www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

أتعاطف مع ”المساكين”، لكني لا أتعاطف مع ”الأغبياء” (!!)/اسامة عكنان

0

ما تمارسه أنظمة البغي والطغيان والاستبداد في بلادنا،

هو استثمارٌ لغبائِنا وليس استغلالا لمسكَنَتِنا (!!)

 

فكيف أتعاطف “معنا” (!!)

أفهم أن يكون المواطن العربي الأمي جاهلا بألاعيب السياسة إلى حد ظهوره بمظهر الإمعة الغبي في ردات فعله ومعتنقاته التي تُسَوَّق له من قبل صانعي كلِّ شيء فيه حتى أنفاسه (!!)

لكن كيف لي أن أفهم أن يكون كذلك وبردات فعل وتحليلات وتصورات لا تختلف عن نظيرتها لدى ذلك المواطن الأمي الجاهل، من يُدَرِّسون السياسة والقانون والاقتصاد في الجامعات (!!)

لقد سمعت من الدكتور حسن نافعة في رده على سؤال عن موت مواطنين مدنيين أبرياء في قصف الطائرات المصرية ما لم أسمعه من “نتنياهو” وهو يقتل الأبرياء في غزة (!!)

إنه يقدم عزاءه للشعب الليبي ولذوي الضحايا، مؤكدا أن مصر إنما تريد تحريرهم من الإرهاب ولم تكن تستهدفهم بشكل مباشر (!!)

بحثت في كل تصريحات نتنياهو وشارون قبله عن شيء شبيه بهذا فلم أجده، لأن هذين المجرمين كانا يتهربان من مسؤولية قتل المدنيين باختلاق مبررات أخرى، غير تبرير قتلهم بحمايتهم (!!)

أما هذا الأكاديمي الذي يدرس القانون وحقوق الإنسان والسياسة في أعرق الجامعات العربية ، لا فُضَّ فوه، فإنه يقدم تبررا للقتل بالرغبة في حماية القتيل (!!)

الطغاة والمستبدون يبنون قصَصَهم السياسية على اختلاقِ أحداثٍ يتم تسويقها لغبائنا على أنها القِصَص السياسية ذاتها (!!)

نبتلع الطعم دائما فنعتنق دينا يعتبر تلك الأحداث التي يسوقونها لنا هي ذاتها قصصهم التي يسوقونها لنا عبر أبواقهم (!!)

إن الأغبياء الذين اعتقدوا أن حرق الطيار معاذ الكساسبة هو الطريقة التي ابتكرتها داعش الهمجية للانتصار على كل أعدائها، هم صورة طبق الأصل عن أولئك الأغبياء الذين اعتنقوا عقيدة أن ذبح واحد وعشرين قبطيا مصريا يعملون في ليبيا، هو الطريق الذي تتصور داعش أنه سيتيح لها أن تسيطر على تلك الدولة وتغرقها في ظلماتها (!!)

تبا لنا ما أغبانا فكيف “نتقدم” بل كيف “نتحرر” أصلا (!!)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.