تركتنا لواحظُ الأتراكِ،
تركتنا لواحظُ الأتراكِ، | بينَ مُلقًى شاكي السّلاحِ وشاكِ |
حركاتٌ بها سكونُ فتورٍ | تتركُ الأسدَ ما بها من حراكِ |
ملَكَتني خُزرُ العُيونِ، وإن خِلـ | ـتُ بأنّي لها من المُلاّكِ |
كلّ ظبي في أسرِ رقّي، ولكنْ | ما لأسري في حبّهِ مِن فكاكِ |
أينَ حسنُ الأعرابِ من حسن أسد | أفرغتْ في قوالب الأملاكِ |
فإذا غوزلوا، فآرامُ سربٍ، | أخذوا ثارَ مَن ذُكي بالمَذاكي |
كلّ طفلٍ يجلّ أن يحكيَ البد | رَ، ولكن له البُدورُ تُحاكي |
بثُغورٍ لم يَعلُها قَشَفُ النُحـ | ـلِ،. ولم تَجلُها يَدٌ بسواكِ |
وعيونٍ كأنّما الغُنجُ فيها | رائدُ الحَتفِ، أو نَذيرُ الهَلاكِ |
وقدودٍ كأنّما شدّ عقدُ الـ | ـبند منها على قضيبِ أراكِ |
كِدتُ أنجُو من القُدودِ ولكن | أدركتني فيها بطَعنٍ دِراكِ |
قل لساجي العيونِ قد سلبتْ عيـ | ـناك قلبي، وافرطتْ في انهاكي |
فابقِ لي خاطراً به أسبكُ النظـ | ـمَ وأثني على فتى السُّبّاكِ |
حاكمٌ مَهّدَ القَضاءَ بقَلبٍ | ثاقب الفهمِ نافذِ الإدراكِ |
فكرَة ٌ تحتَ مُنتَهَى دَركِ الأر | ضِ وعزْمٌ في ذُروَة ِ الأفلاكِ |
مذ دعتهُ الأيام للدينِ تاجاً | حسَدَ الدّينَ فيهِ هامُ السِّماكِ |
رتبة ٌ جاوزتْ مقامَ ذوي العلـ | ـم، وفاقتْ مَراتبَ النُّسّاكِ |
ذو يراعٍ راعَ الحوادثَ لمّا | أضحك الطرسَ سعيُه وهوَ باكِ |
بمعانٍ لو كنّ في سالفِ العَصـ | ـرِ لسكّتْ مَسامعَ السّكّاكِ |
زادَ قَدري بحبّه، إذ رأى النّا | سُ التزامي بحبّهِ وامتساكي |
مذهبٌ ما ذهبتُ عَنه ودِينٌ | ما تعرضتُ فيهِ للإشراكِ |
أيّها الأروَعُ الذي لَفظُهُ والـ | ـفضلُ بينَ الأنامِ زاهٍ وزاكِ |
إن تغبْ عن لحاظِ عيني، فللقلـ | ـبِ لحاظٌ سريعة ُ الإدراكِ |
لم تَغِبْ عن سوى عيوني، فقلبي | شاكرٌ عن علاك، والطرفُ شاكِ |