لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ،
لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ، | وبينَ نطاة َ، مسكنٌ ومحاضرُ |
لعمري لحيٌّ، بينَ دارِ مزاحمٍ، | وبَينَ الجُثى ، لا يجشَمُ السّيرَ، حاضِرُ |
وَحَيٌّ حِلالٌ لا يُكَمَّشُ سَرْبُهُم، | لهمْ منْ وراء القاصياتِ زوافرُ |
إذا قيلَ يوماً إظعنوا قدْ أتيتمُ، | أقاموا، ولمْ تجلبْ إليهمْ أباعرُ |
أحقُّ بها منْ فتية ٍ وركائبٍ | يُقطِّعُ عَنْها اللَّيْلَ عُوجٌ ضَوَامِرُ |
تقولُ وتُذْري الدّمْعَ عنْ حُرّ وَجهِها: | لَعلّكَ، نَفسي قَبْلَ نَفسِكَ، باكِرُ |
أبَاحَ لَها بِطْرِيقُ غَسّانَ غائِطاً | لَهُ من ذُرَى الجوْلانِ بقلٌ وَزَاهِرُ |
تربعَ في غسانَ أكفافَ محبلٍ | إلى حارِثِ الجَوْلانِ فالنِّيُّ ظَاهِرُ |
فقربتها للرحلِ، وهيَ كأنها | ظَلِيمُ نَعَامٍ بالسّماوَة ِ نافِرُ |
فأوردتها ماءً فما شربتْ بهِ، | سِوَى أنّها قَدْ بُلّ مِنها المَشافِرُ |
فأصدَرْتُها عَنْ ماء ثَهْمَلَ غُدوَة ً، | منَ الغابِ ذو طمرينِ، فالبزُّ آطرُ |
فَبَاتَتْ، وباتَ الماءُ تحتَ جِرَانِها | لدى نحرها منْ جمة ِ الماء عاذرُ |
فدابتْ سراها ليلة ً ثمّ عرستْ | بيَثْرِبَ، والأعْرَابُ بادٍ وَحَاضِرُ |