www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

دور الاعلام السلبي في قضايا الاسرة‎

0

أنّ هذه الثورة الاعلامية جلبت في أهدابها الكثير منالمساوئ (بل المصائب)، فلم تعتبر لبناء العائلة بقدر ما هي لتخريبها، فأحدثتتغييراتٍ سلبيةٍ على نسيج الأسرة مما أفقدَ الأخيرةَ قدراً كبيراً من تماسكها ووحدتهاوعرّضها للكثير من التّحديّات التي تواجه القيم العائلية والمجتمعَ بأسرهْ المقصودبوسائل الإعلام : الصحيفة و المجلة والإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية وشبكاتالمعلومات والكتب والنشرات وغيرها ، ووسائل الإعلام تحيط بنا من كل ناحية بل أصبحتجزءاً من مكونات المجتمعات بل ربما لا يوجد فرد لا يعتمد عليها ولا يستقي كثيراًمن معلوماته بدونها ، فوسائل الإعلام مصدر من مصادر الأخبار والمعلومات أو علىالأقل هي الأيسر والأسهل لأخذ المعلومات . حتى في واقع الحياة المعاصرة كمعلوماتالناجحين والتسجيل ودخول شهر رمضان وخروجه والوقوف في عرفة لا يعرف وقته إلا منخلال وسائل الإعلام أيضا تستخدم للترفيه والتسلية فهذه الوسائل أصبحت مصدرا للوصولإلى الترفيه والتسلية .

دور الاعلام السلبي في قضايا الاسرة

الدكتور عادلعامر

أنّ هذه الثورة الاعلامية جلبت في أهدابها الكثير منالمساوئ (بل المصائب)، فلم تعتبر لبناء العائلة بقدر ما هي لتخريبها، فأحدثتتغييراتٍ سلبيةٍ على نسيج الأسرة مما أفقدَ الأخيرةَ قدراً كبيراً من تماسكها ووحدتهاوعرّضها للكثير من التّحديّات التي تواجه القيم العائلية والمجتمعَ بأسرهْ المقصودبوسائل الإعلام : الصحيفة و المجلة والإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية وشبكاتالمعلومات والكتب والنشرات وغيرها ، ووسائل الإعلام تحيط بنا من كل ناحية بل أصبحتجزءاً من مكونات المجتمعات بل ربما لا يوجد فرد لا يعتمد عليها ولا يستقي كثيراًمن معلوماته بدونها ، فوسائل الإعلام مصدر من مصادر الأخبار والمعلومات أو علىالأقل هي الأيسر والأسهل لأخذ المعلومات . حتى في واقع الحياة المعاصرة كمعلوماتالناجحين والتسجيل ودخول شهر رمضان وخروجه والوقوف في عرفة لا يعرف وقته إلا منخلال وسائل الإعلام أيضا تستخدم للترفيه والتسلية فهذه الوسائل أصبحت مصدرا للوصولإلى الترفيه والتسلية .

وفي العالم الغربي صارت وسائل الإعلام بديلاً عن التعليمفيوجد محطات تقدم برامج تعليمية للرياضيات والعلوم والهندسة والزراعة وغيرها ،فهناك جامعات الهواء وهي تعتمد على الإذاعة والتلفزيون مع بعض المذكرات والكتبفيستطيع الدخول إلى الاختبارات بعد متابعة برامج الإذاعة والتلفزيون . والإعلاميعتبر مؤسسة اجتماعية فبمقارنة كم يقضي الأب مع ابنه مع ما يقضيه الأبناء أمامشاشة التلفزيون فنجد أن المساحة أكبر للتلفزيون فالتلفزيون أصبح مدرسة ومربي وأسرة. ووسائل الإعلام حلت مكان الأنشطة الاجتماعية فالتلفزيون تجده في صدر المجلس وهوالذي يتحدث إلى الناس والجميع ينصت إليه فيحل محل الأحاديث الجماعية المنوعة التيتعوّد الشباب على الأخلاق الحميدة ،

 ومن خلال هذهالصورة يتضح لنا تأثير وسائل الإعلام في حياتنا . فنحن لا نستطيع تجاهل وسائلالإعلام ! هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن هذه الوسائل فيها إضافة إلى الفائدة ،

إنها وسائل متعددة وليست وسيلة واحدة فالبدائل موجودةولكنها تحاصرنا في كل جهة ، فلو خصص المشاهد خمس دقائق فقط لكل قناة لاستهلكت يومهإضافة إلى عدد من المجلات والجرائد و الكتب والنشرات التي جعلت الإنسان مكبلاً فيبدائلها المتعددة .

سلبيات الاعلامالمباشر علي الاسرة

فقد روج الاعلامالرسمي وغير الرسمي لجريمة لم نعرف عنها اي شئ في ثقافتنا من قبل الا وهي الاغتصابالزوجي التي روج لها الاعلام كأنها جريمة في حق الزوجة فكيف يكون اغتصابا في حقزوجة من زوجها .

الاغتصاب الزوجي

جريمة من اختراع الأمم المتحدة في مواثيقها الخاصةبالمرأة والطفل والتي تبنتها سوزان مبارك ومجلسها القومي للمرأة ، وهي الجريمةالتي روَّج لها الإعلام بشكل كبير الفترة الحالية. ولم يعرفها المجتمع المصري إلابعد الترويج لها، والتي تلامس ما تنص عليه الاتفاقية الدولية التي صدقت عليها مصر وأصبحتبذلك واجبة التطبيق وجزء من منظومتنا التشريعية والقانونية داخل المحاكم المصرية وتنصعلى ضرورة أن يعاقب الرجل إذا عاشر زوجته بغير كامل رضاها!! لقد أبتلينا بمنظومةفاسدة كانت بمثابة الأيدي الخفية لتنفيذ ماجاء في (بروتوكولات حكماء صهيون) تعمدتالفساد والإفساد في الأرض واتخذت من أقطاب النظام السابق والإعلام وسائل لتنفيذمخططاتهم وأهدافهم . والمصيبة تاخد الأولاد و تاخد كل الفلوس والذهب والهدايا وفىالأخر بتقولوا أن قضايا الأحوال الشخصية ماخوذه من الأحكام الاسلاميه . وهذا اثربشده في مجتمعنا المصري ونسب الخلع في محاكم الاسره كبيره جدا ومع الأسف معظمقضايا الخلع بدون أسباب تقريبا وده ساهم في تدمير الاسره المصرية والتي تجيزالإجهاض وتعدد الأزواج وغيره مما تأباه الفطرة البشرية السوية ناهيك عن الفطرةالعربية الإسلامية المصرية الشرقية الأصيلة ويبقى الإسلام دائما هو الحل مادامتالسماوات والأرض وهناك نقاط أخري تتعلق بالسفر، فلا يسافر الصغير، إلا بحكم قضائينهائي.. وإذا كانت (المطلقة أو أمها) تعمل لابد أن تتحمل ثلث مصاريف الصغيرالموثقة، لأنها تخرج للعمل وتهدر من وقت تربية الصغير، مع إلغاء أجر الحاضنة..فقداستغلت مناهضي استقرار الاسرة من خلال وسائل الاعلام المختلفة لخلق رأي عام مزيفومغيب من اجل الترويج لهذه الثقافات الغريبة عن ثقافتنا وتقاليدنا وعرفنا المستقرمن شريعتنا .

وسائل الإعلاموفساد البيوت

أن بعض ما يقدَّم فى وسائل الإعلام يقوم بعمل تنميطللنماذج البشرية، أو لبعض السلوكيات الاجتماعية، أو لدور المرأة فتأخذ الدرامامثلاً جزءًا من الواقع وتقدمه على أنه كل الواقع وهذا خطأ إعلامى كبير؛ لأنالدراما بصفة خاصة تحظى بمشاهدة عالية فيأخذ المُشاهد ما يُقدم فيها، ويختزنه،ويستدعيه فى المواقف المشابهة، ويحاول تقليده أو الاقتداء به. وهذا يفرض على الإعلامنوعًا من التوازن فيما يعرضه، ويتطلب من النقاد والمفكرين تقديم مناقشة نقديةواعية لما يقدم فى وسائل الإعلام. وعمومًا؛ فإننا نقول:

إن أى وسيلة إعلامية ليست خيرًا أو شرًا فى ذاتها، فالذييحدد اتجاهها هو استخدامنا لها  وبالنسبةلوسائل الاتصال الحديثة كالنت والموبايل، ولا ننكر أن لهما إيجابيات كثيرة تربطنابالعالم، وتوفر لنا قاعدة معلومات ضخمة فى كل المجالات، وهذا جيد0 لا أن البعض قديسيء استخدامها، ويوجهها لإشباع نزواته المجنونة بعيدًا عن الإطار المشروع  أو المقبول كأن يستخدم الدردشة فى التعرف علىامرأة أخرى – أو رجل آخر – بحجة التواصل، وتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية  ولا يدرى أن هذه الدائرة قد تتسع إلى أكثر ممايستطيع أن يسيطر عليها، فتكون سببًا فى ضياعه أو تشريد أسرته، والكلام ذاته يقالبالنسبة للمرأة. خلل فى التربية  وهذا يعكسفى جوهره خللاً فى التربية، وعدم تعويد الطفل منذ الصغر على كيفية التعامل مع هذهالأجهزة برؤية انتقائية واعية لما ينبغى أن يرى، وما لا ينبغى أن يراه أويتابعه.فقد قامت  وسائل الإعلام ذاتهامسئولية زيادة وعى وخبرة الجماهير بخطورة الانحراف بهذه الوسائل عن هدفها ومقصدهافى تدمير الأسرة،

 ومن ثم فى زعزعةتماسك واستقرار المجتمع. بلا مرجعية حضارية  إنه يفتقد المرجعية الحضارية التى تتيح له معالجة القضايا الاجتماعية ضمنالمنظومة القيمية للمجتمع، فتبدو الأعمال المقدمة وكأنها مقدسة؛ لأنها صادرة عنأديب تم تقديس أعماله، بغض النظر عن قيمة العمل الذى يقدمه ومدى ارتباطه بواقعناوقيمنا.

أن الأعمال الأدبية حين تتحول إلى دراما تصير أداةللتغيير الاجتماعى حينما تؤثر فى اللاوعى الجماعى عند الرجل والمرأة من المشاهدينومن ثم تصبح هذه الأعمال بمثابة مرجعية بديلة فى لاوعى الجمهور يستحضرها فىالمواقف المشابهة، فحين تكتشف المرأة مثلاً أن زوجها يعرف امرأة أخرى، أو له علاقةبأخرى قد تتصرف بطريقة معينة؛ لأنها شاهدت بطلة هذا الفيلم أو ذاك تتصرف كذلك حيناكتشفت خيانة زوجها.  وهكذا يغذى الواقعهذه المشاهد المشوهة، ثم تحدث التغذية الاسترجاعية فى الواقع نتيجة تعرض الجمهورلهذه المشاهد وغالبًا ما ينساق المراهقون لتمثل هذه الشخصيات السينمائية التى تزيللديهم أى محرمات أو تحفظات دينية أو أخلاقية أو اجتماعية   وما تقوم به من أدوار فى زعزعة الثوابت فىنفوس الشباب والرجال والنساء0 

وفى الترويج لصور مرفوضة للعلاقات؛ ففى الإعلانات ترىالمرأة المتبرجة السافرة التى تسير أمام الرجال فتدير رءوسهم برائحتها ومشيتهافيلحقوا بها0 وكذلك الإعلانات التى يقدمها شباب ورجال يتسمون بالوسامة والأناقة؛فهؤلاء الرجال يخلقون لدى النساء مجالاً للمقارنة بينهم وبين أزواجهن فيكون هذامدخلاً؛

 إما للنكدالزوجى أو الخيانة الزوجية.  وكذلك الأغانىوالكليبات الهابطة التى تعرض صورة المرأة بشكل غير لائق قد تؤدى إلى كثير منالخيانة الزوجية0وبيان سلبياتها  وتوعيةالمجتمع بمقاطعة الإعلانات والكليبات التى تستخدم هذه الأساليب المثيرة فى ترويجسلعها، أو فى الدعاية لفكرتها،

الفكر الإعلامي  الجديد ودورة في ترويج قوانين الاسرة الفاسدة

إذا كانت وظائفالاتصال التقليدية قد انحصرت في تحقيق تبادل المعرفة والمعلومة مع بداية الفهمالنظري للعملية الاتصالية فإن ما حدث اليوم من ثورة حقيقية في عالم الاتصال وماظهر من تقنيات عالية متجددة، جعل للاتصال وظائف جديدة لم تكن في متناول الفكرالإعلامي من قبل، فلم تعد قضية نقل الحدث وتفسيره بل حتى تحليل مضمونه ومحتواه هيالشيء الذي تدور حوله الدارسات الاتصالية فقط بل تعدي ذلك لتصبح العملية الاتصاليةمن خلال رسائلها وتقنياتها شريكة في صناعة الحدث نفسه بل وصياغة القرار مما يؤكدالاتفاق على الدور المتعاظم والمتطور الذي تحققه العملية الاتصالية في شكلهاونموذجها الحديث وفي تعاملها مع شعوب العالم ودوله وأحداثه، لقد اصبح الإعلاميمتلك قدرة البناء وترسيخ القيم كقدرته على الهدم وابدال القيم، فقد اصبح لوسائلالإعلام الحديثة تأثيرها على المجتمع المتلقي سواء كان هذا التأثير ايجابياً أوسلبياً مما دفع بأهل الاختصاص في مجال الدراسات الإعلامية إلى تناول وتصنيف هذاالتأثير من خلال نظريات ودراسات علمية وبحثية، ومما تم التوصل إليه أن الإعلاماليوم ووسائله قادر على تحقق أمور نذكر منها.

1- تغيير المواقفوالاتجاه ATTITUDE CHANGE

عندما يعرض الإنسانلقضية أو لشخص أخر فإنه يبني حكمه ويتخذ مواقفه بناء على ما توفر لديه من معلوماتعن هذه القضية أو ذلك الشخص، ولما كانت وسائل الإعلام مصدراً أساسياً للمعلوماتيبنى أفراد المجتمع على معظمها مواقفهم حيال الأحداث والمتغيرات المحيطة بهم بمايوفر عنصر القبول أو عنصر الرفض فإنها بذلك، أي وسائل الإعلام، تسهم بشكل فعالوإيجابي في تشكيل هذه المواقف وخاصة بالنسبة للجمهور المتلقي والمستهدف سواء ذلكبالنسبة للقضايا المطروحة على الساحة المحلية أو على المستوي الدولي العالمي، إنتغير المواقف والاتجاه لا يقف عند حدود التقبل أو الرفض أو السخط أو الرضا بليتعدى ذلك إلى القيم وأنماط السلوك الفردي والجماعي، فقد يتقبل المجتمع قيماً كانتمحل الرفض وعدم القبول قبل بث الرسالة الإعلامية، أو يرفض قيماً كانت سائدة ومعترفبها ويستبدل بها قيماً أخرى .هكذا تصبح الرسالة الإعلامية بمضمونها الواضحوأسلوبها المقنع ووسيلتها المؤثرة، عاملاً من عوامل عملية التحول بما تقدمه منمعلومة موجهة صادقة كانت أو كاذبة، وذلك من خلال التعرض المستمر والمدمن من قبلالمتلقي للرسالة الإعلامية.

2- التغير المعرفي Cognitive Change

إذا كان تغير المواقفمن القضايا والأحداث يعتبر أمراً من الأمور التي تعرض للمتلقي للرسالة الإعلاميةفإن هذا النوع من التغير يظل أمراً عارضاً قد يبقي وقد يزول بزوال المؤثر بعكسالتغير المعرفي حيث أن قضية المعرفة تقوم على أسس وجذور ممتدة في أعماق النفسالإنسانية وتمر بعمليات تحول بطيئة قد تستغرق زمناً طويلاً بعكس عملية تغييرالمواقف، ووسائل الإعلام، خصوصاً، في العصر الحاضر- تعمل بصورة نشطة في مجال التشكيلالمعرفي للمتلقي- أفراداً أو جماعات- مستفيدة من أثار التعرض الطويل والمستمروالمتكرر للرسالة الإعلامية الموجهة والتي تجد الاهتمام باعتبارها مصادر أساسيةللمعلومات التي يتطلع إليها الناس.

ومن هذا المنطلق فإنالوسيلة الإعلامية من خلال ما تعرضه من أفكار وموجهات إنما تسعي إلى وضع الأصولالمعرفية القائمة محل النقاش والجدل بما ينزع عنها الكثير من المسلمات القائمةعليها، ليصبح من الأسهل بعد ذلك اجتثاث هذه الأصول يحل محلها أصول جديدة تقومعليها قناعات مستجدة سواء في مجال الفكر عامة أو حتى المعتقد القائم في نفسالمتلقي مستخدمة في ذلك قوالب جذابة لها قدرة مقاومة الأعراف والتقاليد السائدة .إن عملية التغيير المعرفي بهذه الصورة ليست بالأمر السهل المبسط بل هي عمليةتتداخل فيها العديد من المتغيرات والتي تتمثل في طبيعة شخصية المتلقي وميولهومهاراته وبيئته الاجتماعية ونوع ثقافته ، كما يدخل فيها عامل قوي الضبط الاجتماعيمن تقاليد وعادات ومعتقدات ونظم، وبقدر قدرة الوسيلة الإعلامية على توظيف هذهالمتغيرات وتوجهها ومراعاتها تستطيع الرسالة الموجهة إحداث التغير المعرفيالمطلوب.

3- التنشئة الاجتماعيةSocialization

تشترك عدة مؤسسات فيعملية التنشئة الاجتماعية للأفراد ثقافة وتعليماً ونعتبر البيت (الوالدين والأسرة)من أول هذه المؤسسات وأهمها حيث يتعامل مع النشء منذ ولادته طفلاً رضيعاً وتستمرمعه الفترة الأطول من حياته ثم تأتي المدرسة وما يماثلها من مراكز ومؤسسات ثقافيةأو تربوية كالأندية والجمعيات ودور العبادة المسجد ومراكز التوجيه والتوعية، حتىكان عصر الاتصال الجماهيري ليجعل من وسائل الإعلام عاملاً جديداً من عوامل التوجيهوالتنشئة وبدأ ذلك الأمر بصورة متواضعة وإسهام يكاد يكون محدوداً، ومع ثورةالاتصال

والتطور التقني لوسائلالإعلام تبع ذلك تطور نوعي في البرامج والرسائل الإعلامية لتصبح لها القدرة علىالوصول إلى كل بيت تخاطب الصغير والكبير- المتعلم والأمي- من خلال مضامين فكريةواتجاهات ثقافية تحملها برامج للترويح والتسلية والرياضة والأغاني وفق نماذجمتقدمة في العرض والمخاطبة فاستطاعت أن تستأثر بالعديد من العقول والعواطف حتىأستسلم الطفل لهذا الموجه الجديد والذي أصبح في بعض الأوقات يقوم بدور الأبوالمعلم والمدرسة بل إن البالغين أيضاً أصبحوا يتعاملون مع هذه الوسائل على أنهامصدر من مصادر المعلومات والتثقيف والأخبار سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد ، حيثأن ما تحمله هذه الوسائل الإعلامية في تطورها. التقني والنوعي الحديث لا تخلو منقيم وموجهات تخدم فكر المرسل بهدف إحلال هذه القيم أو إزالة وزعزعة قيم وغرس أخرىأي التدخل والتأثير في عملية التنشئة الاجتماعية بوسائل غير مباشرة تتمثل في صياغةخبر أو تقديم فكاهة أو عرض أحداث مسلسل أو مسرحية أو حتى برنامج علمي.

إن أجهزة الإعلام تعملبشكل متواصل على تقديم صور من الحياة المعيشية ونماذج من التصرفات التي تصلحللاقتداء بها وقد تأكد أن استخدام الأطفال لوسائل الإعلام يحقق لديهم ميلاً للأخذبالعبر والدروس التي تقدم من خلال هذه البرامج مع ربط ذلك بواقع تجاربهم الذاتية.

ويجدر بالذكر هنا أنتأثير وسائل الإعلام في مجال التنشئة الاجتماعية إنما يتفاعل مع عوامل عديدةمختلفة في المحيط الاجتماعي مع التأكيد على أن فرضيات التأثيرات الإعلامية فيالتنشئة موجودة ويمكن أن تلمسها في المعايير والتوقعات التي يتوقعها الأباءوالأمهات مع استخدام أطفالهم لوسائل الإعلام حيث ينظر أحياناً إلى وسائل الإعلامعلى أنها تقدم وتوزع مواد إعلامية تهدد وتعارض وتتحدي القيم الاجتماعية التي يبثهاالأباء والأمهات والتربويون وغيرهم من مؤسسات الضبط الاجتماعي.

وعلى العموم فإن دوروسائل الإعلام في عملية التنشئة ليس محل شك أو إنكار ويمكن أن يتوصل إلى درجةالتأثير من خلال تحليل مضمون المواد الإعلامية ومن استخداماتها التي تفرض التأثيرعلى الجماهير.

وإذا حاولنا أن ندركمثل هذه المواقف فإنه من خلال مشاهدة الفرد لمسلسل تلفازي يسخر من تعدد الزوجاتمثلاً فإن هذا المضمون لا يعرض بحوار مباشر بل من خلال بعض المشاهد المسليةوالمضحكة أحياناً يراها ويشاهدها الفرد على أنها مجرد تسلية ومتعة مشاهدة بريئة،سلبية حيال قضية التعدد بطريقة لا شعورية في حين قد يكون العكس لو تم عرض مثل هذاالمضمون في حديث مباشر في محاضرة أو مقال صحفي أو ندوة تلفازية فقد تجد الفكرةحينئذ مقاومة وتفقد تأثيرها المطلوب.

4- الإثارة الجماعية Collective Reaction من خصائص الإعلام الجماهيري قدرة الوسيلة الإعلاميةعلى مخاطبة جماهيرية عريضة في وقت واحد بحيث يمكن توجيه هذه الجماهير نحو هدف أوقضية معينة كما يحدث في حالات استنفار وسائل الإعلام لاستنهاض الحس الوطني فيالمواقف الوطنية والقومية مثل ما يحدث الآن في السودان من حفز المواطنين لدعمالمجاهدين في الجنوب.

وقد يكون الهدف أيضاًتجميع المواطنين لمحاربة رذيلة أو مواجهة عدو محارب أو الوقاية من مرض أو وباء،وكثيراً ما تجد مثل هذه المواقف استجابة واضحة من قبل الجمهور المتلقي لمثل هذهالوسائل ويتجمع الناس لتحقيقها والعمل بما تدعو إليه من خلال ما تثيره في النفوسمن حماس قائم على توعية بطبيعة المشكلة

وإذا كانت الإثارةالجماعية قد تأخذ شكلاً وهدفاً إيجابياً فإنها أيضاً في حالات أخرى تأخذ شكلاًسلبياً عندما تسعي إلى إثارة نشر الهلع والفزع والفوضى داخل المجتمع، وربما يكونذلك عن طريق إثارة الجماهير ببث أخبار مضلله أو مشوهة تنذر بخطر داهم كما حدثعندما تم افتعال برنامج إذاعي لنشرات أخبارية تعلن غزواً من أهل المريخ للأرض وذلكعام1938م قدمه المزيع( أورسون ويلز Orason Wells)،ومثل هذا أيضاً ما أصاب مواطني دول الخليج وكذلك اليهود في فلسطين من هلع من جراءنشر أخبار عن عزم العراق ضرب هذه المناطق برؤوس نووية.

كما أنه يوجد نوع أخرمن الإثارة الجماهيرية عندما تتجه وسائل الإعلام للدعوة إلى العصيان وإثارة أعمالالشغب ومقاومة السلطات الأمنية وما يحدث من تدمير وسلب نتيجة مثل هذا النوع منالإثارة وبث روح الهلع والقلق والخوف

5- الاستثارة العاطفيةEmotional Responses:

يعيش الإنسان في هذهالحياة ويتعامل مع أحداثها ومستجداتها من خلال التفكير العقلي القائم على المنطقوالدليل والاستنتاج بجانب المشاعر والأحاسيس التي تحركها العاطفة والميولوالرغبات.

وقضية المشاعروالعواطف لا تنفصل عن الطبيعة الإنسانية والفطرة البشرية فهي التي تحمل معالم الحبوالكراهية والسعادة والرضا والغضب، وهذه العواطف ملازمة للإنسان وقد تتغلب أحياناًعلى أحكام العقل والمنطق نتيجة فشل الفرد في التحكم فيها مما يبتعد به السلوكالقويم والهدى الراشد وقد جاء تحذير القرآن الكريم من هذا الميل الشديد إلىالعاطفة التي تعمي الإنسان عن الحقائق فيما يخبر به رسول الله صلي الله عليه وسلم(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْوَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة القصص50.

وتأتي وسائل الإعلاملتعمل على استثارة العاطفة باعتبارها وسيلة هامة من وسائل التأثير فهي- أي وسائلالإعلام- أصبحت تتمتع بقدرة فائقة في التعامل مع العواطف الإنسانية بأساليب مختلفةويظهر ذلك بصورة أوضح فيما يقدم من أعمال درامية تخاطب المشاهد من خلال عواطفهبمواقف وأحداث تثير فيه مشاعر الحب أو مشاعر الكراهية ومشاعر الغضب والرضا، هذابجانب ما تثيرة بعض المشاهد أو البرامج(حتى المسموعة) من غرائز عندما تعرضلموضوعات الجنس والمرأة والعلاقات بينها وبين الرجل من خلال كلمات الإثارة فيالأغاني أو عن طريق أدائها، وقد كثرت في الآونة الأخيرة مشاهد الإغراء والعريومواقف الغرام التي تستحث شهوة العديد من المشاهدين( رجالاً ونساء) ، ولعل هذاالجانب وهذا النوع من الإثارة يعد سلبية واضحة من سلبيات وسائل الإعلام وتأثيرهاعلى المتلقي والتي قد تستخدم للتضليل وصرف الجمهور عن القضايا الحقيقة التي تهمالأمة.

إن قضية إثارة العواطفقد تحمل جوانب إيجابية بناءة وذلك كالحث على رعاية اليتيم والرفق بالفقراء فقد جاءالقرآن الكريم مخاطباً العاطفة الإنسانية حاثاً لها لعمل الخير والرفق باليتامىممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم في قول تعالي”وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْتَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوااللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً” ( النساء:9).

كما أثار القرآن عاطفةالأبوة نحو الأبناء كوسيلة للحث على الإنفاق في سبيل الله “أَيَوَدُّأَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُالْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌفَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْتَتَفَكَّرُونَ” (البقرة:266) وفي هذه إثارة للإنفاق من خلال إثارة العاطفةنحو الأيتام والمحرومين.

ولعل في الرسالةالإعلامية التي حملها الهدهد إلى سليمان عليه السلام وهو نبي الله الداعي لتوحيدالله في الأرض وهو من سأل الله أن يعطي ملكا لا ينبغي لأحد سواه فنجد أنها رسالةتحمل إثارة تجمع بين إثارة العقل والعاطفة معاً حين يقول ” إِنِّي وَجَدْتُامْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌعَظِيمٌ*وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَلَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لايَهْتَدُونَ* أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ”(النمل : 23-24-25). وهذه الفقرة من الآية الأخيرة فيها إثارة للعقل والمنطقومخاطبة لواقع يجب أن يقوم.

6- الضبط الاجتماعي Social Control

مما لا شك فيه أنعملية الضبط الاجتماعي تمثل عنصراً أساسياً في استقرار أي مجتمع تقوم عليه مؤسساتأمنية واجتماعية وفق نظم وقوانين ولوائح، غير أن هناك وسائل أخرى تمثل سلطة قائمةفي المجتمع تعمل على الإسهام الجاد في عملية الضبط الاجتماعي وهي تلك التي تنبع مننفس المواطن وإحساسه بالانتماء بواجب الولاء بدافع ذاتي حضاري حتى ولو لم يكنهنالك رجل أمن أو ممثل للقانون ويتم ذلك عن قناعة ورضا، وقد قسم بعض المختصين هذاالجانب من عوامل الضبط الاجتماعي إلى ثلاثة أنواع

(‌أ) ما كان متعلقاًبأعراف المجتمع وتقاليده.

(‌ب) ما هو مرتبط بقيمالشخص وقناعاته.

(‌ج) ما يتعلق بقبولالآخرين ومواقفهم.

بالنسبة للجانب الأولوهو ما يتعلق بالقيم والأعراف الراسخة والقائمة في المجتمع فإنها تمثل عاملاًأساسياً في قيام ظاهرة الضبط الاجتماعي مثل قيم الشرف والمواطنة وهي قيم تحكم ضبطالمجتمع ككل، أما بالنسبة للقيم التي يرتبط بها الشخص ويلتزم بها بدافع ذاتي أو تعودونشأ عليها فهي تحدد طريقة تعامله مع الآخرين وتبقي القواعد التي تنظم طرق التعاملمع الآخرين حيث يلتزم الفرد بما يلتزم به أفراد المجتمع في المظهر أو السلوككالملبس ومواقف المجاملات والمواساة وغيرها.

وهنا نجد أن وسائلالإعلام تصبح أداة من أدوات الضبط الاجتماعي من حيث اعتماد الناس عليها في استيفاءالمعلومة وبالتالي تحديد وتبصير الناس بما يصح وما لا يصح من أقوال أو أفعال وماتروجه من قيم ومعتقدات مما يجعل منها مصدراً ومكوناً من مكونات العرف الذي قد يجدقبولاً من الجمهور المتلقي، إن وسائل الإعلام تعمل إلى حد ما على توحيد الناس علىثقافة قد يصبح الخروج عليها أمراً غير مقبول.

لقد ظهرت عادات وقيمجديدة مكان عادات وقيم كانت سائدة وأصبحت هذه العادات الجديدة تمثل صوراً من صورالضبط الاجتماعي وذلك من خلال الرسائل المتكررة لوسائل إعلامية مؤثرة بل إن بعضعوامل الضبط الاجتماعي أصبحت بلا أثر ولم تعد تحتل موقعها القديم بعد أن وجدتالاستهجان أو الإنكار أو التعتيم من جانب رسائل الإعلام، ومع ذلك كله فإن وسائلالإعلام تقوم أصلاً على دعم تعزيز القيم السائدة في المجتمع حيث أنها من المفروضأن تكون على طبيعة محافظة

الاشر السلبي للإعلام علي الاسرة

إن وسائل الإعلام من بركاتالعِلم، ومن أهم الوسائل الحديثة التي توصَّل إليها، وابتكرَها العقل البشريُّ الخلاَّق،نحن لا ننكر ذلك، ولا ندَّعي خلافَه، بل لا نُماري إذا قلنا: إنَّ هذه الوسائل من أهمِّالأمور التي سهَّلَت التَّواصل بين بنِي الإنسان، فقرَّبت القاصِيَ وأدنت الدَّاني،حتَّى أصبح العالَمُ قريةً صغيرة يعلم كلُّ واحد منها كلَّ ما وقع فيها، بل ويقع فياللحظة ذاتِها، كما أنَّ هذه الوسائل يسَّرَت سبُلَ البحث العلميِّ، وجعلَتْه في متناولالجميع بأسهل الوسائل وأقرب الطُّرق.

نعم، نحن لا ننكر شيئًامن ذلك – حاشا وكلاَّ – ولا نقذف هذه الوسائل زعمًا وضربًا بالظَّن، ولكن مَخْبَر هذهالوسائل ينبئ عمَّا آلَت إليه من كساد وإفسادٍ للنَّاشئة والشباب على وجه الخصوص، وهذهسُنَّة الله في خلقه؛ لأنه أبى أن يكون الكمال إلاَّ له – سبحانه وتعالى – ولذلك فكلُّعمل يقدِّمه العقل البشري لا بد له من سيِّئات ونقائص، إلى جانب الحسَنات الذي يقدِّمهاويتفَضَّل بِهَا، ولذلك قيل:  وَمَنْ ذَا الَّذِيتُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهُ

أي: إنه لا أحَد ينجو منالعَيْب والمنقصة، كائنًا مَن كان منَ البشَر، ووسائل الإعلام – كما هو معلوم – مِنوضع هذا البشر الناقص، الذي يشوبه النقص والخلل مهما حاول بلوغ درجة الدِّقة والكمال،وكل فرع يعود إلى أصله، وكل عمل يحمل سِمَة فاعله. ومن أجل ذلك؛ فغرضنا أن نبيِّن الحقَّبالحجة والدليل، وليس بالأهواء الباطلة، والشعارات الخدَّاعة، وليس هدفنا كذلك المراءوالجدال المذموم الذي ذمَّه الله تعالى ورسوله، ونهى عنه العلماءُ، ونبَّه إليه العقلاء،وبناءً عليه فسننطلق في تدخلنا هذا بإثبات ما ذهبنا إليه، من كون وسائل الإعلام ذاتسلبيات جمة، وأخطار جسيمة، فنقول – وبالله التوفيق -:

لقد تعدَّدت سلبيات وسائلالإعلام وتَشَعَّبَتْ، حَتَّى أصبحت طَافِحَةً على سطح المجتمع، ولامَسَتْ جوانب متعددةمن حياتهم، سواء أكانت عقائدية أم اجتماعيَّة، أم تربوية أم غير ذلك، وها هنا ذكر لبعضتجلِّيات هذه السَّلبيات على هذه الجوانب حسب نوعها ويمكن أن نقسمها إلى خمسة جوانب:

الجانب العقدي – الجانبالاجتماعي الأخلاقي – الجانب التربوي – الجانب النفسي – الجانب الصحي.

الجانب العقدي:

• نشر المذاهب الفاسدة،والعقائد الباطلة، والتَّرويج لها عن طريق تلميع صورة معتنِقيها، وإبراز شعائرهم، وتخليدذِكْرها، ولا أدَلَّ على ذلك من ذلك الزَّخم الإعلامي الذي يعرضون به الصَّليب والقِدِّيسمثلاً، وتبجيلهم لِمُختلف الآلِهة التي يعتقدون بوجودها، مثل آلهة الحبِّ والجمال،وآلهة الشَّر والخير.

 • نشر الدَّجل والخُرافات والشَّعوذة والسِّحر، والكهانةالمنافية للتَّوحيد.

• الإيحاء بقدرة بعض الخلقعلى مضاهاة الله في الخلق والإحياء والإماتة، وذلك بإظهاره في صورة ذلك البطَل الذيلا يُقهر، ولا يشقُّ له غبار، فهو القاهر القادر، وهو المقتدر الجبار!

الجانب الاجتماعي الأخلاقي:

• الدعوة إلى الجريمة بعرضمشاهد العنف والقتل، وظهور مُصيبة الاغتِصاب التي عمَّت بها البَلوى، وتأذَّى منهاالصَّغير والكبير، والرجل والمرأة، بشهادة الواقع والغربيِّين أنفُسِهم، فقد أثبتَتدراسات أمريكيَّة أنَّ الأطفال الذين يشاهدون التِّلفاز وبخاصَّة الأفلام الإباحيَّةيقعون في زِنا المَحارِم، ويعتَدون عَلى أخَواتِهم الصِّغار جنسِيًّا، وقد وجدت وكالةالأنباء الأمريكية (fbi)بعد مقابلة 24 مجرمًا في السُّجون كلَّ واحد منهم متَّهمًا بجريمة اغتصاب، وقتل عددٍكبير من البالغين والأطفال – أنَّ نسبة 81 % منهم كان يداوم على متابعة الأفلام الإباحيَّةوالخليعة.

• السعي إلى خلع رداء الحياء،والترويج لذلك، وجعل العلاقة بين الجنسَيْن في قمة التحرُّر من كلِّ قيد ديني أو أخلاقيأو غيره، عن طريق تأسيس منتديات نسائيَّة، يتداول فيها ما قَبُح واسْتُهجِن من أَفانينِالقول القبيحة والمسْتَهْجَنة، فذُبِحت بذلك الفضيلةُ بسِكِّين الرذيلة، وطُعِن الصالحونفي عُقورِ دِيارِهِم.

• انتشار العنف، وجعلهأمرًا طبيعيًّا على أرض الواقع؛ حيث إنَّ المُجرم يُعرض في المسلسلات والأفلام كالبطلوالنَّجم الساطع الذي لا يُبلَغ جنابه، فيكون ذلك سببٍا لمحبَّتِه من لدن المتابِعين،وتصبح الجريمة والقتل آنذاك أمرًا عاديًّا يوحي إلى البطولة والشموخ، وقد أثبتت الدِّراساتأن أمريكا وكندا قد ارتفعت فيهما نسبة الجريمة بين سنتي 1945 و 1974؛ أي: في الفترةالتي ولج فيها التِّلفاز إلى هاتين الدَّولتين.

• فشُوُّ الفساد، وظهورالخيانة الزوجية من كلا الطَّرفين؛ فقد أصبح هذا أمرًا عاديًّا، ما دام البطل أو البطلةفي الفيلم يصنع ذلك، وهذا من باب ضياع الْهُويَّة وطمس البصيرة، ولا أدَلَّ على ذلكمن تلك السهرات الماجنة التي يُقام لها ولا يقعد، فهُتِكت الأعراض واستبيحت المنكرات،وذلك كله بسبب ما تروِّج له وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، فلا نجد في هذه المسلسلاتالتي تذاع بمرأًى ومسمع من الجنسين – والحالة هذه – إلا ما يزيد الطين بلَّةً، والأمورتفاقُمًا وتعقيدًا.

 

 

شهادة: “فهذه الدكتورةليلى عبدالمجيد – وكيلة كلية الإعلام بجامعة القاهرة – تقول: إنَّ بعض ما يُقدَّم فيوسائل الإعلام يقوم بعمل تنميطٍ للنَّماذج البشرية، أو لبعض السُّلوكيات الاجتماعية،أو لدور المرأة، فتأخذ الدراما مثلاً جزءًا من الواقع، وتقدِّمه على أنَّه كل الواقع،وهذا خطأ إعلامِيٌّ كبير؛ لأنَّ الدراما بصفة خاصَّة تَحظى بمشاهدة عالية، فيأخذ المُشاهدما يُقدَّم فيها، ويختزنه، ويستدعيه في المواقف المشابهة، ويُحاول تقليده، أو الاقتداءَبه”.

• ارتفاع نسبة السَّرقة،وجعلها فنًّا واحترافًا، بالإضافة إلى الاختلاس والتزوير، وقبض الرَّشاوي، فظهر مايُسمَّى بالجريمة المنظَّمة، والعصابات مُحكَمة التَّنسيق؛ اقتداءً بِما يُعرض علىشاشات العرض، وقاعات الأفلام.

• تشويه معنى القدوة والأسوة،التي تعتبر من أهمِّ مرتكزات إصلاح المجتمع؛ إذْ أصبحت تلك الراقصة التي تعرِّي عنجسدها، والمغنِّية التي تكشف عن مَحاسنها، والممثِّلة التي انسلخَتْ مِن كلِّ مبادئالحشمة والحياء – أصبحَتْ هي القدوةَ المُثلى بالنِّسبة للفتيات، بل لا نبالغ إذا قلنا:إنَّ بعض الفتيات يَثُرن على أهل بيتهنَّ، ويُخاصِمن مجتمعاتِهنَّ؛ من أجل بلوغ مرتبةهذه المغنِّية أو الممثِّلة! والشَّيء نفسه بالنسبة للشَّباب الذين يعتقدون أنَّ البطلالأسطوري هو ذلك الممثِّل الذي تحدَّى أُمَّه وأباه؛ من أجل إرضاء محبوبته، وأنَّ ذلكالشاب الذي تعدَّدت عشيقاته، وصادق هذه، وخان تلك، ووقع مع أخرى – هو الأسوةُ الذيتشرَئِبُّ له الأعناق، وتَرنو له القلوب والأبصار، ويجب عليهم اتِّباعه.

• زوال الشُّعور بالمسؤوليَّةاتِّجاه الأسرة، واللاَّمبالاة بحال الأبناء، والزَّوجة التي تَحتاج إلى من يقف بِجانبها؛من أجل التخفيف عنها، ومواساتها في بعض ما تجد من أعباء المَنْزل، ومشاكل تربية الأبناء.

• شيوع الألفاظ البذيئةمما يستخدم في كثير من الأفلام والمُسلسلات، ودعوة المجتمع إلى الاستهتار، وعدم الحشمةفي ارتداء لباسٍ معيَّن.

• انعدام المراقبة وعدمالتوجيه للأبناء، وهذا له أثره السلبِيُّ على التحصيل الدِّراسي، ومتابعة الدُّروس،ولا يخفى الأثر السيِّئ للأفلام التي تقذف الأخلاق بسِهامها على شخصية الطفل وتَهْيئتهللانحراف، مع وجود ما نعرفه من أنَّ بعض الأفلام تصوِّر الكذب والخداعَ والمُراوغةعلى أنَّها خِفَّةٌ ومهارةٌ وشَطارة، ومعها يُنْزَع الحياءُ نزعًا من قلوب أطفالنا،والآدابُ التربوية السامية في حياتنا.

وهذا غيضٌ من فيض مما ينتجعن وسائل الإعلام من سلبيَّات ونقائص في هذا الجانب.

الجانب التربوي: أمَّابخصوص الجانب التربوي، فهناك أيضًا مجموعة من السَّلبيات، منها:

 • تنمية الرُّوح السَّلبية لدى المتلقِّي، خصوصًاالأطفال الذين يتقبَّلون جميع الأفكار دون نقد، أو تفكير؛ حيث يتعوَّد المُشاهد عمومًاسهولةَ التَّحصيل دون بذْلِ أدنى مجهودٍ للحُصول على المعلومات، أو اكتساب المهاراتوالقدرات، مكتفيًا بما يقدِّمه الجهاز الإعلامي من حلولٍ أو نتائج

• التأثير على حياة الأطفالالاجتماعيَّة وعلاقاتِهم بالأسرة، وبِهذا يَقِلُّ اكتسابهم للمعارف والخبرات من الأهلوالأصدقاء، كما يصرفه أيضًا عن اللعب، ومتعته مع أقرانه.

• تمرُّد الأبناء على الآباءبفعل المَشاهد التي يرونها في وسائل الإعلام، والتي كان يشارك في مشاهدتِها الأبُ نفسُه،وهذه نتيجةٌ حتميَّة، على الأب أن يَجني ثِمارَها، شاء أم أبى؛ لأنَّه هو الذي ساعدابنه على تطبيع هذه المشاهد، واعتبارها شيئًا عاديًّا، والابن على دين أبيه، كما جاءفي المثَل، قال الشاعر: مَشَى الطاوُسُ يَوْمًا بِاخْتِيَالِ فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِبَنُوهُ

فَقَالَ: عَلامَ تَخْتَالُونَ؟قَالُوا: بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَاعَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

أي: إنَّ الابن لا يشيبإلاَّ على ما شبَّ عليه من قِبَلِ الأَب.

ومن أجل ذلك فإنَّ كثيرًامن الآباء يشتكون من عقوق أبنائِهم، ولا يدركون أنَّهم هم أنفسهم كانوا السَّببَ علىزرع هذا الشُّذوذ الأخلاقيِّ في تربية أبنائهم؛ بواسطة ما يُدْخِلونه على أبنائهم منوسائل إعلام، دون مراقَبة أو تَقنين، فمَن زرع شيئًا جنَى ثِمارَه، فقد أضاعوا فرصةَتربية أبنائهم تربيةً سليمة في الوقت المناسب، ثم ندموا، ولاتَ حين مندَمٍ، وصدق عليهمقولُ أحدهم:  وَعَاجِزُ الرَّأْيِ مِضْيَاعٌلِفُرْصَتِهِ حَتَّى إِذَا فَاتَهُ ذَا عَاتَبَ القَدَرَا

• التعوُّد على مظاهر العنفالمادِّي والمعنوي، تبعًا لما يُعرض من مشاهد العنف والتدمير، حتَّى في بعض البرامجالموجَّهة للأطفال، مثل الرسوم المتحرِّكة، وقد فسَّر بعض علماء التربية سببَ ميولبعض الأطفال إلى التدمير والعنف بتأثُّرهم ببعض برامج الأطفال التي تَجنح إلى صُوَرالعنف والانتقام، ولو كانتْ رُسُومًا متحرِّكة.

• ضياع الأوقات، وذهابُهاهدرًا، بفِعل تلك الأوقات الطويلة التي يقضيها المتعلِّم أمام هذه الوسائل، وبالتاليغفلته عن واجباته المدرسية التي يجب عليه أن يُنجزها باهتمامٍ وعناية.

• دُخُول الأطفالِ عالَمَالكبار قبل الأوان فيما يسمَّى بـ”اختراق المرحَلة العمريَّة”، دون أن تتوفَّرلديهم الخبرة اللاَّزمة لذلك؛ فقد أثبتت الدِّراسات أنَّ برامج التلفاز تتيح للأطفالأساليبَ للتَّعامل ما كانوا يُدركونها أو يُمارسونها؛ مثل عمليات الهروب خارج الحدود،وتعاطي المخدِّرات، والقَتْل والاعتداء، وأساليب التَّحايل والكذِب، فيعيش الطفل عالَمًاغير عالَمِه، وعمرًا غير عمره، فلا يُربَّى التربية السليمة، ولا ينشأ النشأة الطبيعيةالتي يجب أن ينشأها ويَشِبَّ عليها.

• ظهور المراهقة المتقدِّمة؛بفعل التعوُّد على مَشاهد التي يكون أبطالُها مراهقين، وهذه النتيجة تابعة، وتاليةٌلِما سبق من سلبيَّات.

• ضعف العلاقات مع كلٍّمن الأسرة والمدرسة، وظهور الانعزال عن المُجتمع، وانفصام الرَّوابط بين الأقارب بفِعلالانشغال بوسائل الإعلام، وحَصر المُشاهد مع واقعٍ جديد، مِمَّا يُضعف فُرَصَ التَّعاملالاجتماعي والأُسَري.

• تربية الطِّفل تربيةمشوَّهة غير منتَظِمة، لا تُراعي البعد الحضاريَّ للطِّفل، ولا تعير اهتمامًا لمرجعيَّاتهالدِّينية والأخلاقيَّة، ولا تحترم خصوصيَّات الوسط الذي يعيش فيه، فينشأ الطِّفل انطِلاقًامن أفكارٍ واردة خارج بيئته، ويتبنَّى عاداتٍ وتقاليدَ مُخالفةً لما عليه مجتمعُه وواقعه.

الجانب النفسي:

• إفساد واقعية الأطفال،وتشويه عالَمِهم الجميل البسيط الذي يؤمن في هذه المرحلة بالملموس الواقعيِّ، وذلكبعرض المَشاهد المنافية للواقع، والمخرِّبة للفطرة.

• تربية الطِّفل تربيةمشوَّهة غير منتظمة، لا تراعي البُعد الحضاريَّ للطفل، ولا تعير اهتمامًا لمرجعيَّاتهالدِّينية والأخلاقيَّة، ولا تحترم خصوصيَّات الوسط الذي يعيش فيه، فينشأ الطِّفل انطلاقًامن أفكارٍ واردة خارج بيئته، ويتبنَّى عاداتٍ وتقاليد مُخالفة لِما عليه مجتمعُه وواقعه.

• ضعف الشخصيَّة، وتردُّدهافي كلِّ ما تُقْدِم عليه، وعدم الرُّسوخ على موقف معيَّن؛ بسبب الاستهلاك السَّلبِيلوسائل الإعلام، وعدم التَّمييز بين ما هو أصلٌ، ويجب التمسُّك به، وما هو طارئٌ لايجب الالتفات إليه.

تضارب المواقف عند الجيلالنَّاشئ بسبب التَّعارض الفكريِّ والثقافي الذي يَبْرز بشدَّة في وسائل الإعلام، حتَّىيُضْحي أحَدُهم لا ينكر منكَرًا، ولا يعرف معروفًا نتيجةً لهذا الذي ذكر، ولسان الحاليقول:  تَكَاثَرَثِ الظِّبَاءُ عَلَى خِدَاشٍفَمَا يَدْرِي خِدَاشٌ مَا يَصِيدُ

• زَرْع بذور الخوف والقلقفي نفوس أطفالِنا بِما يعرف من أفلام مرعِبة، تخيف الكبيرَ قبل الصَّغير كأفلام الخيال،وغَزو الفضاء، ورجال الفضاء والقَصص التي تدور أحداثُها حول الجنِّ والشَّياطين والخيال،وكلُّها تُوقِع الفزع والخوفَ في نفوسهم، إلى جانب أنَّها لا تَحمل قيمًا أو فائدةعلميَّة، وينعكس أثر ذلك على أمن الطِّفل وثقته بنفسه؛ مما يُشاهده من مناظر مفزعة،تَجعله يعيش في خوف وقلق، وأحلام مزعجة.

الجانب الصحي:

 

• ضعف البصَر؛ بسبب الإضراربه عن طريق كثرة تعريض العين للأشعَّة التي تبعثها وسائلُ الإعلام المرئية؛ مثل: الحاسوبوالتلفاز؛ وذلك ما أكَّده الأطِبَّاءُ والواقع، إذْ إنَّ أغلب الذين يعانون من ضعففي البصر يحصل لهم ذلك بسبب كثرة الإدمان على مُشاهدة وسائل الإعلام المرئيَّة فتراتٍطويلة، خصوصًا في الفترة اللَّيلية التي تحتاج فيها العين إلى جهد مضاعَف؛ من أجل النظر.

• الإصابة بالأَرَقِ وَالسُّهاد،والإحساس بأوجاع على مستوى الرأس؛ بسبب السَّهر، والمداومةِ على مشاهدة بعض هذه الوسائلخلال ساعات متأخِّرة من الليل.

• كثرة النِّسيان وعدمالتركيز أثناء حضور حصة أو مناقشة؛ بسبب الإعياء الشديد الذي تُسبِّبه قلة النَّوم،وعدم تمكين الجسم من حقِّه الطبيعي من هذا النوم.

 

• تأخُّر الطفل في النوم،والجلوس أمام التلفاز لساعاتٍ طويلة؛ مما يؤدِّي إلى اعتلال صحة الجسم، ويتسبَّب أيضًافي الخمول الذهني، وتعطيل ذكاء الطفل.

• الانصراف عن مُمارسةالرِّياضة البدنيَّة، والإصابة بالكسل والخمول والسِّمنة؛ لقلَّة الحركة، واكتساب العاداتالسيِّئة، وتدهور الصحة العامة.

خلاصة وخاتمة:

يمكن أن نخلص بعد هذه اللَّمحةالبسيطة في هذا الموضوع أنَّ وسائل الإعلام بجميع أشكالِها وألوانها تلعب دورًا سلبيًّاخطيرًا، يجب الاحتياطُ منه، وتلعب في الآنِ نفسه دورًا إيجابيًّا عظيمًا لا يمكن إغفالهأو التنكُّر له؛ أيْ: إن هذه الوسائل باختصارٍ سلاحٌ ذو حدَّين، ومن أجل ذلك فالسُّؤالالذي يُطْرَحُ بشدة هو: كيف يمكن أن نستفيد منها والحالة هذه، دون أن نُصاب من الاقترابمنها بأيِّ أذى؟

وهذا ما سنلخصه في النقاط التالية:

1- البحث عن الوجه المشْرِقفي هذه الوسائل من حيث الاستخدامُ؛ أيْ: نوظِّفها فيما يعود على الشخص والأُمَّة بالنَّفعفي جميع الجوانب، فقد أثبت علماء التَّربية مثَلاً من الناحية التربوية أنَّ بعض وسائلالإعلام تؤدِّي إلى رفْعِ قُدرة الطفل على القراءة والكتابة، والتعبير الشَّفوي، والقدرةعلى الاستماع والتركيز، وتعلُّمِ الثقافة العامة، والعلوم واللُّغات الأجنبية، والتربيةالفنِّية والرياضيات، كما أنَّها تقوِّي المقدرة على حلِّ المشكلات التي تُواجهه، وتُساعدهعلى التوافُق الاجتماعي، وتطوير هواياته ومواهبه، واستغلال وقت فراغه.

2- أن يكون الشخص ذا حِسٍّنَقْدي، يُميِّز بين الصَّالح والطالح؛ حتَّى ينخل الأفكار التي يتلقَّاها ويمحِّصها،ولا يكون عبدًا لها للمعرفة، دون تمييز، بل يجب عليه أن يتمعَّن، ويتدبَّر، ويُحِسَّ؛حتَّى يأخذ ما هو أهلٌ للأخذ، ويطرح ما هو أهل للنُّفور والاشمئزاز.

3- الاهتمام بالتربية الدِّينيةالتي ترسِّخ في الإنسان مبادئه الأخلاقيَّة، وعقائدَه الإسلامية، وتوجهه الأخلاقي؛حتَّى يُصان من كل انحراف، أو زيغ عقائديٍّ، أو ديني.

4- مراقبة الأبناء، وتوجيههمالوجهة الصحيحة أثناء استهلاك واستقبال ما تُنتجه هذه الوسائل.

5- تنمية الإحساس بالدِّينوالوطن والانتماء؛ حتَّى يكون المتلقِّي ذا منَاعة قويةٍ أمام كلِّ ما من شأنه أن يجرِّدهمن انتمائه وأصوله، أو يخدش في عقيدته ودينه.

6- التَّقنين وتنظيم الوقت،وحُسْن توزيعه دون أن يغلب الوقت الذي يخصَّص لاستهلاكِ ما تطرحه هذه الوسائلُ علىحساب الواجبات والالتزامات الأخرى.

 

إن الحياة الزوجية االمستقرة تقوم في عمومها على التوافقفي تحقيق المصلحة المشتركة للزوجين، فما يكون في مصلحة الزوج إنما هو في مصلحةالزوجة، وما هو في مصلحة أي منهما يكون في مصلحة الأسرة. غير أن هذا لا يمنع مناختلاف وجهتي النظر حول المصلحة نفسها، وقد يكون هذا الاختلاف حقيقة واقعة، فقدترى الزوجة أن من مصلحتها الاستقلال بمرتبها وأن تدخره لنفسها وأن يقوم الزوجبالإنفاق على الأسرة، بينما يرى الزوج أنها لا بد أن تساهم في النفقات، ولكن قدرةالطرفين على تحمل واجباتهما بمسئولية تامة وإدراكهما لمصلحتهما العليا يعملان علىرعاية حياتهما على نحو متوافق يعكس أحيانًا جانبًا من تضحية أحدهما في سبيل تحقيقالمصلحة المشتركة. وهكذا فإن الإدارة الحكيمة والواعية للمصالح وتقديرها بينالزوجين بصرف النظر عن كونها مصلحة الرجل أو المرأة، ستقلل من احتمالات عدمالتوافق المؤدية للطلاق.

 

كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام

ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسيةوالقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهدالعربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

محمول

01224121902

الدكتور عادل عامر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.