَ الصّباحُ لها أضاءَتْ | بماءٍ مثلِ مَسرودِ الأضاءِ |
وشادٍ يُرجِعُ الصّهباءَ سَكرَى | بما يبديهِ من طيبِ الغناءِ |
وساقٍ من بني الأعرابِ طفلٍ، | يزين الحسنَ منهُ بالذكاءِ |
ذكاءُ قريحة ٍ وذكاءُ نشرٍ، | وأنوارٌ تفوقُ على ذكاءِ |
وراحٌ تعبقُ الأرجاءُ منها، | كأنّ أريجها طيبُ الثناءِ |
إذا اتحدتْ بجرمِ الكأسِ أخفتْ | بساطعِ نُورِها جِرمَ الإناءِ |
تعظمُ قدرَ كلّ سليمِ طبعٍ، | وتصغرُ قدرَ أهلِ الكبرياءِ |
وقد سَتَرَ السّحابُ ذُكا، وفُضّتْ | جلابيبُ الغيومِ على الفضاءِ |
سماءٌ بالغيومِ شبيهُ أرضٍ، | وأرضٌ بالخمائلِ كالسماءِ |
إذا درئت بها الأداءُ جاءتْ | بما يغنيكَ عن شربِ الدواءِ |
وقد زرناكَ في أمسٍ، فزرنا | نكنْ عندَ الزيارة ِ بالسواءِ |
فشَرطُ الرّاحِ أن تَدعو وتُدعَى ، | فتسعف بالإجابة ِ والدعاءِ |