كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ
كتبتَ فما علمتُ أنُورُ نَجمِ | بدا لعيوننا أم نورُ نجمِ |
فأسرَحَ ناظري في وشيِ روضٍ | وألقَحَ خاطري من بعدِ عُقمِ |
وقسمتُ التفكرَ فيهِ لمّا | أخذتُبهِ من اللذاتِ قسمي |
فلَم أعجَبْ لذلك، وهوَ دُرّ، | إذا ما جاءَ من بحرٍ خضمّ |
أشمسَ الدينِ كم من شمسِ فضلٍ | بها جلتْ يداكَ ظلامَ ظلمِ |
نَظَمتَ من المَعالي والمَعاني | بَدائعَ حُزنَ عن نَثرٍ ونَظمِ |
لكَ القَلَمُ الذي قصُرَتْ لدَيهِ | طوالُ الشمرِ في حربٍ وسلمِ |
يراعٌ راعَ بالخُطَبِ الزّواهي | جسيمَ الخَطبِ، وهوَ نحيفُ جسمِ |
ففي يَومِ النّدى يجري، فيُجدي؛ | وفي يومِ الرّدى يَرمي، فيُصمي |
ويرسلُ في الورى وسميَّ جودٍ، | ويَنفُثُ في العُداة ِ زُعافَ سُمّ |
ويطلعُ في سماءِ الطرسِ شهباً | ثواقبها لأفقِ اللكِ تحمي |
إذا رامَ استراقَ السّمعِ يوماً | رجيمُ الكيدِ عاجلهُ برجمِ |
فَيا مَن سادَ في فَضلٍ ولَفظٍ، | كما قد زادَ في عمَلٍ وعِلمِ |
لقد بسمتْ لنا الأيامُ لمّا | بذلتَ لنا محياً غيرَ جهمِ |
وشاهدَ ناظري أضعافَ ما قد | تفرّسَ قبلَ ذلك فيكَ فَهمي |
فكيفَ أرومُ أن أجزيكَ صنعاً، | وأيسرُ صُنعكَ التّنويهُ باسمي |
فعَلّكَ أن تُمَهّدَ بَسطَ عُذري، | لمَعرفَتي بتقصيرِي وجُرمي |
فمثلكَ من ترفقَ بالموالي، | وغضّ عن المُقصّرِ جَفنَ حِلمِ |
ودم في سبقِ غاياتِ المعالي، | تصوبُ للفخارِ جوادَ عزمِ |