قسم الدراسات الإسلامية،جامعة ولاية يوبي – دماترو- نيجيريا.
الملخص:
إن كتاب مختصر الأخضري؛ من أشهر كتب الفقه المالكي في الغرب الإفريقي، والذي صنفه أبو زيد عبد الرحمن الأخضري. إشتمل الكتاب من مهمات أمور الدين مما هو فرض عين على كل مسلم، فلذلك نال عناية فائقة عند المعلمين والمتعلمين، ومنزلة رفيعة بين المسلمين. فعلى هذا يهدف هذا الباحث إلى تسليط الضوء على أهمية كتاب الأخضري للمسلم المكلف في معرفة فروض الأعيان. فبدأ بإيراد سيرة مختصرة عن مؤلف الكتاب، ثم التعريف بكتاب الأخضري، وبيان عناية العلماء للكتاب، وتناولهم إياه، ما بين شارح وناظم وذاكر للدلائل، وكان للبحث أيضاً اهتمام زائد في بيان أهمية كتاب الأخضري للمسلم المكلف. والهدف في جمع هذا البحث؛ هو تقديم معلومات مهمة عن كتاب الأخضري لكونه من أشهر كتب الفقه المالكي في الغرب الإفريقي مع صغر حجمه للمراكز العلمية والمكتبات الإسلامية بغية الاستفادة بما احتوى عليه البحث.
المقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب الحكيم، وجعل العلماء وارثي نور هديه. والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذا بحث مختصر سميته “ أهمية كتاب الأخضر للمسلم المكلف” قام الباحث فيه ببيان مُوجَز عن كتاب الأخضر، فعرض فيه البيان حول مكانة الكتاب، وثناء العلماء له، وما اشتملت عليه أبوابه من مهمات أمور الدين، كما أورد الباحث عناية العلماء للكتاب وتناولهم إياه ما بين شارح وناظم وذاكر للدلائل، وطرح الباحث أيضاً شيئا عن ترجمة المؤلف، وأهمية الكتاب للمسلم المكلف.
فجاء البحث مقسما إلى ثلاثة مباحث وخاتمة.
والهدف في ذلك: هو تقديم معلومات مهمة عن كتاب الأخضري لكونه من أشهر كتب الفقه المالكي في الغرب الإفريقي مع صغر حجمه للمراكز العلمية والمكتبات الإسلامية بغية استفادة بما احتوى عليه البحث.
المبحث الأول: ترجمة المؤلف:
هو العلامة الجزائري، والشاعر الناظم الجيد، فارس المعقول والمنقول،[1] أبو زيد، عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد بن عامر الشهير بالأخضري، مالكي المذهب أشعري العقيدة، وكان يعد من العلماء البارزين، وعلماً من أعلام الجزائر في القرن العاشر الهجري.[2]
ولد سنة 920هـ/1514م ببلدة ” بنطيوس” التي تبعد عن “بسكرة” بحوالى (30 كم)، من عائلة شريفة عرفت بالعلم والتقوى. ووالده العالم المدرس؛ محمد الصغير، وأخوه الأكبر أحمد الأخضري؛ كان عالما ومدرسا أيضاً. أخذ الشيخ الأخضري عن كليهما الفقه وعلوم اللغة والمواريث بعد أن حفظ القرآن الكريم، وأتقن رسمه وتلاوته، واصل تعلمه بجامع الزيتونة، كما أخذ عن كثير من علماء عصره.[3]
وقد حببت الخلوة إلى الشيخ الأخضري فكان زاهدا عاكفا على العبادة.[4]
شيوخه:
أخذ الشيخ الأخضري علمه على من كانت لهم شهرة واسعة وذيوع كبير في مجال خدمة الثقافة العربية والإسلامية منهم:[5]
- ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ:
ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮﻱ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻣﺸﺎﻓﻬﺔ.[6]
- ﺃﺧﻮﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ:
ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﺇﺧﻮﺗﻪ، ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳَﺨﻠُﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺗﺄﻟﻴﻔﺎ.[7]
- ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺑﻲ:
ﻓﻘﻴﻪ ﻭﻣﺤﺪﺙ ﻭﺻﻮﻓﻲ، ﻭﻟﺪ ﺑﻘﺮﻳﺔ “ﻗﺮﻗﺎﺵ” ﻣﻦ ﻗﺮﻯ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ، ﻭﻧﺸﺄ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 959 ﻫـ، ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺧﻀﺮﻱ ﻭﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﺔ، وﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﺇﻟﻰ ﺧﻮﺍﺹ ﺃﻫﻞ ﻓﺎﺱ، ﺗﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ 963 ﻫـ.[8]
- ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻜﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍن:
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺎﺑﺮ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ، ﻓﻘﻴﻪ ﻭﺻﻮﻓﻲ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ، ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻪ: “ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺰﺟﺎﻩ”، ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ.[9]
وغيرهم.
ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ:
ﺃﻟﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﺧﻀﺮﻱ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ :
* ﺍﻟﺴُّﻠّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺟﻤﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺮﻕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻮﺳﻴﺎﻥ ﺳﻨﺔ 1921م، ﻭﻗﺪ ﻋﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ”.[10]
* ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺍﻷﺧﻀﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ، ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ.
* ﻧﻈﻢ الجواهر المكنون في ثلاثة ﻓﻨﻮﻥ : ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ
وغيرها.[11]
وفاته:
توفي الشيخ الأخضري بقرية “قجال” وقد اختُلف في تاريخ وفاته، والراجح أنه توفي سنة 953ه/1546م. وعليه يكون قد عاش ثلاثا وثلاثين سنة.[12]
المبحث الثاني : التعريف بكتاب مختصر الأخضري:
إن كتاب مختصر الأخضري من أشهر كتب الفقه المالكي في الغرب الإفريقي، الذي صنفه أبو زيد، عبد الرحمن الأخضري رحمه الله تعالى، والذي نال عناية فائقة عند المعلمين والمتعلمين، ومنزلة رفيعة بين المسلمين.
وقد اشتمل الكتاب من مهمات أمور الدين ما هو فرض عين على كل مسلم،كما كان محتويا على حسن العبارة وسهولة التركيب.
والكتاب مكون من ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المقدمة:
وقد اشتملت المقدمة على أهم ما يجب على المسلم المكلف معرفته في أمور دينه؛ حيث ذكر المصنف رحمه الله تعالى حوالى أربعين مسألة، ثلاثة عشر منها من الواجبات، وأما المحرمات، فنحو سبعة وعشرين مسألة.
الأمر الثاني: الطهارة:
ﻳﻌﺪّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ، ﻓﻘﺪ ﺣﺚّ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﻤﺎ، ﻭﺟﻌﻠﻬﻤﺎ ﺭﻛﻴﺰﺓً ﻭﺷﻌﻴﺮﺓً ﺃﺳﺎﺳﻴﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺷﺮﻃﺎً ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ – ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ – ﺷﻄﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻣّﺘﻪ ﺑﺎلإﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺑﻜﻞّ ﺍﻟﻄﺮﻕ، ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ.[13]
فلقد أفرد المؤلف للطهارة بابا، وتحدث فيه عما يلي:
_ أقسام المياه. – التيمم.
_ فرائض الوضوء. _ الحيض.
_ نواقض الوضوء. _ النفاس.
الأمر الثالث: الصلاة:
ﺗُﻌﺪّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺪﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ( إِنَّ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ )[14] ، ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎً : ( ﺇﻥَّ ﺃﻭَّﻝَ ﻣﺎ ﻳُﺤﺎﺳَﺐُ ﺑِﻪِ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔِ ﻣﻦ ﻋﻤﻠِﻪِ ﺻﻼﺗُﻪُ، ﻓﺈﻥ ﺻﻠُﺤَﺖْ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﻠﺢَ ﻭﺃﻧﺠﺢَ، ﻭﺇﻥ ﻓﺴﺪَﺕ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﺏَ ﻭﺧﺴﺮَ )[15] ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺛﺎﻧﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ، ﻭﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺗﻄﻬﻴﺮٌ ﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺗﺠﺪﻳﺪٌ ﻟﻠﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
لذلك اعتنى المصنف بها وبسط القول عنها فيما يلي:
_ أوقاتها.
_ شروطها.
_ فرائضها.
_ والسهو.
عناية العلماء للكتاب:
لقد تناول العلماء كتاب الأخضري ما بين شارح وناظم وذاكر للدلائل:
أما الأول: فمنها:
- عمدة البيان في معرفة فروض الأعيان. لأبي محمد عبد اللطيف بن المسبح المرداسي.
قال عنه مؤلفه:” فإني قصدت بهذا التعليق شرح المختصر للشيخ الفقيه العالم العلامة ولي الله سيدى أبي زيد عبد الرحمن الأخضري رحمه الله لأنه قد اشتمل على المهم من أمور الديانات ملخصا من شوائب الإختلافات. ولم نقف على من شرح من الفقهاء ألفاظه، فأردت حينئذ أن نبين ما اشتملت عليه فصوله وأبوابه بشرح يكون كافيا لنا في تحصيل الغرض لنعلم بذلك ما سن الله تعالى علينا وافترض.[16]
والثاني: فمنها:
- نظم الأخضري للشنقيطي:
فالكتاب يقع في حوالي (275) بيتا.
- والعبقري في نظم سهو الأخضري للشيخ عبد الله بن محمد آب:
يقع الكتاب في مائة وتسعة وخمسين (159) بيتا.
والثالث: فمنها:
- حل المسائل في شرح مختصر الأخضري بالدلائل. للحاج سعد بن عمر:
فهو شرح وجيز لمختصر الأخضري؛ المتحف بدلائل من الكتاب والسنة وإجماع العلماء. أُلّف دفعا للأوهام الصادرة عن بعض معاصر المؤلف، الواقعين لأعراض الفقهاء، الزاعمين أن الله يريد بأهل الكتاب أئمة الكتب الفقهية، وفسّقوا وبدّعوا وكفّرو كل من يشتغل في تعلم أو تعليم تلك الكتب الدينية، لذلك ألف الكتاب ليبين به أن الكتب الفقهية ليست إلا شروحا وتفاسيرا لأحكام الكتاب والسنة وإجماع العلماء.[17]
ومنها ما ألف على أسلوب السؤال والجواب كفوائد المنن لمحمد قن.
ثناء العلماء للكتاب:
لقد أثنى على الكتاب كثير من العلماء من بين الكاتبين والمعلمين:
قال عنه محمد قن بن علي الغسوي مولدا الكنوي مسكناً:
” إن كتاب الأخضري من أبرك كتب الفقه. سيما في بلادنا هذه فهو كتاب قيم يحمل غرراً نفيسة من أحكام الصلاة. كاد مع صغر حجمه يُغني عن المطولات. وقلما تجد كتاب فقه جاء بالبيان الشافي في مسائل السهو مثل هذا الكتاب”.[18]
المبحث الثالث: أهمية الأخضري للمسلم المكلف
جاءت الشريعة الإسلامية لتحصيل مصالح الدين والدنيا، واشتملت في صلب دعوتها مجالات الحياة بأكملها، فأحل الله أشياء لمصالح العباد، كما أحرم أشياء صيانة للكليات الخمس. يقول الدكتور يوسف القرضاوي:”إن العبادات التي فرضها الدين إنما هي وسائل لتزكية نفس المؤمن وترقية روحه.
وإن المحرمات التي حظرها عليه الدين، إنما صان بتحريمها عقله وخلقه ونفسه وماله وعرضه ونسله،[19] فهو إنما { يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ }.[20]
ولما كان قصد الشريعة أمرا لا يمكن الحصول عليه إلا بالعلم الذي به يعبد الله وحده، وبه يتميز أيضا الحلال من الحرام، ويعرف ما يجلب مصالح الدنيا، أوجبت الشريعة الإسلامية على المسلم المكلف تعلم ما يكون ضروريا للعبادة، وإقامة الحياة السعيدة، والكف عما يضر بالعقيدة. فالمختصر الأخضري محتوي على تلك المهمات. فعليه صار الكتاب في غاية الأهمية للمسلم المكلف.
يقول الأستاذ محمد قن تعليقا لبعض مهمات الكتاب:” لا شك أن كل من حافظ على هذه المسائل وعمل بمقتضاها فإنه ينال سعادة الدارين”.[21]
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى الله وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين. فَبَعدَ الجولة السريعة لجمع هذا البحث توصل الباحث إلى نتائج كثيرة منها:
1. معرفة الكتاب، وقيمته، ومكانته بين الكتب العلمية، وما اشتمل عليه أبوابه وثناء العلماء له.
2. التعرف على عناية العلماء للكتاب، وذلك من خلال الإطلاع على بعض شروحه المنظومة والنثرية.
3. التعرف على سيرة المؤلف الذاتية، شيوخه، وبعض مؤلفاته، والسنة التي توفي منها.
4. أن للكتاب أهمية بالغة للمسلم المكلف حيث احتوى مع صغر حجمه أهم ما يجب على المسلم المكلف معرفته في أمور الدين.
المراجع والهوامش:
- انظر: ar.m.wikipedia.org اطلع بتاريخ 2019/7/23 الساعة: 30/2 مساعا.
- انظر: albordj.blogspot.com اطلع بتاريخ: 2019/7/23 الساعة: 30/2 مساعا.
- انظر: ar.m.wikipedia.org اطلع بتاريخ 2019/7/23 الساعة: 30/2 مساعا.
- المرجع السابق.
- انظر: albordj.blogspot.com اطلع بتاريخ 2019/7/23 مساعا.
- المرجع السابق.
- المرجع السابق.
- المرجع السابق.
- المرجع السابق.
- انظر: ar.m.wikipedia.org اطلع بتاريخ: 2019/7/23 مساعا.
- المرجع السابق.
- المرجع السابق.
- انظر: mawdoo3.com، اطلع بتاريخ/ 2019/7/24 مساعا.
- أخرجه النسائي في سننه، باب الحكم في تارك الصلاة 1/463. رقم الحديث 463. المكتبة الشاملة، الإصدار الأول.
- الترمذي، عيسى محمد، سنن الترمذين تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي ـ بيوروت، (بدون تاريخ) رقم الحديث: 193.
- المسبح المرداسي، عبد اللطيف، عمدة البيان في معرفة فروض الأعيان،شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الأخيرة 1373/1954، ص:2.
- عمر الحاج سعد، حل المسائل في شرح مختصر الأخضري بالدلائل، مكتبة القاضي شريف 2009، الصفحة 3\4 بتصرف.
- الغسوي الكنوي، علي، محمد قن، فوائد المنن لمحمد قن سؤال وجواب، الناشر: محي الدين اليسار بن المرحوم الحاج عبد الله اليسار، ( بدون تاريخ)، ص:4.
- القرضاوي، الدكتور يوسف، الإيمان والحياة، مكتبة وهبة القاهرة، الطبعة الرابعة عشرة 1425/2004م. الصفحة /4.
- الأعراف: 157.
- الغسوي الكنوي، علي، محمد قن، فوائد المنن لمحمد قن سؤال وجواب، الناشر: محي الدين اليسار بن المرحوم الحاج عبد الله اليسار، ( بدون تاريخ)، ص/9.(Bellotukur193@gmail.com)
