إن لكل شعبالحق المطلق في ممارسة حريته داخل بلده، لكن ما نحب أن نلفت الانتباه إليه، هو أنهناك حرية بالمعنى الراقي للحرية، وهي الحرية التي لها خطوط حمراء لا تتجاوزها.وهناك حرية سلبية وهي الحرية المطلقة. وهذه الأخيرة لا يقبل بها الكل نظرالمساوئها الكثيرة، ومن يقبل بها ويقرها فلا بد من أن يكتوي بنار سلبياتها، لكن ليسله الحق في أن يكوي بها غيره من الشعوب، إلا أن يقبلوا، ونحن كمسلمين لا نقبل بأننكتوي بهذه النار وهذا حقنا. لأننا لانؤمن بوجود حرية مطلقة في أي مجال من المجالات.ونقول للشعوب التي تؤمن بالحرية المطلقة إذا كنتم تؤمنون بها حقا، فلماذا تسنونفوانين وتبنون محاكم وسجون وتكونون محامين وقضاة أليس هدا اعتداء على الحرية.
سلبيات الحريةالمطلقة
الدكتور عادلعامر
إن لكل شعبالحق المطلق في ممارسة حريته داخل بلده، لكن ما نحب أن نلفت الانتباه إليه، هو أنهناك حرية بالمعنى الراقي للحرية، وهي الحرية التي لها خطوط حمراء لا تتجاوزها.وهناك حرية سلبية وهي الحرية المطلقة. وهذه الأخيرة لا يقبل بها الكل نظرالمساوئها الكثيرة، ومن يقبل بها ويقرها فلا بد من أن يكتوي بنار سلبياتها، لكن ليسله الحق في أن يكوي بها غيره من الشعوب، إلا أن يقبلوا، ونحن كمسلمين لا نقبل بأننكتوي بهذه النار وهذا حقنا. لأننا لانؤمن بوجود حرية مطلقة في أي مجال من المجالات.ونقول للشعوب التي تؤمن بالحرية المطلقة إذا كنتم تؤمنون بها حقا، فلماذا تسنونفوانين وتبنون محاكم وسجون وتكونون محامين وقضاة أليس هدا اعتداء على الحرية.
ولتقريب الصورةنضرب مثلا ، لنفرض أننا في بلد يؤمن بالحرية المطلقة فإذا بشخص يسب جاره وقد يتهجمعليه بغير سبب حتى إذا سئل عن سبب الاعتداء أجاب: هذا ليس اعتداء وإنما هي حريةوأنا في بلد الحرية وقد آن لجاري أن يعرف ما معنى حرية، وهذا شخص آخر يسوق سيارتهبسرعة قياسية دون أن يتوقف عند الضوء الأحمر وقد يتسبب في حادثة حتى إذا سئل عنذلك أجاب و بكل بساطة : أنا حر وأنا في بلد يؤمن بالحرية. فهذه هي الحرية المطلقةالتي نعتبرها اعتداء على الآخر و هي حرية قد تدخل الأفراد والجماعات في دوامة منالصراعات… الخ.
قد تقول هذهالشعوب إننا لا نؤمن بهذا النوع من الحريات، لذلك سننا قوانين زاجرة هي بمثابةخطوط حمراء…حتى نضمن أمن الإفراد والجماعات وبنينا السجون والمحاكم… لكننا فيالمقابل نؤمن بالحرية المطلقة في التعبير والمتمثلة أساسا في حرية الصحافة. لنقوللهم إنكم لا تؤمنون بحرية الاعتداء بالفعل وتؤمنون بحرية الاعتداء بالقلم رغم أن الأمرسواء والضرر واحد. فإذا كنتم تعتبرون الاعتداء ولو بالقلم حرية فإننا نعتبر ردالاعتداء حرية أيضا.
من حكمة الحياةأن من يرضى بركوب قطارها الذي يزداد سرعة مع مرور الأيام ، عليه تحمل تبعات هذهالجولة السريعة ، من عوائق منتشرة على مسافات متباعدة في سكة القطار ، فالإنسانيبدأ حياته طفلاً لا يفقه في الحياة شيئاً ، يختار له والديه طعامه وملبسه كمايريدون ، فيستسلم لأيديهم تتلاعب به كما تتلاعب الرياح بالمركب الصغير الذي يتهادىفوق صفحة المياه ، ثم يكبر الطفل قليلاً ويتعلم بعضاً من السلوكيات الجديدة ، لكنهلا يتعلم كلمة “لا” ، فقط يمكنه أن يحتج احتجاجاً بسيطاً ، لكن سيفالعدالة دائماً ما يسلب من يديه ، لا بأس لم تمر إلا الأيام القليلة من عمره ، مازال هنالك مراحل كثيرة من الحياة لا بد من مواجهتها ، فلننتقل لها فربما يتجرأ هذاالشخص على قول كلمة “لا” ، ها هو قد أصبح شاباً صغيراً وبدأت بعض المتمرداتتبدو واضحة في صفحة حياته البيضاء الخالية من أي تمرد أو عصيان ذي نتيجة تذكر ، هاهو قد نجح في نزع يد الأسرة الضاغطة على عنقه ولكن! الخامس والعشرون من يناير غيروجه الحياة فى مصر والكل يجمع على أن ماقبل ثورة الشعب المصري ليس كبعدها ،فتعالوا معي أيها الأحبة الأفاضل نعدد مزايا هذه النقلة النوعية وما حدث من تغيير إيجابيمازال يتوالى علينا :
1 – أظن ان أهممكاسب الثورة هي كسر حاجز الخوف لدى المواطن المصري الذى تكلم وهتف وصرخ وطالب بعدفترات من الخرس الاجبارى أحيانا والاختياري أحيانا أخرى نتيجة للإحباط وفقدان الأملالذى أصاب كل قطاعات الشعب بلا مبالغة .طالب الشعب المصري بإسقاط النظام والكشف عنالفساد ومحاكمة الفاسدين والمنتفعين من بقاء النظام بهذا الترهل.
2- التعاضد الشعبيوالتكاتف الغير مسبوق الذى ظهر فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر وعودة القيمالنبيلة فى المجتمع ولفظ السلبيات وعودة البشاشة والأمل على وجوه أهل مصر وشعبهاالذى بات ينظر إلى الغد على اعتبار ان القادم احلي .
3- تخلي الشبابالفترة القادمة عن فكرة الهجرة توقعا منهم بحياة أفضل فالشباب اليوم يشعر ولأولمرة أن مصر وطنه الحقيقي وليس منسوبا له فقط علي البطاقة فالبلد لم تعد بلدهم. البلدبلدنا نحن ،ويكفينا أن نري جملة “أنت مصري ارفع رأسك” التي تتردد الآن..كم تركت هذه الجملة أثرا رائع داخلنا جميعا.
4- تغيير لهجةالخطاب من المسئولين الرسميين إلى عامة الشعب ، فجاء عصر الوزير الذى يخرج علىشاشات التلفزيون موضحاً بيان اومجيباً على استفسارات أو مفسراً لقرار .
5- بعدما كانتالشرطة والشعب فى خدمة سيادته .. أصبحت الشرطة فى خدمة الشعب .
6- تغيير واضحفى سياسات واتجاهات الإعلام المصري الرسمي الذى بدأ يستفيق ويغير من أسلوبه ونتمنىالمزيد.
7- الاعتراف بانعدامالأحزاب السياسية فى مصر وتكوين كيانات بديلة مثل ائتلاف الخامس والعشرين.
10- تحقيقالمرأة لمكاسب كثيرة أهمها إثبات أنها قادرة على الفعل الذى يؤدى إلى التغييروقادرة على تحمل مسئولية فى حجم المشاركة فى إشعال ثورة والصمود فى صفوفها حتىالشهادة فحصلت بذلك علي الحرية والمساواة بالدم لا بقرار جمهوري ، وأثبتت قدرتهاعلى تحمل عبء التغيير والتطوير والتطهير بالفعل لا بالكوته .
ان الحرية التىنريدها لابد ان يظهر تأثيرها داخل معاملنا ومصانعنا وأبحاثنا وجامعاتنا ومدارسنا .نريد من الحرية ان تكون دافعنا نحو تحسين الإنتاج والإخلاص فى العمل والتفاني فىالبحث ووصل الحلقة المفقودة بين الابتكار والتطبيق . نريد من حريتنا إلا تكون تعدىعلى حقوق الآخرين وانفتاح غير مبرر على مبادئ غربيه دخيلة نبتت فى شق سلبي فى ظل الحريةالمطلقة .نريد ان نتلافى الأخطاء التى وقعت فيها الحرية المطلقة فى الغرب ممن سبقونافى ميدان الحرية ونأخذ الايجابيات وان نستوعب منها دروس ودروس حتى تكون حريتنا رشيدةبعيده عن الانحراف والتشويه ..
أتمنى ان يحدثنوع من التوافق بين الحرية الفردية المكفولة للفرد والحرية الاجتماعية بحيث لاتتعدى حرية الفرد حدود حرية المجتمع ولا يحجر المجتمع على الحرية الفردية المكفولةلكل فرد ولكن تتوافق وتتناغم جميع الحريات فى إطار من الحق المكفول لكل من الفردوالمجتمع فى ممارسه حقوقه وحرياته.
لا اشك فى انمن أفراد الشعب يحتاج لزجاجات كأمله من الحرية لكي ينمو نشاطه الانسانى والاكاديمىوالفكري نحو التقدم والرقى كما ان هناك من الشعب من يلزمه فقط قطرات قليله من الحرية.
اننى اقصد من كلاميان تطبيق مبدأ الحرية لابد ان يتم بخطوات تدريجية وليس خطوات واسعة . مع وضح حدودوضوابط للخارجين عن تقاليد المجتمع وعاداته وثقافته.ان المتربصين بالحرية كثريريدون ان يجدوا مناخ مناسب حتى يتسنى لهم نفث أفكار مسمومة ظلت حبيسة بداخلهم طيلةعقود .
—
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسيةوالقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهدالعربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية
محمول
01224121902
الدكتور عادل عامر