www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

استثمروا إيجابيات مونديال قطر/مصطفى إنشاصي

0

عن نفسي لست من عشاق ولا محبي كرة القدم ولا أعرف عنها شيء منذ أن توقفت عن التشجيع عام 1978، ولم أشاهد أي مباراة في منديال قطر لكنني من خلال المنشورات لدي تصور كافي عنه، ولا أحد يختلف على أن المبالغ التي أنفقت على اﻹعداد للمونديال حسب شروط الفيفا، وطموحات أمير قطر أن يجعل منه رسالة حضارية للإسلام والعروبة، كان الأفضل استثمارها في مجالات أخرى تفيد المسلمين، لكن ما حدث حدث .. وكيف يمكننا استثمار إيجابيات المونديال لصالح الأمة والقضية؟
بداية نهنئ قطر وأميرها على هذا النجاح الرائع الذي شرف العرب والمسلمين، وكشف حقيقة الغرب الذي لم يعد يأبه من إظهار موقفه العدائي لديننا وأمتنا، حتى في حدث رياضي لا علاقة له بالسياسة، ونسجل لأمير قطر اعتزازه بسلام وعروبته وعدم منافقة الغرب ولا التنازل أمام موجة الضغوط والسياسية، وحملة التشهير التي شنتها وسائل اﻹعﻻم الغربية ومنظمات حقوق اﻹنسان ضده وضد قيمنا الدينية، في محاولة منهم لإضعاف موقفه وتمرير ما كانوا يمنون أنفسهم بتمريره ليكون رسالة للعالم، بأن هذا مصيركم جميعا، وعلى رأسها، الترويج للمثلية والشواذ والانحطاط الأخلاقي …
واضطرار كل من أساء من الغربيين إلى اﻻعتذار، واعتراف عقلاء من الغرب بوضاعة أخﻻقهم وقيم حضارة الرجل الإبيض الذي يرى أنه سيد العالم ومعلم البشرية الحضارة والمدنية، ويريد أن يعولم قيم حضارته المادية المنحلة المعادية ومناقضة للفطرة على العالم، وتمنوا أن يأت يوما يرون لاعبيهم وشعوبها يحتضنون والديهم في المﻻعب، ويقدسون الحياة الأسرية، وقوة الروابط الاجتماعية و… ولا يلقون آباءهم وأمهاتهم في ملاجئ كبار السن والعجزة …
لماذا لا نستثمر تلك الهزيمة النفسية والمعنوية والأخلاقية للغرب وحضارته في زرع الثقة في شبابنا بدينهم وقيمهم وسمو أخﻻقهم على الحضارة الغربية المبهورين بها، وتكون نقطة انطلاق لمثقفي ومفكري الأمة للاستفادة من كل وسيلة إعلامية وغزو الغرب فكريا وثقافيا وحضاريا ورفع شأن ديننا وقيمنا في الغرب وكل مكان وتسفيه وتدمير حضارة الغرب، واستعادة دورنا الرسالي في قيادة العالم في جميع المجاﻻت، خاصة وأن من لم يسلم ممن جاء من كل أنحاء العالم إلا أنه تأثر بدرجات متفاوتة بأصالة ديننا وثقافتنا الإسلامية وكرم وحسن الضيافة العربية … وانبهر بكل تأكيد بإسﻻمنا وتغيرت نظرته للإسلام والمسلمين …؟!

بعض الأصدقاء انتقد تهنئتي لقطر وأميرها على النجاح الرائع للمونديال، على أساس أن تلك التهنئة تتعارض مع طبيعة شخصيتي ومواقفي، ومعهم حق. إلا أن الأمر ليس كما قد يكون وقع في نفوسهم!
أثناء المونديال أرسل لي صديق مقالة تنتقد الأموال التي أنفقت على المونديال، وتبادلنا الحديث وقلت سأكتب بعد انتهاء المونديال عن كيفية استثمار إيجابيات المونديال بدل النقد السلبي.
أول أمس أرسل صديق آخر مقطع فيديو له عن المونديال ﻷعلق عليه، فكان ردي ما كنت عازما الكتابة عنه بعد انتهاء المونديال، وقسمته ﻷجزاء لنشره على صفحتي، موجهة للمثقفين والمفكرين وأصحاب الرأي لماذا ﻻ يستثمروا الإيجابيات لمصلحة الدين والقضية، ولتكون نقطة انطلاق لكشف حقيقة عداء الحضارة الغربية لديننا وأمتنا، وإعلاء قيم حضارتنا الإسلامية بعد الهزيمة النفسية والفكرية التي حدثت عند بعض ذوي الرأي الغربيين، فالمنشورات موجهة للآخرين ليكتبوا عن تلك اﻹيجابيات.
وكان يجب أن يكون بعد التهنئة الفقرة التالية التي تأجلت لليوم، وتأجيلها أحدث اللبس، كفكرة يكتب عنها كل بأسلوبه لحثه على الإنفاق لمصلحة اﻷمة:
وفي الوقت نفسه ما يمنع أن نحث أمير قطر وغيره كما أنفق كل تلك المليارات لنجاح المونديال وقد توفق ونجح نجاحا باهرا، لماذا لا ينفق مثلها بل أقل بكثير جدا، على نصرة دينه الذي كان عنوان المونديال، وانفاقها في تسديد ديون بعض الدول الفقيرة، وإستثمارها في مجاﻻت متنوعة لبناء اقتصادات وطننا ونكتف ذاتيا في الاحتياجات الغذائية، ونضع أسس لصناعة متطورة تغنينا عن الاستيراد … نؤسس لنهضة عامة في أمتنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.