www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،

0

مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،

مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه، مجتهدٌ في خسة ِ النفسِ
يزاحمُ الجمالَ في قوتهِ، ويَخزِنُ الفَلسَ على الفَلسِ
يأكُلُ والغِلمانَ في يَومِهِ، فضلة َ ما قد كانَ بالأمسِ
يودّ يمسي عرضهُ مطلقاً، ومالُهُ المَوفُورُ في حَبسِ
لا يعرفُ الحمامَ لكنهُ في البيتِ يحمي الماءَ في الشمسِ
إذا رأى في قدرهِ لحمة ً، تلا عليها آية َ الكرسي
وإنْ رأى في بيتهِ فارة ً بادَرَها بالسّيفِ والتّرسِ
يُجِلّ أن تُدرِكَ رُغفانَهُ حواسُ من يأتيهِ بالخمسِ
بالسّمعِ والأبصارِ والشّم قد تدركُ على الزادِ من الكبسِ
فإنْ أتَى ضَيفٌ على غِرّة ٍ، قابلهُ بالتعسِ والنكسِ
يلقاهُ بالترغيبِ في الإحتما، وبعدهُ الخبزِ والدبسِ
فإنّ تعدّ أكلهُ لقمة ً، رأيتَ في أضلاعِهِ رَفسِي
فهَذِهِ الأوصافُ مَكسوبَة ٌ، أدرَكَها في غُربَتي حِسّي
قد عَلِمَ السّلطانُ من قَبلِها أنّيَ من ذلكَ بالعَكسِ
ولم أزلْ في رحبِ أكنافهِ أقُولُ باللّذّاتِ واللُّبسِ
وإن تراءتْ في يدي بدرة ٌ، أتلفتها في مجلسِ الأنسِ
فمُذ ثَناني الدّهرُ عن رَبعِهِ، ولم يكن ذلكَ في حَدسِي
وجُزتُ في المَتجَرِ مع مَعشَرٍ هَمّهُم في الضّبطِ والبَخسِ
طوراً على الرومِ أرى بينهم، وتارَة ً في بَلَدِ الفُرسِ
أحبّ من في نفسه خسة ٌ، والجنسُ ميالٌ إلى الجنسِ
ولم أكنْ مستحدثاً نعمة ً أفضَى بيَ السّعدُ إلى نَحسِ
لكنّ شَمسَ الدّينِ مُذ ملّني، صَوّحَ نَبتي وذَوَى غَرسِي
كذاكَ كلّ النبتِ من شأنهِ يفسدهُ البعدُ عن الشمسِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.