www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

القدس والأقصى عقيدة إيمانية ومركز الصراع وليس أرض محتلة فقط:/مصطفى إنشاصي

0


الله تعالى جعل القدس أول قبلة يتجه إليها المسلمون في صﻻتهم، علما أنها كانت وقتئذ قبلة اليهود، وذلك ليس عبثا، تعالى الله علوا كبيرا، لكن أراد سبحانه أن ينتزع من اليهود زعمهم بأنها قبلتهم التي أمرهم الله التوجه إليها، وأنها حقهم الديني لا ينازعهم عليها أحد!
وجمع جميع الأنبياء والرسل عليهم السﻻم في المسجد الأقصى ليصل فيهم الرسول صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إماما، بما فيهم جميع أنبياء بني إسرائيل، ليقول لليهود أن محمدا هو الوريث الشرعي للعهد لنوح، والوعد ﻹبراهيم، وكل أنبياء بني إسرائيل، ومن لا يؤمن به لا حق له في شيء من تركتهم!
هذه هي القدس، وهذه مكانتها في عقيدة المسلمين، عقيدة دينية وليست أرض كأي أرض، فالوطني والقومي مادام يقر بأنه مسلم، عليه أن يؤمن أن القدس واﻷقصى وفلسطين كلها ليست مجرد أرض مغتصبة عليه تحريرها، إنما عقيدة دينية عليه الاعتقاد بها والإيمان بخصوصيتهما دون بقية أراضي الوطن الإسلامي ..
من لديه رأي يتفضل مشكورا أن يبده هنا بعد إعادة صياغة المنشور السابقة واختصاره:
اختزال قضية دين وأمة وتحويلها قضية وطنية بسبب اختﻻف اﻷحزاب الإسلامية وبرامجها، ومثلها اﻷحزاب القومية، والقول بأن وطنية القضية توحد الشعب الفلسطيني وتجعل واجب التحرير عليه، ولا يمنع ذلك القومي والمسلم والإنساني وكل أحرار العالم من دعمه والمشاركة في التحرير، وجهة نظر بحاجة لنقاش!الأحزاب الوطنية أيضا تعاني المشكلة نفسها اختلاف برامجها!
كما أن نضالنا الوطني منذ تغيير الميثاق القومي ل م.ت.ف عام 1968 إلى الميثاق الوطني، مرورا بأن أصبحت م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عام 1974، انتهى إلى ما نحن عليه، وما بين تغيير الميثاق وما نحن عليه قتال واقتتال فلسطيني فلسطيني، وفلسطيني عربي، ودماء وضحايا …؟! فشلت التجربة الوطنية على الرغم مما قدمه شعبنا من تضحيات وحققتة التجربة من انجازات عظيمة!
نريد رؤية ﻻ تسمح ﻻ لشخص وﻻ جماعة وﻻ دولة فرض رؤيتها وزعمها أنها ستحرر فلسطين!
رؤية ترفض كل التبريرات الوطنية والقومية والإسلامية الحزبية، التي تختزل القضية والصراع في دولة أو حزب أو محور، وتقزم قضية بحجم العالم أجمع!
نريد رؤية لا ينفي فيها البعد الإسلامي صفة الإسلام عن الوطني والقومي و…! لأن الفكر الحزبي إنتاج البشر، والبشر عندما يتحزبوا يختلفوا، ويغلبهم الهوى!
القول أن: فلسطين القضية المركزية لﻷمة وليس للحركة اﻹسﻻمية، كما قال الذين رفعوا الشعار، تصبح دعوة لكل اﻷمة، ليست دعوة حزبية يمكن أن يحتكرها، أو يزعم احتكارها حزب أو فكر أو محور أو ..، بل هي مسئولية مفتوحة لا قيود عليه، بدء من الفرد إلى الحزب إلى الدولة، كل عليه العمل لنفسه ولحزبه ولدولته على أن تكون غايته تحقيق النهضة والوحدة و… لأجل تحرير فلسطين من العدو المركزي لهم جميعا، وأي عمل يخالف ذلك من فرد أو حزب أو دولة تحت أي مبرر، يعتبر عمل ضد الأمة وضد تحرير فلسطين ويخدم اﻷعداء!

والأمة بمفهومها الشمولي الواسع لا الضيق، تشمل أشقاءنا النصارى في الوطن، وما داموا ﻻ يجاهروا بالعداوة أو الارتباط والتبعية بأي شكل لأعداء اﻷمة، وأرواح وأملإكهم ومقدساتهم مهددة مثلنا، ﻻ يمنعهم شيء من المشاركة في التحرير و… فاﻷمة تتسع لكل التوجهات الفكرية والأيديولوجية والانتماءات الدينية، لأنهم جميعهم في مخططات الغرب اليهودي الصليبي سواء، كلهم أعداء!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.