تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،
تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا، | وقدّ من الصعيدِ لهُ حشايا |
وعانقَ في الدُّجى أعطافَ عضبٍ | يدبُّ بحدّهِ ماءُ المنايا |
وصَيّرَ جأشَهُ في البِيدِ جَيشاً، | ومِنْ حَزْمِ الأمورِ لهُ رَبَايا |
فمُذْ بَسَمَتْ ثَنايا الأمنِ نادَى : | أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثّنايا |
أبيٌّ لا يقيمُ بارضِ ذلٍّ، | ولا يَدنو إلى طُرُقِ الدنايا |
إذا ضاقتْ بهِ أرضٌ جفاها، | ولو ملأ النُّضارُ بها الرّكايا |
غدا لأوامرِ السّلانِ طوعاً، | ولكنْ لا يعدُّ مِنَ الرّعايا |
تركتُ الحُكمَ يسعفُ طالبيهِ، | ويُورِدُ أهلَهُ خُطَطَ الخَطايا |
وعِفتُ حِسابَهمْ والأصلُ عندي | وفي كَفّيّ دُستورُ البَقايا |
وسِرْتُ مُرَفَّهاً في حُكمِ نَفسٍ | تَعُدُّ خمولَها إحدى البَلايا |
ولَيسَ بمُعجِزٍ خَوضُ الفَيافي، | إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا |
فلي من سرجِ مهري تختُ ملكٍ | منيعٍ لم تنلهُ يدُ الرّزايا |
وإيوانٌ حكَى إيوانَ كِسرَى ، | تُدارُ عليهِ مِنْ نَبعٍ حَنايا |
يُقيمُ مَع الرّجالِ، إذا أقَمنا، | وإنْ سرْنا تسيرُ بهِ المطايا |
يسيرُ بيَ البساطُ بهِ كأنّي | وَرِثتُ مِن ابنِ داودٍ مَزايا |
يخالُ لسيرهِ في البيدِ خلواً، | وكمْ فيهِ خبايا في الزّوايا |
تباريهِ معَ الوالدانِ قودٌ | مضمَّرة ُ الأياطِلِ والحوايا |
وتخفقُ دونَ محملهِ بنودٌ | كأنّي بعضُ أملاكِ البَرايا |
فأيُّ نَعيمِ مُلْكٍ زالَ عَنّي، | وأبكارُ الممالك لي خطايا |
إذا وافَيتُ يَوماً رَيعَ مُلكٍ | ليَ المرباغُ فيهِ والصّفايا |
تلاحظُني الملوكُ بعينِ عزٍّ، | وتُكرِمُني وتُحسِنُ بي الوَصايا |
أُجاوِرُهمْ كأنّي بَينَ أهلي، | وكلٌّ مِنْ سَراتِهمُ سَرايا |
وما لي ما أمُتُّ بهِ إلَيهِمْ، | سوى الآدابِ مع صِدقِ الطّوايا |
وودٍّ شبّهته لهم بنصحٍ، | إذا شُوركتُ في فَصلِ القَضايا |
وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ، | أرومُ بهِ المَواهبَ والعَطايا |
ولكني أصيرهُ جزاءً | لما أولوهُ من كرمِ السجايا |
فكم أهديتُ من معنًى دقيقٍ | بهِ وَصَلَ الدّقيقُ إلى الهَدايا |
فقُلْ لمُسَفِّهٍ في البُعدِ رأيي، | وكنتُ بهِ أصَحّ النّاسِ رايا |
عذرتكَ لم تذقْ للعزّ طعماً، | ولا أبدي الزّمانُ لكَ الخفايا |
ولا أولاكَ الحسنِ نوراً، | كما عَكَسَتْ أشعّتَها المَرايا |
فَما حُرٌّ يَسيغُ الضّيمَ حُرّاً، | ولو أصمَتْ عَزائمَهُ الرّمايا |
لذلكَ مُذْ عَلا في النّاسِ ذِكري | رَمَيْتُ بِلادَ قَومي بالنَّسايا |
ولستُ مسفهاً قومي بقولي، | ولكنّ الرجالَ لها مزايا |